هؤلاء علموني.رؤوف توفيق. ومآثرهم بقلم صلاح هاشم
هؤلاء علموني.رؤوف توفيق
ومآثرهم
( 1 )
تعرفت على الاستاذ رؤوف توفيق حبيبي ذات سنة- 1981 على ما أتذكر- في مهرجان ” كان ” السينمائي العالمي ، وفي صحبة مجموعة من نقاد السينما المصريين الأساتذة الأجلاء ، من أمثال سامي السلاموني وأحمد الحضري وعبد النور خليل وعم فوزي سليمان وماجدة واصف ويوسف شريف رزق الله، وكنت حضرت لأول مرة آنذاك لتغطية فعاليات المهرجان وأفلامه وأحداثه لمجلة ” الوطن العربي، التي كانت تصدر من باريس .فرنسا – وهي أول مجلة عربية هاجرت من لبنان الى باريس – في فترة الثمانينيات،
فإذا بالاستاذ رؤوف توفيق، عندما رأيته وتعرفت إليه، يفاجئني بقوله أنه من المعجبين والمتابعين لمقالاتي التي أنشرها في المجلة المذكورة،وكنت قبلها قد أتيت على مؤلفاته ، وكتبه السينمائية ، مثل كتاب “سينما لا وسينما نعم” وإلتهمتها، ولم أشبع أبدا منها، وإعتبرته أديبا كبيرا يكتب للسينما – كتب العديد من سيناريوهات الأفلام مثل سيناريو فيلم ” زوجة رجل مهم ” لمحمد خان – ومفكرا سينمائيا ، قبل أن يكون ناقدا .
وكان وقتها عندما إلتقيته ، قد صار رئيسا لمجلة ” صباح الخير”- أنظر صورة غلاف العدد في الصورة المرفقة- التي أعتبرها في تطور تكويني ككاتب وقاص، من أهم المجلات التي صنعتني، بعد مجلة ” سندباد ” وأنا صغير،
وكانت تضم أنذاك مجموعة، من أعظم الكتاب والصحفيين والمفكرين، الذين عرفتهم مصر ، والجيل الذي أنتمي إليه – جيل الستينيات – عام 69 من أمثال أحمد بهاء الدين وفتحي غانم وكامل زهيري وغيرهم،
وقد تفاجئت عندما طلب مني الأستاذ رؤوف توفيق – هؤلاء علموني – آنذاك، أن أكتب معه من مهرجان ” كان ” لمجلة صباح الخير، وبمكافأة- ويا إلهي كم كانت فرحتي كبيرة بالإنضمام الى جيل من الكتاب العمالقة في مصر آنذاك،
وطلب مني أن أكتب عن أفلام التظاهرات الموازية في المهرجان، تظاهرة ” إسبوع النقاد” وتظاهرة ” نصف شهر المخرجين، وحيث يتفرغ هو للكتابة عن أفلام المسابقة الرسمية فقط في المهرجان،
ثم تطورت علالقتي بالاستاذ الجليل في مابعد عندما عمل رئيسا لمهرجان الأسكندرية السينمائي، وكان الأستاذ والمؤرخ السينمائي المصري الكبير- هؤلاء علموني – أحمد الحضري، أختارني للعمل قبلها كمندوب للمهرجان ليس فقط في موقع سكني فرنسا، بل في عموم الدول الأوروبية جمعاء، وإشتغلت بالفعل مندوبا للمهرجان لفترة تزيد على العشرين عاما
فطلب مني الأستاذ رؤوف أن أكتب أيضا عن الأفلام الفرنسية التي جلبتها للمهرجان في مجلة صباح الخير، فكتبت تحقيقا سينمائيا موسعا عن السينما الفرنسية بعنوان ” روميو وجولييت على شط بحر الهوى ” المنشور هنا
وفي كل زيارة لي لمصر كنت أذهب لزيارة الأستاذ رؤوف في مكتبه في المجلة، أو التقي به في مقهى قريب – لا أتذكر إسمه الآن- من محل سكنه في حي مصر الجديدة،
وعندما كتبت بالفعل عن السينما الفرنسية في مهرجان الأسكندرية
حرص أن يحرر عامودا – جهة اليسار -داخل المقال ، عن مسيرتي الطويلة، ككاتب وناقد سينمائي مصري في الغربة، وعن كتابي ” السينما العربية خارج الحدود ” الصادر عن المركز القومي للسينما في مصر،
ولي حكايات كثيرة مع أستاذي الجليل لاتنتهى، إذ عرفت في شخصه إنسانا مصريا ، من أرقى الأساتذة، وأكثرهم نزاهة وتواضعا وتحضرا ونبلا ء
من ضمن هؤلاء الذين علموني في حياتي، وجعلوني أتطبع بطابعهم ، وأنا أنهل من حدبهم و حبهم، وكرمهم وأصالتهم ومصريتهم ،وأحكي هنا عن مآثرهم، وأفضالهم علي، فهم مازالوا أحياء عندي، ولحين ألتقي بهم، وربما قريبا جدا من جديد
بقلم
صلاح هاشم
صلاح هاشم كاتب وقاص وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا