فيلم ” بنات عبد الرحمن “في حفل إفتتاح مهرجان مالمو 12 للسينما العربية في السويد

admin كل جديد, مفكرة سينمائية, مهرجانات 0
admin اصدارات كتب, مختارات سينما ازيس 0
إستطاعت السينما الأمريكية أن تفرض نفوذها الكامل بدعم من مؤسسات الإنتاج الكبرى التي تمتلك رؤوس أموال ضخمة يدفع بها الممولون لاحتكار صناعة الفيلم والهيمنة على أسواق التوزيع في العالم، وقد تسيدت هوليوود المجال الفني بإنتاج نوعيات تجارية راعت احتياج القاعدة العريضة من الجمهور المحلي والعالمي، فتسببت في تهميش التيارات السينمائية في أغلب الدول الأوروبية لقطع الطريق على المنافسين والانفراد بالساحة الدولية والعالمية لترويج بضاعتها الاستهلاكية القائمة على عناصر الجذب والإبهار باستخدام أحدث التقنيات في التصوير والخدع والغرافيك والحيل شديدة الذكاء والإتقان في التصميم والتنفيذ. ولضمان عملية الترويج اتخذت هوليوود كبرى المؤسسات الإنتاجية في العالم العنف والجنس والرعب مواد لأنماط تأثيرية مهمة لاستقطاب الجمهور.
وقد لعبت في ذلك على وعي المشاهد البسيط، المكبوت جنسياً والمغرم بالإثارة، كما رصد خبراء التحليل النفسي الموكلين بتقديم دراسات سيكولوجية عن الميول الفطرية لدى المهتمين بالسينما، رغبات الجمهور من مختلف النوعيات لتحديد الشرائح الأكثر انجذاباً لمشاهد العنف والأطر المُفضلة لديهم لتوظيف الأكشن لسهولة الإقبال عليه وتوفير كافة العوامل للتفاعل مع المصنفات التي تحويه وتقدمه بشكل تأثيري مضمون النتائج. وبناءً على هذه القاعدة تربعت السينما الأمريكية على العرش واستمرت في السيطرة والهيمنة وبلغت ذروة تأثيرها، خاصة في منطقة الشرق الأوسط ودول العالم الثالث، الأمر الذي أدى بالسينما الفرنسية لإتباع الطريق المعاكس في المنافسة، إذ انصرفت مؤسساتها الإنتاجية عن تقديم المغريات الرخيصة وعملت على تحري الدقة والموضوعية في طرح الأفكار والقضايا، غير أنها راعت حدود الذوق العام في تقديم الأفلام الخفيفة الجانحة في مضامينها إلى الكوميديا أو التسلية البسيطة مراعية النوعية الجماهيرية التي لم تتمتع بالقدر الكافي من التعليم أو الثقافة العامة، وبهذا فرضت المؤسسات الإنتاجية في فرنسا تقاليد إنسانية وأخلاقية في تقديم المغاير من الأفلام والمختلف عن النمط الهوليوودي التجاري الغث.
كتاب ” السينما الفرنسية.تخليص الإبريز في تلخيص سينما باريز ” لصلاح هاشم
ولأن هناك توازنا بين المُفيد والجديد، صار الإنتاج المتميز في فرنسا للأفلام الاجتماعية والإنسانية والسياسية هو الغالب في جميع المواسم، وقد أسفر ذلك عن بيع 183 مليون تذكرة دخول لأشهر دور العرض السينمائية خلال عام واحد كمُحصلة رقمية لارتفاع نسبة المشاهدة لعدد 200 فيلم حديث في السنة وإجمالي 250 مهرجانا دوليا يشارك فيها الفيلم الفرنسي على مدار رحلة طوافه السنوية حول العالم، وهذه الأرقام والإحصاءات واردة في دراسة وافية ومتعمقة للكاتب والناقد والسيناريست المصري صلاح هاشم تحت عنوان «السينما الفرنسية. تخليص الإبريز في تلخيص سينما باريز »
صلاح هاشم
حيث رصد من خلال وجوده في باريس ومتابعته لأهم المهرجانات السينمائية، الحضور الدائم للأفلام الفرنسية واختلافها الجوهري والجذري عن بقية الأفلام الأمريكية ذات الصبغة التجارية المعروفة، برغم أن الدراسة لم تعتن كثيراً بمسألة المقارنة بين النمطين السينمائيين الأمريكي والفرنسي، لكننا رأينا أن نضيف هذا البعد لجلاء الحقيقة وتسجيل شهادة أمينة لصالح السينما الفرنسية من باب التوثيق باعتبار المؤشرات السابقة في الأرقام من الدلائل القوية لإثبات التفوق الصناعي والتقني والإبداعي للفيلم الفرنسي في نُسخه الجديدة والمتطورة.
ويذكر صلاح هاشم ضمن ما يذكر في كتابه البحثي المهم أن فرنسا احتضنت المخرج الهولندي الكبير جوزيز ايفانز والمخرج الأسباني لوي بونويل مؤكداً على أن باريس العاصمة احتوت أشهر المواهب والكفاءات الفنية وسمحت لهم بفرص ثمينة للإبداع والتألق داخل المحيط السينمائي. ولم ينس هاشم أن يشير إلى ريادة فرنسا في صناعة السينما ودورها المهم في خلق اتجاهات معينة كاتجاه الواقعية الشاعرية في ثلاثينيات القرن الماضي وتيار الموجة الجديدة في الخمسينيات مُتمثلاً في تروفو وغودار وشابرول وغيرهم، وكذلك تيار الموجة الحديثة في التسعينيات لروشان وكازوفيتش وباسكال فيران.
وتعد هذه هي آخر الموجات والتيارات في السينما الفرنسية، حيث لا وجود الآن لما يُسمى بالاتجاه أو التيار، ذلك أن لكل فيلم وكل مخرج أسلوبه الإبداعي غير المرتبط بمدرسة أو تيار أو اتجاه معين نظراً لمساحات الحرية المتوافرة والقضايا المتعددة والمنطلقات المختلفة والتي تؤدي إلى حدوث زخم وتطور تلقائي في المنظور والشكل والمفهوم الضمني.
