صلاح هاشم يكتب لجريدة ” القاهرة ” حصاد الإسماعيلية السينمائي الـ25.دورة إستثنائية ورائعة بإمتياز والأفلام نجوم المهرجان.
سينما
حصاد الإسماعيلية السينمائي 25
دورة إستثانية ورائعة بإمتياز، و الافلام نجوم المهرجان
بقلم
صلاح هاشم. الإسماعيلية
سعدت جدابحضور مهرجان الإسماعيلية السينمائي 25 المخصص للافلام الوثائقية الذي عقدفي الفترة من 26 فبراير الى 5 مارس 2024 في مدينة الإسماعيلية التي ارتبطت معها بعلاقة حب من أول زيارة، عندما كنت في العاشرة من عمري، وتولى خالي البكباشي أحمد ناصر ، بعد خروج الإنجليز من مصر عام 1956، قيادة وإدارة معسكرات الجيش الانجليزي في المدينة ،التي رحلوا عنها الى غير رجعة، وهم يجرو ن خلفهم- كما كنا نحن الصغار الأشقياء في حينا العريق قلعة الكبش في السيدة زينب نحب أن نردد وقتذاك – أذيال الذل و العار ..
وعلى الرغم من مضي أكثر من عقود، على زيارتي الأولى للمدينة، وكل تلك الذكريات التاريخية لعزيزة التي حملتها معي بعد اللقاء، فإن مدينة الاسماعيلية لم تفقد اليوم شعرة من جمالها وسحرها، وهذا ما شعرت به، عندما هبطنا كضيوف للمهرجان في “فندق تيوليب” الرائع، وأبحرنا في رحلة – نظمها المهرجان مع “هيئة قناة السويس” – في القناة، وتجولنا في أحياء المدينة وشوارعها وميادينها الهادئةالنظيفة،وصحبنا اهل الإسماعيلية،”وردة مدن القناة “الطيبين، من المهاجرين والمغامرين، وحسدناهم على نعمة الوجود في مدينة، تبدو لنا كما لو كانت صورة ،لذلك الفردوس المفقود، الذي تحدث عند الشاعر الإيطالي دانتي اليجيري في قصيدته،وبعيدة جدا ،عن طحن ودخان تلك المدن المتناحرة، التي ذكر الشاعر الألماني برتولت بريخت أن فوقها دخان، وتحتها بالوعات، ويقينا سوف تذروها الريح، وحماك الله من أهلها المعتوهين، غلظتهم وشرورهم..
ولاشك أنك تلك المناخات ، التي وفرتها لنا إدارة المهرجان الذكية، وبكفاءة عالية لم نعهدها من قبل، في أي دورة من دورات المهرجانات التي حضرناها ومنذ أن تأسس المهرجان عام 1991 وكذلك دورة عام 1992 التي شاركت فيها شخصيا بإدارة الندوات باللغة الانجليزية – وحتى الآن ..
ساعدت كثيرا جدا، على توفير جو مناسب ، للتأمل والتفكير، وبتوقيت الإسماعيلية، في قيمة السينما الفن – السينما فكر أولا -في عصر الصورة والذكاء الإصطناعي والواقع الافتراضي والجماهير الغفيرة ووسائط التواصل الإجتماعي المتعددة والمتدافعة، وقيمة تلك الأعمال السينمائية، التي جلبها لنا المهرجان من أنحاء العالم – أكثر من 120 فيلما من اكثر من 60 دولة – وشاركت في مسابقات المهرجان في دورته ، 25 والإحتفال بمرور 25 عاما على تأسيسه واحتفالاته بـ ” يوبيله الفضي” .
.
المصور الكبير الفنان محمد بكر
وكان أبرز ما بهرني بداية في المهرجان ،على مستوى الوعي بالصورة، وإرتباطها بتاريخ وذاكرة التراث السينمائي المصري العريق ،وأهمية التوثيق له ولتاريخنا بكافة الوسائل والأشكال ، ذلك المعرض، الذي حرصت إدارة المهرجان على إقامته ،في ساحة مركز ثقافة الإسماعيلية الرائع،معرض للصورة في أعمال المخرج المصري العظيم شادي عبد السلام، بعنوان ” شادي عبد السلام أمام وخلف الكاميرا ” بعدسة المصور الفنان القدير محمد بكر، الذي وثق في أعماله، للعديد من أفلام السينما المصرية العظيمة، التي دلفت الى قلوبنا وذاكرتنا وتاريخنا من أوسع باب، كما وثق الإنسان المصري القديم، بالنقش على الحجر، وجدران المعابد، لكل مظاهر الحياة في حضارة مصر القديمة، أم الدنيا، التي علمت العالم، ومما يؤكد هنا من خلال ذلك المعرضن على عنصر ” الإستمرارية ” – CONTINUITY– في الشخصية المصرية ،وإبداعاتها المتميزة ، ومنذ فجر التاريخ.. وفجر الضمير..
نادية لطفي في أيقونة شادي عبد السلام ” المومياء” تصوير محمد بكر
وقد كان هذا المعرض – الذي أعتبر أيضا تكريما لفن الصورة أو الفوتوغرافيا في مصر، هو اول مايقابلك على اليمين، عند الدخول الى مركز ثقافة الإسماعيلية، وأنت تهبط الدرج الى قاعة العروض السينمائية الكبرى، ويجعلك تتوقف وتتأمل مليا في لوحاته وتنحني اعجابا لها، وتقديرا لهذا الشيخ الجليل المهيب ،وهو يتجول معنا في المهرجان، ونحن ننعم بكلامه عن ذكرياته وصحبته، وكأنما هو قادم إلينا من أعماق التاريخ، ولايمكن إلا أن تعجب بشخصيته وطيبته ، وهو يستقبلك بترحاب وبشر، ويجعلك تحبه ، مثل جدنا هوميرس سيد الحكواتية والمشاءين الكبار..
فالأستاذ محمد بكر هو شيخ مصوري الفوتوغرافيا في مصر، وأعتبره أهم شخصية فنية تاريخية التقيت بها في الدورة 25، و قدعمل ما يزيد على 60 عامًا في مهنة التصوير، وسجل بعدسته الفوتوغرافية أروع المشاهد السينمائية، ويزيد رصيده عن الألف فيلم سينمائي، ويمتلك إرثا ضخمًا من صور مشاهد السينما المصرية على مدار تاريخها ، من فترة الأبيض والأسود وحتى الآن، سواء أمام عدسات السينما، او ما يدور وراء الكواليس، فقد عاصر العديد من نجوم الفن، والسياسة والثقافة والرياضة والعلم في مصر، والتقط لهم الصور، ومن أشهر أعماله ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية) للمخرج حسن الإمام، ,وفيلم ” الرصاصة لا تزال في جيبي “، المومياء، معبودة الجماهير، السقا مات، الفتوة، دعاء الكروان، أبناء الصمت، وغيرها من الأعمال السينمائية المصرية العظيمة..
أما الراحل شادي عبد السلام الذي أعتبره أستاذي – مع شخصيات سينمائية مصرية عظيمة مثل صلاح ابو سيف وفريد المزاوي وأحمد الحضري وغيرهم – وكتبت عنه في سلسلة هؤلاء علموني في جريدة ” القاهرة :، فهو من مواليد 15 مارس عام 1930 وقد بدأ حياته الفنية مصممًا للديكور وعمل مساعدًا للمهندس الفني رمسيس واصف عام 1957 م. ثم عمل مساعدًا للإخراج في عدة أفلام كان أغلبها لمخرجين أجانب، وقدم الراحل فيلم “الفلاح الفصيح” عام 1970م وهو فيلم مأخوذ عن إحدى البرديات الفرعونية القديمة والمعروفة باسم “شكوى الفلاح الفصيح”، وقد فاز فيلم ” الفلاح الفصيح في مهردان فينسيا في نفس العام، كما قدم أفلاما مثل “جيوش الشمس” و”كرسي توت عنخ آمون الذهبي” و”الأهرامات وما قبلها” و”رع مسيس الثاني“. أما فيلمه “المومياء.. يوم أن تحصي السنين” فهو علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية والعالمية، فقد حصد عددًا كبيرا من الجوائز العالمية، وأعتبره درسا في السينما العظيمة، لكل العصور، وعابرا للأفلام والأنواع والمدارس والجنسيات..
حلقة بحثية تعيد الإعتبار الى الصحافة الفنية في مصر
كما أعتبر على الرغم من الفعاليات المهمة التي إحتشد بها المهرجان، من ورش وتكريمات و لقاءات ومحاضرات ومناقشات – ولعل أهمها في رأيي المناقشات التي دارت في الحلقة البحثية بعنوان ” الصحافة الفنية في مصر من 1952 الى 1973 ” تحت إشراف الاستاذ الناقد الكبير كمال رمزي ود.ناجي فوزي ، وشارك فيها جمع من الاساتذة النقاد : ناهد صلاح ومحمد دياب وأحمد عبد العال وأحمد عامر ، وأعتقد أنها نجحت والى حد كبير ، في إعادة الإعتبار الى الصحافة الفنية وتاريخها في مصر، بعدما كان دائما ما ينظر الى تلك الصحافة المتخصصة، على أنها صحافة للترويج للعري والرقص والخلاعة والتفاهة والسطحية والإبتذال والمسخرة ، وليس سجلا تاريخيا معتبرا، للوقائع والحقائق في ما يتعلق بحياة نجوم وكواكب الحياة الفنية والسينمائية في مصر ومن ضمنهم راقصات مصر الأشهر مثل تحية كاريوكا و سامية جمال وكانوا أحيانا سفراء لمصر وفنونها في الخارج – وغيرها في برنامج إستثنائي وضخم وغير مسبوق في عدد الأفلام ، والبرامج الخاصة، والفعاليات المصاحبة..
