وداعا دافيد لينش بقلم صلاح هاشم

يا لها من خسارة كبيرة – وفاة دافيد لينش عن 78 عاما – للسينما العالمية ، وفن الفيلم.لينش أخرج العديد من الأفلام الأمريكية الرائعة من ضمنها ” الرجل الفيل ” و ” سيلار ولولا ” الذي حصل على سعفة مهرجان كان الذهبية في إحدي دوراته، وكذلك العديد من المسلسلات الامريكية الفذة، مثل مسلسل توين بيكس الذي أدخل المسلسلات التليفزيونية للعجائز، كما تقول الأديبة الفرنسية فرانسواز ساجان ، الى عالم السينما ، وجعلها ترتقي الى مصاف أفلام الرعب والتشويق الفنيةالعظيمة، التي تحبس الأنفاس عند ملك الرعب هيتشكوك كما في فيلمه ” سايكو أو ” نفوس معقدة ” و” الطيور ” إن كنت تتذكر.

وقد كانت أفلامه كما شاهدتها وخبرتها ، أشبه ماتكون بقصائد سينمائية للكاتب الأمريكي العبقري، ومخترع فن القصة القصيرة في العالم، الشاعر إدجار آلان بو، وهي تمنحنا على الطرف الآخر من السينما الهوليوودية محكمة الصنع – و”البلوك بستر “صاحبة الإيرادات الهائلة في شباك التذاكر- تشريحا للمجتمع الأمريكي، وبكل قبحه وعقده وأسراره وتشوهاته، وتعريه – الحلم الأمريكي – من خلال إشتغالات دافيد لينش على التاريخ والذاكرة والحلم ، والمزج بين ماهو واقعي، وماهو غرائبي وكابوسي وسريالي، مماجعل منه وقبل أن يكون مخرجا فذا، فنانا عبقريا ، وصاحب بصمة.

وأعتبر أن فيلمه ” مول هولاند درايف من أجمل وأهم الأفلام التي حققها في مسيرته السينمائية الجسوره ” ليصبح قطبا وأيقونة، في نوع أفلام ” سييما المؤلف ” في العالم، بموضوعاته، وبموسيقى أعماله السينمائية والتليفزيونية على حد سواء التي لاتنسى، و ذلك “الغموض”AMBIGUITY” المهيب الذي أحبه ، في كل أفلامه.
وداعا دافيد لينش
بقلم

صلاح هاشم مصطفى.مؤسس ورئيس تحرير موقع سينما إيزيس