ولعل أهم ما يميز السينما الفرنسية أنها تستقل في موضوعاتها عن سُلطة المنتج، فمن يحدد هوية الفيلم هو المخرج المؤلف الذي يتولى صياغة الفكرة والصورة بمعزل عن ضغوط رأس المال كما هو متبع في السينما الأمريكية وفق ما أشرنا إليه سلفاً، غير أن السينما الفرنسية تتميز أيضاً بعنايتها بالحركة والصورة وتفاعلية الجمهور الذي يؤمن بدورها في التغيير، كما يؤمن إيماناً راسخاً بأهميتها في نقل الواقع الاجتماعي وطرح القضايا الوطنية باعتبارها انعكاسا للاشتباك السياسي.
وتُبرز الدراسة النقدية للناقد صلاح هاشم على مستوى آخر دور الأفلام الوثائقية في إحداث التغيير المطلوب لنماء المجتمعات الفقيرة، وهو ما اهتم به الإخوة لوميير في رصدهم لحركة العمال في قرية لاسوكات بالجنوب الفرنسي، كما ظهرت أفلام وثائقية على قدر من الأهمية طرحت صوراً تاريخية لأهم الأماكن والمعالم الأثرية في مصر وتونس ومناطق أخرى من العالم، ولا تزال هذه الأفلام تمثل شهادات ووثائق تساعد العلماء والمؤرخين على قراءة التاريخ وتفسيره تفسيراً دقيقاً وهو محل الاعتبار الرئيسي لخريطة السينما الفرنسية وتميزها وانفرادها بالمضمون الجوهري البناء في مغايرة واضحة وصريحة للسينما الأمريكية بإبهارها وسطوتها وغرورها.
كمال القاضي
كمال القاضي ناقد سينمائي مصري مقيم في القاهرة .مصر
عن جريدة ” القدس العربي ” الصادرة في لندن بتاريخ 23 يناير 2021
صدقت توقعات الكاتب والناقد السينمائي المصري صلاح هاشم المقيم في باريس.فرنسافي مقاله ( مهرجان ” كان ” 75 يكشف عن أفلامه ) الذي نشرته جريدة ” القاهرة ” – رئيس التحرير عماد الغزالي – الصادرة بتاريخ 5 إبريل
لقطة من فيلم ” إلفيس “
عندما توقع هاشم في مقاله بأن فيلم ” إلفيس ” للمخرج الإسترالي باز لورمان، سيكون من ضمن الأفلام المرشحة بقوة ، لأن تكون ضمن قائمة الإختيار الرسمي OFFICIAL SELECTION التي سوف يعلن عنها في مؤتمر صحفي للمهرجان، يعقد في باريس يوم 14 إبريل في العاصمة الفرنسية باريس.
العرض الأول لفيلم ” إلفيس ” في مهرجان ” كان “
فقد أكدت إدارة مهرجان ” كان ” في بيان لها صدر اليوم الثلاثاء 5 إبريل، أن فيلم ” إلفيس ” ELVIS سوف يعرض بالفعل في الدورة 75 – في الفترة من 17 الى 28 مايو – بحضور المخرج والمنتج وكاتب السيناريو باز لورمان، ووفد من أبطال الفيلم يضم النجم الأمريكي الكبير توم هانكس، والممثلة أوليفيا دو يونج، والممثل أوستن باتلر ،الذي يلعب دور إلفيس بريسلي في الفيلم.
فيلم ” إلفيس ” يروي قصة حياة “أيقونة “موسيقى الروك في العالم الأمريكي إلفيس بريسلي، من خلال تتبع العلاقة المعقدة التي ربطته بوكيل أعماله الكولونيل توم باركر الغامض، ويقوم بدوره في الفيلم توم هانكس، كما يتناول علاقة إلفيس بزوجته بريسيلا ،التي تلعب دورها في الفيلم الممثلة أوليفيا دويونج،
وذلك على خلفية الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافيةالتي طبعت تلك الفترة في أمريكا بطابعها، وكشفت أيضاعن إنتهاء عصر البراءة، في بلاد العم سام
والمعروف أن مخرج الفيلم الأسترالي باز لورمان هو المخرج الوحيد الذي عرض له مهرجان ” كان ” فيلمين في حفل إفتتاح دورتين من دورات المهرجان، فيلم ” مولان روج ” عام 2002، وفيلم ” جاتسبي العظيم ” عام 2013
والجدير بالذكر أن إدارة مهرجان ” كان ” توجهت في بيانها بالشكر الى فريق العمل في شركة وارنر WARNER BROS الأمريكية التي سمحت بأن يكون العرض الأول للفيلم في الدورة 75، وذلك قبل خروج الفيلم للعرض التجاري يوم 24 يونيو في أمريكا الشمالية
ولاء عبد الفتاح
لأن حكومة الدكتور مصطفى مدبولي تدرك أنها تواجه أهم تهديد تتعرض له منذ مولدها، متجسدا في أهمية تخزين مزيد من القمح، أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، رصد 1.1 مليار جنيه لهيئة السلع التموينية، والبنك الزراعي المصري كدفعة مقدمة تحت حساب تمويل شراء محصول القمح المحلي؛ حتى يتسنى السداد الفوري لمستحقات المزارعين الموردين.
وقد حفلت صحف أمس الاثنين 4 إبريل/نيسان بالعديد من المعارك التي حصد التجار الجزء الأوفر منها.. أمس كذلك ظهرت ضمن أحداث الحلقة الثانية من مسلسل «الاختيار» الجزء الثالث والدة الرئيس السيسي، التي جسدت شخصيتها الفنانة نادية رشاد، إبان تعيينه وزيرا للدفاع، بينما يجسد دور الرئيس عبدالفتاح السيسي الفنان ياسر جلال. وقالت الفنانة نادية رشاد في أحداث المسلسل بعد تعيين الفريق السيسي: «مبروك يا بني يا حبيبي طول عمرك مخلص وأمين وقلبي راضي عنك.. ربنا هيوفقك».
