شخصيات ومذاهب تشكيلية: الفنان محمد الطراوي بقلم فكري عيّاد
من طيف ألوانك وجَوْلَات أحلامك. . نَسَجْت زهرات، اِشْتَعَلَتْ شُعْلَتُها، وتَأَجَّجَتْ من أعماقك. ذابت وإِتَّحَدَت , وإِنْدَمَجَت في وعاء وجْدَانك. حالة وجود تختال مع وهج الروح. قبلات لمسات حانية من فرشاتِك. عابثة ماجنة، هاربة، وكأنها موجات راقصة من عبقِ ملفاتك، سكنت ثم إتَّقَدَتْ وتَوَقَّدَتْ في شطحاتِها وإرتخت في شباكِك. عرائس من بلورة سحرية تدور في فلكك. هبطت من عليائها ودارت في مَدَارِك.. مناظرات وحكايات، إِخْتَلَطَت من فكرَك وجولاتَك. .
الفنان المصري الكبير محمد الطراوي
مهارة فرشاتك تُدَاعب روح الجمال بسحرِ لمساتك. وكأنك تغرد “سيمفونية” من أوتار زقزقات أحلام تحلق في أفقِ خيالك، سابِحَة هائِمَة، متآلِفة، مُتَجَانِسة، مُتَنَاغِمة من محبرة ألوانك.
كأنك تخاطب ودِّها ، وتكشف أسرارِها، أو تبحث عن ديارِها، تذوب وتلاَمس دفء حنايا شَفَتَيْها، وتدعوها لتتنفس من عبقِ هواك. رؤياها فُتْنة فاتِنَة، وهى ِتلتحف في شفافية وريقَاتِك . أخذت الألباب، في مزيج سكرة مِدَاد وسحر خطوطك . نَسَجْت سياج من عبق أريج الذكريات حول خصرِها . وتخاطبها كيف حالك أيتها الحقيقة الغائبة .!؟ تَواريت.. واختبأت من نظراتِك. ومازالت فرشاتك الذهبية المُتَحَيِّرة ، تبحث وتجول وتقول، أين محياكِ ياصبية.!؟
والعذارى في عفة ثيابهن البيضاء، وسياج الدهشة من حولهن، يركُضَنَّ خلف ستائر شفَّافة. إنْتَشَيْنَ في ظلالك. تناديها بأنغامٍ حالِمَة، وهى تهَرْول على أوتارِك. تهربين..! وإلى أين تَمْرُقِين في سرداب العالم التائِه..!؟ أدراجَ الرِّياح وشَطَط وضَيْم جفاف العقول، من خلفِك. وعَسْف وإِجْحاف جحود العيون من حولِك.
يازَهُرَة من نبت ضياء القَمَر، بيضاء حُورِيَّة، أو فتاة أسطوريةٌ.! أم أنفاس الإبداع من خيال فنان مُتَفَنِّن ومُتَمَرِّس، مُتَمَكِّن حالم.!؟ أم أَنتِ هَفْهَفَة وطرب روح شَارِدة هائِمة.! لا وَصَف لكِ من حُسْنِك وبهائِك. كيف عَبَرَتْ وجَرَتْ أيامِك معي، وتمضينَ بدون نظرة وداعِك؟ وترحلين على رَابِيَة التحدي، شامِخَة مُخْتَالة، على صهوةِ جوادِك. رقص جسد الجمال في غُصْنِك ودَلَالِك ، أينما حَلَّت أقدامِك. أيقظت البهجة في الزهور من عطرِ أنفاسِك. ياغيرة “الكيروان” من أنغام ورنَّات خُلْخَالِك .! لا ترحلين، وإسمعي دقَّات القلب ياصبية! وخَفَقَان صَبَاحة ملامحك الخفية، تتراقص مع أنغام خلخالك. مهما تَتَخَفِين في سحابةِ خيالك. أنا في إنتظارك، مهما طال زمن غِيَابِك. ياقمري وضياء عُمري، ستبقى فرشاتي سابِحَة تُعَانِق عبق وسحر جمالك.
فكري عياد. لندن
فكري عيّاد فنان تشكيلي وباحث وناقد مقيم في لندن.المملكة المتحدة