لمن يمنح الناقد الكبير صلاح هاشم سعفة كان الذهبية في الدورة 78 ؟ بقلم ولاء عبد الفتاح
admin رئيسية, مفكرة سينمائية, مهرجانات, نزهة الناقد 0
لقطة من فيلم ” صوت السقوط ”
لمن يمنح الكاتب والناقد المصري الكبير صلاح هاشم سعفة ” كان ” الذهبية في الدورة 78 ؟
بقلم
ولاء عبد الفتاح
يتابع الناقد السينمائي المصري الكبير صلاح هاشم الذي يعيش في باريس.فرنسا، وهو أيضا مخرج سينمائي، وحقق الآن مايرزيد على 8 وثائقية قصيرة وطويلة، عرضت اغلبها في المهرجانات والمراكز الثقافية والمتاحف والتظاهرات الدولية ،مثل مهرجان ” كارافان السينما العربية والأوروبية في الأردن، ومهرجان الاسماعيلية السينمائي في مصر، و متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية في مارسيليا.فرنسا وغيرها ..

الناقدصلاح هاشم.مؤسس ورئيس تحرير موقع ” سينما إيزيس الجديدة ” في مهرجان ” كان ” 78
يتابع مهرجان ” كان ” السينمائي منذ أكثر من 40 عاما، وقد بدأ يغطي المهرجان رسميا عام 1981 على الأرحج، من موقع عمله وسكنه في باريس.فرنسا، للعديد من الصحف والمجلات والدوريات العربية المهمة ذات التوزيع الكبير ، مثل جريدة ” الأهرام الدولي” في مصر، وجريدة ” القبس ” في الكويت، وجريدة ” الشرق الأوسط ” ، ومجلة ” المجلة ” الصادرة عن دار الصحافة العربية في لندن ، وموقع ” إيلاف ” و المجلات العربية المهاجرة الصادرة في باريس ولندن ، مثل ” الوطن العربي ” و ” كل العرب ” في باريس، ومجلة ” الدستور ” في لندن، والمواقع الاخبارية المهمة ،على شبكة الانترنت، مثل جريدة ” إيلاف ” الاليكترونية، وغيرها، ومن المعروف أنه تراس تحرير مجلة ” الفيديو العربي ” التي كانت تصدر من لندن.المملكة المتحدة في فترة الثمانينيات
بالإضافة الى إختيار الأستاذ صلاح هاشم مصطفى – هو الناقد العربي الوحيد الذي صدر له كتاب عن نشأة وتطور المهرجان ليكون سلاحا ضد الفاشية، بعنوان ” رواية ” كان ” بين السياسة والتاريخ ” – عضوا في لجنة تحكيم مسابقة ” الكاميرا الذهبية ” – CAMERA DOR- في الدورة 42 للمهرجان لعام 1989 – وهي المسابقة الثانية في المهرجان الرسمي بعد مسابقة ” السعفة الذهبية ” التي يشارك فيها كل عمل سينمائي أول لمخرجه مشارك في المهرجان الرسمي، أو في التظاهرتين السينمائيتين المتوازيتين مثل” نصف شهر السينمائيين ” و ” إسبوع النقاد ” أيضا، وكان يترأس لجنة التحكيم الرسمية للمسابقة آنذاك الممثل الإيطالي العملاق رالف فالون، وبمشاركة كاتبة السيناريو الفرنسية الكبير سوزان شيفمان، ويمكن الرجوع الى قائمة بأسماء أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الكاميرا الذهبية بالرجوع الى أرشيف المهرجان في موقعه الرسمي على الانترنت ..
والمعروف أن فيلم ” كعكة الرئيس” للمخرج العراقي حسن الهادي ، حصد كأول عمل سينمائي لمخرجه ، وكان عرض في تظاهرة ” نصف شهر السينمائيين ” خلال الدورة 78 للمهرجان، جائزة الكاميرا الذهبية
” كان ” 78 . زيارة الى بيت تسكنه الأشباح

يري صلاح هاشم أن مهرجان ” كان ” حقق في دورته 78 الكثير، فقد نجحت إدارة المهرجان ، في اختيار مجموعة كبيرة من الأفلام الجديدة، التي لم تكن على مستوى كبير في فنيتها، أو قيمتها الفنية، مثل فيلم ” حادثة بسيطة ” الإيرامي للمخرج الكبير جعفر بناهي، الذي تظاهر من أجل إطلاق سراح مخرجه ، الكثير من السينمائيين من الممثلين والمخرجين المشهورين في العالم، وبخاصة عندما أعلن في السجن عن إضرابه عن الطعام، ،
ومن ضمنهم مثلا الممثلة والنجمة الفرنسية جولييت بينوش، التي ترأست لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في الدورة 78 وتتميز بقوة الشخصية، و التي لم تلق بالا للاعتبارات الفنية ولم تهتم، في حكمها على الافلام التي شاهدتها مع أعضاء لجنة التحكيم الموقرة، ولابد أن التوجه العام كان الأخذ في الإعتبار أولا الأفلام المشاركة في المسابقة – 22 فيلما – والتي تحمل هما أو قضية بخصوص الحروب في أوكرانيا وغزة والسودان والحروب الناشبة في كل مكان