ومن تقارير أمس أعرب السفير أحمد حافظ المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن بالغ الإدانة لما تشهده الأراضي الفلسطينية من تصعيد إسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، وما تخلَّلته من مواصلة اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين لساحة المسجد الأقصى المُبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، فضلا عن استمرار وتيرة عمليات استهداف المواطنين الفلسطينيين. وأكَّد المُتحدث الرسمي في بيان لوزارة الخارجية، على ضرورة تجنب التصعيد وبشكل فوري، خاصة خلال شهر رمضان المبارك والأعياد المسيحية واليهودية، مع عدم الانزلاق إلى دوائر من العنف التي تحول دون تحقيق الاستقرار المنشود، وتُكرس لمُناخ التوتر الذي لن يفضي سوى إلى مزيد من التصعيد المُتبادل. وشدَّد على أهمية الالتزام بقواعد القانون الدولي لتوفير الحماية الواجبة للمدنيين الفلسطينيين، وكذا وقف أي مُمارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى وسائر المُقدسات الدينية وهوية مدينة القدس الشرقية.. من أخبار الخارجية: توجه وزير الخارجية سامح شكري إلى موسكو، ومنها لاحقا إلى وارسو، في إطار زيارة لمجموعة الاتصال العربية على المستوى الوزاري، تنفيذا لمُخرجات مجلس الجامعة العربية بإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا. ومن تقارير الأقاليم: تفقد اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، مشروع “قدرة الفول المدمس” خلال شهر رمضان، والمجهز بـ40 قدرة فول كدعم من المحافظة، يجري إقامته سنويا، لتوزع مجانا يوميا طوال الشهر الكريم للأسر الأكثر احتياجا والأولى بالرعاية.. ومن أخبار المحاكم: شهدت محكمة جنايات البحر الأحمر، أولي جلسات محاكمة تشكيل عصابي مكون من 4 متهمين بعد أن ضبطت بحوزتهم 20 كيلوغرام من مخدر الشابو في مدينة سفاجا وتقدر قيمة المضبوطات بـ40 مليون جنيه…
ومن الأخبار المؤلمة توفيت الزميلة حنان يسري نائبة رئيس تحرير جريدة “أخبار اليوم”، وزوجة الزميل إبراهيم أبو كيله عضو مجلس الشيوخ، وعضو مجلس نقابة الصحافيين.
هل ماتت القضية؟
السؤال الذي يشغل بال الكثيرين سعى للإجابة عليه الدكتور أسامة الغزالي حرب في “الأهرام”: الاجتماع الذي عقد أخيرا في النقب في إسرائيل (ولا أعرف لماذا أطلق عليه «قمة» النقب؟) الذي ضم وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة، وإسرائيل ومصر والإمارات والبحرين والمغرب، والذي أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أنه سوف يصبح «منتدى دائما» تحفظت عليه السلطة الفلسطينية، هذا الاجتماع…هل يعني نهاية للقضية الفلسطينية؟ لا، على الإطلاق. إن التعاطف، بل الحماس الذي أبدته الولايات المتحدة وبلدان أوروبا الغربية، تأييدا للشعب الأوكراني فضح بقوة ازدواج المعايير، بل وشبهة العنصرية في تعاملهم مع قضية الشعب الفلسطيني الذي كان بدوره ضحية الاحتلال الإسرائيلي لبلده. إن نقطة الضعف الأساسية في الطرف الفلسطيني، وأنا هنا أتحدث بمنتهى الصراحة – تأتي من الفلسطينيين أنفسهم، قبل أي طرف آخر، وبما يجعل الإسرائيليين يطمئنون تماما إلى سلامتهم من أي ضغط فلسطيني جاد هل تعلمون أيها السادة عدد الفصائل الفلسطينية؟ سوف أذكر لكم أسماء من أمكنني حصرهم: حركة فتح- حركة حماس- حركة الجهاد الإسلامي- حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- حزب الشعب الفلسطيني- جبهة النضال الشعبي- جبهة التحرير الفلسطينية – الجبهة العربية الفلسطينية – منظمة الصاعقة – جبهة التحرير العربية – حزب فدا- الجبهة الشعبية (القيادة العامة)- كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس- سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، كتائب أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكرى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، لواء نضال العمودي، مجموعات الشهيد أيمن جودة، كتائب عبدالقادر الحسيني، جيش العاصفة، كتائب المجاهدين، كتائب الشهيد جهاد جبريل الجناح العسكري للجبهة الشعبية، القيادة العامة.. ولكل منهم ممولوها وقياداتها وأجهزتها…ما رأيكم.. هل عاشت الفصائل وماتت القضية أو كادت تموت.. ومن المسؤول إذن؟
على العهد
مشكلة إسرائيل من وجهة نظر أحمد جمعة في “اليوم السابع” أنها تدرك أن التهدئة في الأراضي المحتلة لن تحدث إلا في حال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ووقف التهويد وبناء المستوطنات ووضع حد للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك ووقف أي مخططات تهدف لتقسيمه مكانيا أو زمانيا، وتتعاطى تل أبيب باستراتيجية العصا والجزرة مع المكونات الفلسطينية، وهو ما ثبت فشله تماما خلال العقود الماضية، ويجب أن تتفاعل إسرائيل بشكل إيجابي مع التحركات الجارية لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط. تدرك مصر خطورة التصعيد الإسرائيلي الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة في شهر رمضان المبارك ما دفعها للتعبير عن موقفها بشكل دبلوماسي عبر بيان لوزارة الخارجية يحذر من استمرار التصعيد الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، لأن ذلك يمكن أن يدفع نحو الدخول في دائرة العنف وإفشال الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام. الإشارات والرسائل التي تبعثها الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، سواء بعقد اجتماعات على مستوى الأجنحة العسكرية للفصائل، أو إطلاق صواريخ تجريبية نحو البحر تلمح إلى إمكانية العودة للمربع الأول بالتصعيد عسكريا على جبهة غزة، وهو أمر خطير يجب تداركه سريعا، فلا تزال غزة تعاني من ويلات الحروب المتواصلة على القطاع خلال العقد الأخير، وكان آخرها الحرب الأخيرة في شهر مايو/أيار 2021 التي ستدخل الذكرى الأولى لها خلال أسابيع قليلة. إدراك إسرائيل لأهمية الحل السلمي والذهاب بنوايا صادقة إلى مفاوضات مع الفلسطينيين هو السبيل الوحيد لوقف التصعيد والذهاب لتهدئة ولو بشكل مؤقت لحين الفصل في مطالب الشعب الفلسطيني الذي يتمسك بحقه في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس، وهو حق أصيل لهذا الشعب الوحيد المحتل في العالم منذ عقود.