أعتبر أن الأفلام التي شاركت في مسابقات المهرجان في دورته الفضية 25 هي التي حظيت بالاهتمام الاكبر، من قبل الجمهور وضيوف المهرجان، مع التركيز بوجه خاص على اأفلام الحضور السينمائي المصري في الدورة 25 – أي ما يعنينا نحن وسينماتنا بشكل مباشر ، وقد شكلت في رأيي وحدها نجوم الدورة 25..
أفلام مصرية على القمة في الدورة 25
حتى أني ، وقبل الإعلان عن جوائز المهرجان الرسمية وإلغاء حفل الختام ترشيدا للنفقات، وإستبداله بمؤتمر صحفي ،للإعلان عن الجوائز، رشحت مجموعة من الأفلام المصرية المهمة ، التي شاركت في مسابقات الدورة 25 ، للحصول على جوائز، ومن ضمنها فيلم ” سمر..الصورة قبل الأخيرة ” للمخرجة المصرية الشابة آية يوسف، الذي أعتبره أهم فيلم مصري عرض في الدورة 25 ..
أفيش فيلم ” سمر قبل الصورة الأخيرة ” للمخرجة المصرية آية يوسف
يمكن القول – هكذا كتبت قبل الإعلان الرسمي عن الجوائز في المؤتمر المذكور – بأن مهرجان الإسماعيلية الذي عرض 120 فيلما من أكثر من 60 دولة حقق في دورته 25 إنجازا مهما لنضالات المرأة ، للحصول على حقوقها المهضومة في بلدان القارات الثلاث إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ومصر بالذات نموذجا، من خلال عرض مجموعة كبيرة من الأفلام من صنع المرأة، كما في فيلم آية يوسف..
. كما عرض المهرجان أيضا مجموعة كبيرة من أفلام الطلبة، التي نظمت لها مسابقة في الدورة 25 فكشفت عن فيلمين جميلين أعجبنا بهما كثيرا – خارج الخطاب الشخصي الحماسي الزاعق، في بعض الأفلام بالكلام فقط، في حين أن السينما هى فن الصورة والإكتفاء بالصمت فقط ، حيث تصنع الأفلام في رأينا في لحظات الصمت بين مشهد ومشهد، ولايكون اللجوء الى الكلام إلا عند الضرورة فقط..
والسينما لاحاجة بها الى الكلام ، لأنها ليست راديو، بل اشباح وأتراح وأفراح وظلال تتراقص على شاشة لفترة، ثم تذهب،ونمضي معها على سكة إختراع النظرة، وهي كل شييء في كل أفلام السينما العظيمة، ولاتترجم هذه النظرة REGARD بكلام بل بأفكار ومشاعر وأحاسيس جياشة، وتأخذ أحيانا بمجامع القلوب، وتستولي على روحك، وهذان الفيلمان ، فيلم ” فالس الأحلام ” لليلى رزق ، وفيلم ” أحمر ” لجميلة ويفي يتميزان بعدة ملامح، هي بساطتهما ، وخلوهما من الإدعاء والحذلقة، وقوة التركيز في الفيلمين – فالسينما – مثل الشعر – هي فن الاقتصاد وعن جدارة، واعتمادهما على ” الصورة ” والتزامهما بأن يكون للفيلم قضية ، ويحمل هما، وقد اعجبنا بهما كثيرا، ونرشحهما للحصول على جوائز في مسابقة الطلبة
جميلة ويفي.فيلم ” أجمر “
كما نرشح فيلم “عيسى” لمراد مصطفى للحصول على جائزة أحسن فيلم في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة ، وفيلم ” هدي.. أم مع وقف التنفيذ ” للمخرجة المصرية الشابة رابيل عريان للحصول على جائزة احسن فيلم في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة ، فقد أمتعنا الفيلم البديع كثيرا جدا وتأثرنا به كثيرا جدا ، حتى بدا لنا كما لوكان فيلما سماويا وليس أرضيا وقد هبط علينا مثل موسيقى موتزارت من السماء، ومن فرحتنا ، كدنا نقوم من قعدتنا ونرقص في نهاية الفيلم مع ممثليه ونشارك مثل طيور الجنة في الزفة..