وأنه ليس من الضروري- وبخاصة في إطار ظروف الحروب التي نعيشها الآن، حرب الإبادة التي يشنها الرئيس السوري بوتين على أوكرانيا، بدعوى تطهيرها من حكامها النازيين، وحرب الانتقام البربرية الدموية التي يشتها جيش اسرائيل الصغري، في حكومة مجرم الحرب نتنياهو، بدعم من الرئيس دونالد ترامب، رئيس أمريكا اسرائيل الكبرى، ليس من الضروري الحكم على الأفلام، وفنيتها، بل الحكم عليها في إطار توجهاتها الفكرية ، وضمان حرية التعبير، و في ما هو أعمق وأشمل وأكثر تأثيرا، كعمل وموقف،
حيث أن القيمة الكبرى الآن، في ما يخص المخرج الايراني، ليس قطعا ” فنية ” أفلامه، وجودتها ونزوعها الى الكمال.. بل توجهاتها من قضية ” حرية التعبير” الضرورية، كمتنفس لـ “عملية الإبداع ” في إيران ، في ظل الحكم الاسلامي الديكتاتوري الإيراني ، واستمراريتها..
وباختصار، لقد رأت بينوش، أن فوز فيلم ضعيف فنيا، ويفتقد المصداقية، هو مجرد ” حادثة بسيطة ” جدا في الفيلم، لأته رغم بنيته الضعيفة والمتهالكة ، واعتماده على الكلام الكثير المباشر – الحشو الكلامي، كما في لعبة البنج – بونج ، هات وخذ – يعقد الفيلم في الواقع محاكمة شجاعة للنظام والسلطة وجزاريها، في ماهو أقرب أيضا، من موقف الحكومة الفرنسية الرسمي من نظام الموالي القمعي الاستبدادي في إيران وشرطته وجزاريه..

ولاشك أن ذلك يمنح قيمة أكبر للجائزة التي تمنح هنا لفيلم ما لمخرج ما، بل تمنح لمجمل أعمال جعفر بناهي، التي يري ناقد سينمائي ألماني أنها تقول للمواطن الإيراني علنا ، وبالفم الكبير ، لا نخف من السلطة..
ويري صلاح هاشم – كنت محكما في ” كان ” 42 ،لعام 1980 – أنه لوكان رئيسا للجنة تحكيم المسابقة الرسمية في الدورة 78، لمنح سعفتها الذهبية، لأحد الأفلام الـ 5 التالية، التي ملأته بالسعادة في الدورة 78 :
فيلم ” صوت السقوط ” – THE SOUND OF FALLING – من اخراجMarsha Schiliniski – من ألمانيا . عمل سينمائي بديع و جبار، أطلقت عليه ” زيارة الى بيت تسكنه الأشباح ” تحفة سينمائية ألمانية خالصة ، ودرس في السينما “الروح العظيمة” الكبرى، أي الحديث بلغة الصورة من دون دوش كلام وثرثرات عقيمة . اثناء العرض صمت تام من أول الى آخر لقطة في الفيلم .يناقش قضايا الحياة والموت كما يتمثلها الصغار ، السادة والخدم ، ويطرح تساؤلات الوجود الكبرى.الفيلم الثاني لمخرجته، وأشك في أن تتجاوزه بأي عمل سينمائي آخر لها في المستقبل
–
فيلم ” صراط ” – SIRAT – وليس سيرات كما تم ترجمة إسم الفيلم في الإعلام العربي الرسمي اخراج – Oliver Laxe – من أسبانيا. يكشف عن تجليات ” الخطاب الصوفي الروحاني في السينما .فيلم تحفة. وشاهدته آخر يوم في المهرجان عندما أعيد عرض أفلام المسابقة الرسمية يوم السبت 24 مايو،وقبل الإعلان عن جوائز المسابقة في حفل الختام مساء يوم السبت العظيم
–
فيلم ” موجة جديدة ” – Nouvelle Vague- من إخراج – RICHARD Linklater- من أمريكا. فيلم يصور جان لوك جودار وهو يصور ويخرج فيلمه البديع ” على آخر نفس في الريف و شوارع وحواري باريس، ويؤسس لحركة ” الموجة الجديدة ” في السينما الفرنسية والعالمية ويحدث إنقلابا أو ” ثورة ” في السينما المعاصرة. شاهدت الفيلم بمتعة لاحد له ، وخرجت من القاعة وفد نبتت لي أجنحة، بعد أن حملت وصنعت للفيلم ، تذكارا في قلبي
فيلم ” العميل السري ” -Agente Secreto – إخراج – Mendonca Filho – من البرازيل.
فيلم ” المحققان ” – Deux Procures- اخراج – Sergei Loznitsa – فيلم كلاسيكي من دون حشو كلامي فارغ وإطالات ويقدم محاكمة للعدالة في ظل دولة ستالين الشيوعية الشمولية
كما أعجب كثيرا جدا بالفيلم الايطالي فيورو -Fuori – اخراج Mario Martone، وفيلم ” الملف رقم 137 – Dossiers 137- اخراج – Dominik Moll- من فرنسااللذان شاركا في المسابقة الرسمية
، وسيعود هاشم للحديث بالتفصيل عن تلك الأعمال السينمائية المهمة وغيرها ومقابلاته وحواراته مع مخرجيها في سلسلة مقالات بعنوان ( حصاد مهرجان “كان “السينمائي السياسي 78 العظيم ) فترقبوه ..
بقلم
ولاء عبد الفتاح
ولاء عبد الفتاح ناقدة مصرية مستقلة و مقيمة في القاهرة .مصر