الحق في العلاج
من أبرز ما يعاني منه المجتمع ارتفاع تكلفة الخدمة العلاجية وهي المعضلة التي اهتم بها علاء غنام في “الشروق”: النظام الصحى المصري نظام تاريخى وقديم، يدار مركزيا من خلال وزارة الصحة التي تأسست عام 1936. خلال فترات تاريخية ممتدة، افتقد النظام الصحي التخطيط في الرؤية، ما أدى إلى الوضع الحالي المتبعثر في محاوره المختلفة في التنظيم والإدارة والتمويل وتقديم الخدمة الصحية في منافذ حكومية وخاصة وأهلية، مع هيمنة واضحة من القطاع الخاص على تسعير الخدمة بشكل عام. قانون التأمين الصحي الشامل الجديد يحتوي على إطار يسمح للدولة بضبط والتحكم في تسعيرة الخدمة الصحية في البلاد. لجنة التسعير في التأمين الصحي الشامل لها دور في منتهى الأهمية، لأنها من المفترض أن تحدد كيف يتم تحديد التكاليف للخدمة الصحية. ومن جانب آخر لجنة التسعير هي أداة الدولة لضبط سعر الخدمة الصحية المبالغ فيه في القطاع الخاص. وحتى تحقق اللجنة عملها، عليها أن تحسب التكلفة الفعلية للتدخل الصحي مع ضمان تحقيق هامش ربح عادل (عادل وليس هامش ربح خرافي) لمقدمي الخدمة الصحية، وتشجيع التنافسية بما يضمن الحصول على أفضل خدمة بأقل تكلفة ممكنة. ومن المفهوم أن دور هذه اللجنة في نظام التأمين الصحي الشامل، ولكن التساؤل لماذا لا يتم تفعيل دور اللجنة في وضع قوائم إلزامية لتسعير الخدمة الصحية خلال المرحلة الانتقالية، حتى يتم تعميم التأمين الصحي الشامل في جميع البلاد. في الخلاصة، من المهم التأكيد على دور لجنة التسعير الدائمة داخل التأمين الصحي الشامل، وكونها أداة الدولة لضبط وتنظيم أسعار الخدمة الصحية والتدخلات الطبية، ويشمل ذلك القطاع العام والخاص والأهلي، وعلى أهمية تنظيم السوق، خصوصا عندما يتعلق بالحق في الصحة، وعدم تركه لقوى الاحتكار والعشوائية، وحتى أعتى الدول الرأسمالية لا يوجد فيها سوق منفلت للخدمة الصحية بأسعار متفاوتة ومرتفعة بشدة فوق طاقة أغلبية عموم المواطنين.
حلم يقترب
هل اقتربت الحرب في أوكرانيا من نهايتها؟ أجاب عمرو الشوبكي في “المصري اليوم”: نعم. وهل ستسفر جلسات التفاوض التي تجري في تركيا بين الوفدين الروسي والأوكراني عن المزيد من التقدم في مفاوضات السلام؟ نعم، حدث، وكل التصريحات التي خرجت من المسؤولين الغربيين والروس والأتراك تؤكد حدوث تقدم، بل إمكانية ترتيب لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكى قريبا. على الأرض يمكن القول إن هذه الحرب رغم قسوتها التزم فيها الطرفان بالقواعد الموضوعة للصراع بين القوى العظمى، فلم تتجاوز روسيا الخط الأحمر بالمساس بدول حلف الناتو، فضربت بالصواريخ قاعدة أوكرانية على بُعد أمتار قليلة من الحدود البولندية، ودون أن يُفلت صاروخ داخلها لأنها تعرف جيدا أنه سيُعتبر عملا عدائيا موجها إلى كل أعضاء الحلف، قد يؤدي إلى مواجهة مسلحة يتجنبها الطرفان، كذلك لم يطبق حلف الناتو- رغم الإلحاح الأوكراني- حظرا جويّا لمنع الطائرات الروسية من دخول أراضيه، كما فعل في العراق، وحتى الطائرات الروسية الموجودة في بولندا، التي طالبت أوكرانيا بإرسالها إليها، تراجعت القوى الغربية عن تنفيذ هذا الطلب، بعد أن أعلنت روسيا أنها ستعتبره عملا عدائيّا ضدها. وقد نجحت روسيا في حصار مدن الشرق والسيطرة على كثير منها، حتى لو كان على حساب تدمير كثير من أحيائها المدنية مثلما جرى في المدينة الساحلية الاستراتيجية «ماريوبول»، التي تخوض حرب الشوارع فيها قوات شيشانية تحارب مع الجيش الروسي في مواجهة القوات الأوكرانية.