المخرجة آية يوسف – الأولى على اليمين – مع سمر وطاقم الفيلم
وقد رشحنا فيلم ” سمر.الصورة قبل الأخيرة ” لآية يوسف للحصول على الجائزة الكبرى في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة،لأنه فيلم عن الألم أولا..
حين تدعو إمرأة مصرية إبنها للإنتقام من زوجته إما أن يقتلها او أن يشوهها بقذف ماء النار من خليط من كبشة أحماض على وجهها ، لتتحول من إمرأة شابة جميلة الى مومياء فرعونية – بعد أن إحترق وجهها بالكامل – من عصر الإسرات، وياللرعب. كيف ستواجه العالم والناس، بوجه فراتكنشتاين الوحش ؟..
فيلم عن الظلم التي ترزح تحته المرأة المصرية، في مجتمع ذكوري منافق ومحافظ وجاهل ومادي وغبي، والجرائم التي ترتكب ومن دون عقاب أو محاسبة..
وهو أيضا رحلة ” أمل” في الفيلم، لبعث جديد من حطام ، والخروج من نفق مظلم – العتمة – الى النور ، حين تنجب – عندئذ – للفرح الوليد في نهاية الفيلم أجنحة، تجعلنا نحلق بالفرح ، فلا حياة أبدامع اليأس، ونصفق للمرأة المصرية الشابة، وكل نساء مصر، وقدرتهن من خلال تضامنهن، على النضال والمقاومة..
لقطة من فيلم ” سمر .الصورة قبل الأخيرة لآية الله يوسف
هذا الفيلم ، هو فخر لنساء مصر، وسينما مصر بلدنا ، والأفلام الوثائقية الشجاعة الضرورية – بعيدا عن الثرثرات اللامجدية والرغي والتطويل الممل و الحكي، في أفلام السينما الروائية التجارية، التي تروج للهراء العام ، و التي فتلت أرواحنا – هذه الأفلام الوثائقية الشجاعة – التي لاتعبأ ببعض العيوب التقنية ، أو بعض التفاصيل الفنية ،وتذهب مباشرة الى لب الموضوع والقضية، و هكذا تدلف الى داخل المياه من دون خوف أو وجل، مثل خنجر يخترق الضلوع ، وهي تطرح ذلك السؤال الضروري : هل الأسماك في النهر سعيدة ؟ وهذا هو المهم ، وليس مهما ابدا، أن يكون النهر طويلا أو عميقا، و مصر بلد متقدم و عظيم ، لكن هل النساء في مصر، وهذا هو السؤال ، سعداء بما يحدث لهن ،من قتل وتشويه وتشريد، وظلم وإستعباد وإستهلاك، ثم نفي وتهديد ووعيد، في مجتمع مصري متقدم ، ويبدو متحضرا على السطح فقط ؟..
هذه الأفلام الوثائقية الضرورية،التي توظف السينما كأداة للتأمل في متناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، لكشف المستور، و الغسيل الوسخ الممنوع الحكي عنه ، في مجتمعاتنا المتخلفة، وحكوماتنا المتواطئة، وعدالتنا المعتقلة، التي تجعلنا نشعر ، وربما في أغلب الأوقات، بأننا شعب يعيش كأفراد في وطن محتل، ونكاد أن نموت في الحبس، من فرط عزلتنا وتخلفنا..، ولذا نصفق لمخرجة الفيلم وطاقم الفيلم وكل من شارك في هذا الفيلم المهم جدا جدا، والأشبه مايكون بصرخة إن أوقفوا هذا العدوان على المرأة المصرية- إيزيس الملهمة سيدة العالم -واحفظوا لها حقها في الحياة والوجود وتقرير المصير..
شكرا لإدارة مهرجان الاسماعيلية د.حسين بكر رئيس المركز القومي للسينما والمهرجان.. والاستاذ عصام زكريا مدير المهرجان.. على حسن الإستقبال والضيافة ، وجزيل الشكر لدينامو المهرجان الناقد الجميل رامي متولي المدير الفني للمهرجان ..وجميع افراد طاقم الصحافيين والمتعاونين اللذين عملوا معه.. وفريق المكتب الصحفي للمهرجان والتسكين و الانتقالات، وكل شيء في تلك الدورة الرائعة ٢٥ الاستثنائية ، عن استحقاق وجدارة ، وكل مهرجان إسماعيلية وأنتم بخير
بقلم
صلاح هاشم. القاهرة
صلاح هاشم مصطفى كاتب وناقد ومخرج مصري مقيم في باريس.فرنسا
***
عن جريدة القاهرة العدد 1234 الصادر بتاريخ الثلاثاء 12 مارس 2024
qweqtt
مارس 29, 2024 @ 1:46 ص
I do believe all the ideas youve presented for your post They are really convincing and will certainly work Nonetheless the posts are too short for novices May just you please lengthen them a little from subsequent time Thanks for the post