سيرضى بالقليل
واصل عمرو الشوبكي طرح ما يراه دليلا على قرب نهاية الحرب وبأن الرئيس الروسي سيرضى في النهاية بتقليص أحلامه: انسحبت القوات الروسية من محيط كييف ومدن أخرى قريبة منها، وبدا واضحا أنها تركز على مدن الشرق، ولم تعد حريصة على السيطرة على الأراضي الأوكرانية، إنما فقط المناطق التي تمثل أهمية استراتيجية لها مثل «ماريوبول»، التي ستعنى بالنسبة لروسيا إنشاء ممر يربط بينها وبين منطقة الدونباس وشبه جزيرة القرم، وبالتالي تمهيد الطريق لإحكام سيطرتها على بحر آزوف. في المقابل، تراجع كل طرف في «مفاوضات السياسة» عن جانب مما كان يطالب به في بداية الحرب، وأصبح الهدف الروسي واضحا، وهو ضمان حياد أوكرانيا وعدم وجود أي أسلحة استراتيجية بما فيها صواريخ ومُعَدات غير نووية داخل أراضيها، ولم يفرق معها بقاء النظام الحالي أو تغييره، أما أوكرانيا فقد عرفت أنه رغم الدعم الغربي لها، فإن الغرب ليس على استعداد للدخول في حرب مع روسيا من أجلها، وأن مقاومتها غيّرت جانبا من معطيات هذه الحرب ولكنها لم تغيرها كلها نظرا للفارق الكبير في القوى العسكرية، كما أبدت مرونة كبيرة في ما يتعلق بإقليم القرم، الذي ضمته روسيا إليها باستفتاء شعبي في 2014، في حين أن النقاش لا يزال يدور حول الأقاليم الانفصالية في «الدونباس». لن تستمر الحرب شهرا آخر، وسيصل الطرفان إلى تفاهمات قريبة ستحقق فيها روسيا جانبا من مطالبها دون أن تحقق انتصارا كاملا.
الكل خاسر
فى وقت تبدو فيه كل أطراف الحرب في أوكرانيا وكأنها، وفق ما يرى جلال عارف في “الأخبار” تستعد لصراع طويل، فإن الاتصالات العلنية والسرية بينها لا تنقطع لتفادي الأسوأ، ورغم التصعيد في المواقف فإن الإشارات على أرض الواقع تقول إن هناك تهدئة في القتال الدائر، وإن روسيا تنفذ ما كانت قد أعلنته عن سحب قواتها من محيط العاصمة الأوكرانية “كييف” ومن عدد من المدن الكبرى، وأن ذلك يتوازى مع تأكيد أوكرانيا لقبولها مبدأ الحياد، وترجمة ذلك في وثائق مكتوبة بعد أن تكرر مثل هذا الإعلان ثم العودة عنه عدة مرات. هذه المرة تقدم أوكرانيا تصورها للحل في اقتراح قدمه وفدها في المباحثات مع روسيا وافقت فيه أوكرانيا على أن تكون محايدة ولا تمتلك أسحة نووية، وألا تنضم إلى تكتل عسكرى (المقصود حلف الناتو) وأن ترفض استضافة قواعد عسكرية. هذه كلها كانت مطالب روسية أساسية، ولهذا كان من الطبيعي أن تصف روسيا المقترحات الأوكرانية بأنها إيجابية وأكثر واقعية، حتى إن ظل الخلاف على تفاصيل تلك البنود، وأيضا يبقى الخلاف على بنود أساسية مثل قضية شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا قبل ثمانى سنوات، وعلى الوضع في اقليم دونباس، حيث تقع الجمهوريتان الانفصاليتان اللتان اعترفت روسيا باستقلالهما مع بداية الحرب.. تبقى نقاط الاختلاف، لكن تبقى الحقيقة هي أن الجانبين يتحدثان الآن عن “مسودة اتفاق” يجب العمل عليها لإنهاء الحرب.
الكل خاسر
تبقى الحقيقية أيضا من وجهة نظر جلال عارف أن المحادثات في حقيقتها هي بين روسيا وأمريكا، وهو ما يعني أن هناك مساحة من التعقل والبحث عن حل رغم ضراوة الصراع ولغة التصعيد في الخطاب السياسي والإعلامي من الجانبين. وبعيدا عن موقف “أوكرانيا” الضحية الأولى للحرب، فإن كل الأطراف تحاول أن تبدو في صورة من يستعد لحرب طويلة، وتحاول أن تجمع ما تستطيع من أوراق الضغط لإنهاء هذه الجولة في أسرع وقت، وفي أفضل وضع يمكن لها الوصول إليه. الآن تفرض الحقائق نفسها.. كل الأوراق على طاولة التفاوض الأساسي بين أطراف الصراع، وكل الأطراف تعرف أنها لا تستطيع تحمل حرب طويلة وشاملة. أوروبا لا تستطيع الاستغناء عن البترول والغاز، وروسيا لا تستطيع تحمل العقوبات، ولا تستطيع أيضا تحمل خسارة أوروبا كشريك تجاري أهم. وأمريكا تعرف جيدا أنها لا تستطيع أن تمضي في هذه الحرب أكثر من ذلك. أمامنا الآن أطراف متعبة في حرب كان يمكن تفاديها، ومسودة اتفاق يتم العمل عليها لوضع حد لهذه الحرب.. وهو ما سيحدث حتما مهما كانت العقبات، ليكتشف الجميع بعدها أن الكل خاسر.
تسويق أكاذيب
نتوجه نحو الساخرين بصحبة تامر أفندي في “البوابة”: لا أنكر خفة يد مسؤولي اتحاد الكرة في إعطاء الشعب المصري حقنة البنج، الأمر الذي جعلهم يعبئونها هنا ويذهبون بها للدوحة لجلب إبرة من الفيفا غير سامة لا تبطل الصيام. كان الحقن بالبنج ناجحا لدرجة كبيرة ساعدهم في ذلك تمرجية الإعلام، الذين ما ادخروا جهدا في مسح موضع الحقن بقطن مبلل وضعوه في العناوين ما بين تعرف على موعد الإعادة.. وفي هذه الحالة تعاد المباراة.. واستدعاء مباراة “الطوبة” من الذاكرة والفيفا تدرس إعادة مباراة الجزائر في السودان وما بين بكاء محمد فؤاد في الخرطوم وليزر صلاح في داكار حكايات كثيرة من الخداع، أبرزها استمرار كيروش.
المضحك في الأمر أننا خسرنا قبل المباراة في دكار، وما كان هناك مشهد من الهزائم معاد، نضحك ونبكي وننفعل فيه بإيحاء مشاهدتنا للمسلسلات القديمة التي ينتصر فيها البطل الأعزل أمام جيش مدجج بالسلاح. بنينا مصر جديدة بصفحات بيضاء ليس فيها حكايات لم يسكنها أحد، نقلنا جمهور الدرجة الثالثة إلى المقصورة الرئيسية قوالب دون قلوب، وأغلقنا خزانة الحكايات في العشوائيات فتاه الجمهور بين ربطات العنق وأهازيج التشجيع، فخرج العرض صامتا كما لو كان لتشارلي شابلن. وقفنا لسنوات وما زلنا ننتظر عدالة السماء تنزل على استاد باليرمو ولم نرفع أيدينا كغلام موسى لاستدعائها. كان لدينا الوقت الكافي لنتفحص الأمس، ونبني بتأن لكن على عجالة بنينا أحلامنا كبيوت من الرمال لم تقوَ على مواجهة الأمواج.
في هذا التوقيت
تابع تامري أفندي تقليب المواجع: غيرنا الخطة إلى الخطة نفسها ألف مرة، وانتظرنا نتائج مغايرة، ونسينا أن السعادة عادة، فعل ومداومة واستمرار، وليست صدفة أو ضربة حظ بركلة جزاء. لدينا اتحاد على لافتات لكننا فرقاء في طريقي الأمل والألم وكل منا يغني على ليلاه، خلنا أن التاريخ يكتب فرادى، وأن المجموع عبء على السطور، فصفدنا أرواحنا بالفردية والأنانية، وأضعنا في كل المباريات الوقت الأصلي والإضافي، الذي منحتنا إياه الحياة لنعلق خيباتنا على مشانق الحظ، فعادينا حتى الحظ الذي كان ينحاز إلينا رأفة أحيانا. ستُعاد مباراة مصر والسنغال حينما نستعد لذلك، حينما يرفع الجنيه رأسه أمام الدولار، حينما يستعيد المواطن أمله، حينما تخرج أرواح الفقراء من غرف الإنعاش، حينما لا نخاف من الغد كخوفنا من الأمس، حينما لا نبتاع الفرحة، بل نصنعها بإيدينا، حينما لا نذبح كل صلاح فقط؛ لأنه صنع نجاحا في زمن الرسوب. ستعاد مباراة مصر والسنغال إذا كففنا التعامل مع الشعب كعبء وأرقام وأولينا الاهتمام للتعليم والصحة. ستُعاد مباراة مصر والسنغال إذا سمحنا بحرية الرأي والتعبير، وحطمنا أصفاد الأقلام. ستعاد مباراة مصر والسنغال إذا لم نسرق دقيق الأحلام، وأعطينا العيش لخبازه، ولم نشعل الأفران بأجساد الثكالى والضعفاء. ستُعاد مباراة مصر والسنغال إذا لم نبع تذاكر الحلم في السوق السوداء، ومنحنا الفقراء الأمل، وفرص للعمل بدلا من وجبات الإفطار.
خيبة أمل
السؤال الذي يطرح نفسه وسعى أحمد ابراهيم للإجابة عليه في “الوطن”: هل لا يوجد في مصر 100 موهبة في كرة القدم يتم إعدادها وتجهيزها تخوض بهم البطولات الرياضية، وتنافس على المستوى العالمي؟ حتى لا يتكرر لنا ما حدث؟ قطعا يوجد في مصر آلاف الموهوبين وأفضل بمراحل من اللاعبين الحاليين، لكن المشكلة أن الواسطة والمحسوبية هي التي تتحكم في اختيار المواهب واللعب باسم البلد وهناك من يقتلها بلا رحمة. الأمر الثاني هو الجدل الدائر حول المدير الفني للمنتخب الوطني، فهناك من يرى أن المدرب الأجنبي هو الأفضل لأنه لا يجامل، وهناك من يرى المدرب الوطني هو الأنسب لأنه أقل تكلفة وأكثر حرصا على مصلحة بلده، وتحقيق إنجازات مثلما فعل الكابتن محمود الجوهري والكابتن حسن شحاتة المدربان الوطنيان، اللذان حقق معهما منتخبنا أعظم إنجازاته الكروية. يرى الكاتب أن المشكلة ليست في المدرب ولا جنسيته، ولكن في القماشة التي يلعب بها المدرب، في اللاعبين أنفسهم، ويجب أن نعترف أنها حاليا سيئة، ولن يجدي معها أفضل مدربي العالم، لأنه للأسف الشديد حتى الواسطة والمحسوبية دمرتا كرة القدم، والتوريث أصاب عالم المواهب في مقتل، رغم المفروض أن المجالات التي تحتاج إلى موهبة يجب ألا يكون فيها واسطة أو توريث، بل الاجتهاد هو الأساس. البرتغالي مانويل جوزيه كان أعظم مدرب للنادي الأهلي وحصد معه كل البطولات المحلية والقارية، وكان معه أفضل اللاعبين، المدرب نفسه حقق فشلا ذريعا في كل الأندية والمنتخبات التي تولاها بعد الأهلي بسبب سوء حالة اللاعبين، فالمشكلة في اللاعبين وليست في المدرب.. انزلوا إلى القرى والنجوع سوف تجدون محمد صلاح بالمئات، أو على الأقل امنعوا الواسطة والمحسوبية والتوريث وسوف يكون لدينا فريق ينافس على الفوز بكأس العالم. في ظل أوضاعنا الاقتصادية الحالية وسوء حالة اللاعبين ومستواهم الضعيف، فإنه حرام إنفاق كل هذه الملايين عليهم وعلى المدربين الأجانب، لأنه يثير الإحباط لدى المواطنين ويجب تقنين ذلك وتوجيه هذه الأموال إلى المجالات المفيدة للمجتمع.
بين الساحرة والسياسة
“يجب ألا تعكس كرة القدم السياسة، أو تتورط في مجاهلها، أو تحمل أوزار مواقفها المُعقّدة والمُتقلبة”.. تلك القاعدة التي ساقها لنا الدكتور ياسر عبد العزيز في “الوطن” لم تحظَ أبدا بالقدر اللازم من الاحترام، وحتى هؤلاء الذين تحدثوا طويلا عن ضرورة عدم خلط السياسة بالرياضة، راحوا يخلطون بينهما بنهم وشغف شديدين، لتحقيق مصالح سياسية طارئة. كرة القدم لعبة مشوقة ومثيرة، وقد وُصفت عن حق بأنها «الساحرة المستديرة»، وهي لم تتوقف عن خلب ألباب الناس حول العالم، باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى في أغلب البلدان. وبسبب تمركزها القوي في الواقع الثقافي والاجتماعي في كثير من الدول، وتحولها إلى صناعة ضخمة ومُعقّدة، وارتباطها بالفخر الوطني، واعتبارها جزءا من محفّزات الانتماء، وأحد محكات اختبار القدرات البدنية والمهارية والتنظيمية العمومية، فقد تبوأت موقعا أهم وأخطر مما يجب، واكتسبت قدرة فائقة على صناعة الشعبية والحزن والفرح القوميين. يعطينا جورج ويا، اللاعب الليبيري المُحترف مثلا موحيا لما يمكن أن تقودك إليه كرة القدم حين تكون أحد نجومها الفائقين؛ فبعد ما حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم عام 1995، بلغت شعبيته حدا غير مسبوق في بلاده، وهو الأمر الذي عزز طموحه ليخوض انتخابات الرئاسة، وبعد محاولات فاشلة، نجح بالفعل في أن يفوز بالمنصب عام 2017. ليس هناك الكثير لنقوله بعد هاتين الواقعتين لإثبات أن ثمة توظيفا سياسيا يجري لكرة القدم؛ فهي مرة أشعلت حربا تهيأت ظروف خوضها بين بلدين، ومرة قادت لاعبا محترفا يُحسن العدو والركل وتسجيل الأهداف إلى سدة الرئاسة.
حياة بلا أمراض
يبدو حمدي رزق من أشد المتفائلين بمستقبل خال من الأمراض بعد الكشف العلمي الذي اهتم به في “المصري اليوم”: الخميس الماضي، نشر علماء أول خريطة كاملة للجينوم البشري مُكمِّلة جوانب منقوصة في جهود سابقة، تقدم أملا جديدا في مجال البحث العلمي عن دلائل بخصوص الطفرات والتحورات المُسبِّبة للأمراض والتنوع الجيني بين 7.9 مليار إنسان يسكنون العالم. الفتح العلمي العظيم يُكمل ما بدأه باحثون كانوا قد كشفوا النقاب عام 2003 عما وُصف آنذاك بأنه التسلسل الكامل لخريطة الجينوم البشري. لكن لم تُفك شيفرات نحو 8% منها بالكامل، ويرجع ذلك أساسا إلى أنها تتكون من أجزاء شديدة التكرار من الحمض النووي يصعب ربطها بالباقي. وحلّت مجموعة علماء ذلك في بحث نشرته دورية «ساينس» العلمية. البحث أُعلن عنه بشكل أولي العام الماضي قبل العملية الرسمية لمراجعة النظراء. وقال إريك جرين مدير المعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري، التابع للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، في بيان: «إيجاد تسلسل كامل للجينوم البشري يمثل حقا إنجازا علميا مذهلا، إذ يوفر أول نظرة شاملة لمخطط الحمض النووي الخاص بنا». المعلومات الجوهرية في هذا الفتح العلمي الجديد ستُعزز الجهود العلمية المبذولة لفهم جميع الفروق الوظيفية الدقيقة للجينوم البشري، التي بدورها ستُمكِّن من الدراسات الجينية للأمراض البشرية، وكما يقول مايكل شاتز»، باحث في الفريق العلمي، أستاذ علوم الكمبيوتر وعلم الأحياء في جامعة جونز هوبكنز، أن معرفة الاختلافات الجينية يمكن أن تسمح للأطباء أيضا بتصميم علاجات أفضل. يبدو أن البشرية على موعد مع حياة بلا أمراض مستعصية، حياة دون سرطانات تهددها بالفناء، سيجد المُعذَّبون بمرض الألزهايمر علاجا، ومرضى باركنسون – وهو اضطراب مترقٍّ يصيب الجهاز العصبي ويؤثر في الحركة – فرصة للتمتع بالحياة دون إعاقة. يا لَه من فتح علمي يستحق جائزة نوبل في العلوم الطبية.
رعب جماعي
معالجة مختلفة للمعاناة التي يعيشها العالم تقوم بها شيرين ماهر في “المشهد”: أي جحيم هذا الذي يلوك البشر بين فَكي الحياة دون رحمة أو حتى فرصة لالتقاط الأنفاس. لقد أصبحت الحياة تنافس بقوة مسلسلات “نتفليكس” الأكثر مشاهدة، بل تكتسحها جميعا لما ينطوي عليها من إثارة لا تتوقف وقدرة فائقة على توليد الأحداث وإعطاء الوعود الوفية بمزيد من المواسم المثيرة كـ”المسلسلات التركية”. ولكن للأسف، الرعب هنا سيد الموقف والمجهول زاحف بلا هوادة.. مسلسل “تغير إيقاع الحياة” أبطاله حقيقيون وضحاياه مسجلون على لوح ملعون.. لا عجب في ما يحدث، فالعالم يدفع فاتورة أخطائه المتراكمة في ظل صمته على ضحايا الحروب وتقلص موارده وانهيار نظامه الأيكولوجي وغليان مناخه احتجاجا على توحش طموحه وهوس ركضه. قاطرة الأطماع راحت تدهس كل شيء وأي شيء في طريقها، حتى وإن كانوا بشرا لا جدوى من بقائهم أو حتى لا رغبة في وجودهم. والتساؤلات التي تزداد إلحاحا؛ لماذا كل هذا يحدث الآن دفعة واحدة؟ فيروس مميت ومناخ متأجج وحرب تتوعد بسيناريو قاتم للبشرية.. هل هناك ربط منطقي في مقولة “المصائب لا تأتي فُرادى”؟ لماذا انتعشت الفيروسات بهذا الشكل المخيف، رغم وجودها منذ ملايين السنين؟ هل تسببت التغيرات المناخية في إطلاق سراح العديد من سلالاتها الفتاكة؟ هل هناك علاقة بين تقلص الموارد والقيود التي باتت مفروضة – ولو جزئيا – على الصناعات القائمة على الوقود الأحفوري وهوس عمالقة الاقتصاد بإيجاد حلول حتى وإن كانت حلولا جانحة؟ هل باتت الرأسمالية الحديثة ترسم مخطط فناء البشرية بضمير ميت؟ وماذا عن بوادر الحرب العالمية الثالثة التي تلبد سماء الكون كأحد “النهايات المفتوحة” لأفلام الرعب؟ العديد من الأسئلة الحرجة ارتسمت حول واقعنا الحياتي الذي بات على المحك وراح يغلي منذ بداية العقد الثاني في ألفيته الثانية، وكأنه موعد نبوءة لا أحد يعرف كيف ستنتهي؟ فكلما أوشكت عاصفة أن تهدأ، صار يجب أن يهب إعصار: وباء لا يعرف طريق العودة من حيث أتى.. لقاحات تهزمها سيناريوهات التشكيك.. نظريات مؤامرة تجعل الصواب والخطأ يستويان.. استمراء للموت يطعن الأمل في حياة هادئة.. لا أحد يمكنه فك شيفرات عامين من (اللاحياة) وأعوام مقبلة من “اللا يقين”.
كما كان يحب
ما زال رحيل الفقيه الدستوري يثير أحزان الكثيرين من بينهم أسامة سرايا في “الأهرام”: رحل نقيب المحامين، رجائى عطية، في قاعة المحكمة في مشهد قاسٍ، لكنه مهيب، وموحٍ.. رحل، كما كان يُحب، مدافعا عن المهنة، وعن المحامين.. رحل بعد أن كتب رسالته ببلاغة، ومارس (فعلا، وقولا، وكتابة) كل ما آمن به، وسجله بأحرف من نور.. تقرأه فتعرف أن الدنيا بخير (مادمنا نستخدم العقل، وندرك مغزى الوجود، وندرك أننا أمام فارس حقيقي ملك ناصيتي الدفاع عن الحق، وعزيمة مهنية خلّاقة)، فكان أسطورة في عالم المحاكم، يتكلم فيلتف الناس حوله. لم تكن المحاماة بالنسبة له مهنة يتكسب منها، لكنها رسالة خالدة يرد بها الحق لأصحابه.. آمن بها، وكتبها، وتركها لزملائه هدية عاشقٍ للعاشقين، وغذاء روحٍ لأرواح، وناصية الأدب، والفكر. الراحل المؤرخ، بل الفقيه، ترك لنا رصيدا من المعارف الإسلامية يرقى إلى مستوى الموسوعة الكاملة، التي وضعته في صفوف المجددين، وقالت لغيرهم، وللآخرين، الذين يحتاجونهم ملاذا للحق، رحل في قاعة المحكمة دفاعا عن زملاء محامين اتهموا بالتقصير، وإهانة القضاء، فوضع أصولا للتعامل مع القضاء الجالس، والقضاء الواقف، ومعا، وصولا للعدالة التي هي هدف الجميع، واستقرار المجتمعات، وبلغ من احترام القضاء الأول لنقيب المحامين، وبراعته في المرافعة، ودقتها، أن حكم في الجلسة نفسها بالبراءة، فسجل تاريخا آخر مشهودا للجميع سيكون نبراسا، وشهادة بليغة في مقبل الأيام للرجل الكريم، ولأننا أمام شخصية متكاملة، وموسوعية، جمعت فحوت، وشملت المحاماة، والتاريخ، والكتابة، والفكر- فقد أعاد لنا شخصية جديدة في عالمنا الراهن لرموز سمعنا عنها في كتب التاريخ، والمحاماة، وفي تاريخ مصر، وتاريخ السياسة القديمة، والحديثة، وتاريخ الفكر، والذين كتبهم الراحل كذلك على صفحات الأهرام قبل أن يرحل، وذكر الناس، والمجتمع بهم، وأعطاهم حقوقهم – كما تعود هذا المحامي العتيد أن يعيد الحق لأصحابه، فصنع مجدا تليدا، وسجل كتابات، ومقالات، وكتبا خالدة كنت أغبطه عليها، وصلت إلى 150 كتابا، ويكتب في أكثر من 3 صحف، ويوميا له اصطباحة مع محبيه، ولم ينس السوشيال ميديا، واستخدامها، نحن أمام ظاهرة إنسانية متكاملة، بكل المعاني والمقاييس، يجب ألا تمر في تاريخنا دون تسجيل، واحتفاء، وقراءة، ومناقشة، بل تَبصُر، لأنها حياة فكرية كاملة، بل نادرة الحدوث.
حسام عبد البصير
عن جريدة ” القدس العربي ” بتاريخ الثلاثاء 5 إبريل 2022
admin رئيسية, كل جديد, مهرجانات 0