admin
About admin
Posts by :
رسالة من سينما الجزائر قبل العيد أهلا بكم في وهران ومرحبا
admin رئيسية, كل جديد, مهرجانات 0
ترشيحات موقع سينما إيزيس لمهرجان وهران للفيلم العربي : فيلم ” رفعت عيني للسما ” الحاصل على جائزة ” العين الذهبية ” لأفضل فيلم وثائقي طويل في جميع تظاهرات مهرجان كان 77 الرسمية والموازية ” وكتبنا عنه في موقع سينما إيزيس في تغطياتنا للدورة 77
***
وصلتنا في موقع ” سينما إيزيس ” من الأستاذ فيصل شيباني السينمائي الجزائري الرسالة التالية ويقول فيها :
الزملاء الأعزاء بعد التحية..
الحياة الرقمية وثقافة السطحية والإستهلاك المفرط بقلم نبيل عبد الفتاح
أدى طوفان خطابات المنشورات، والتغريدات، والصور والفيديوهات الومضات على الحياة الرقمية إلى ثقافة التسطيح والأكاذيب، والنظرات الخاطفة، والانطباعات، والآراء المرسلة، دونما عمق، أو معلومات تستند إليها، وإلى حالة هوسيّة من إطلاق الفتاوى الأخلاقية، أو السياسية، أو الدينية والمذهبية فائقة السرعة، دونما حد أدنى من التأنى والتبصر، ومراعاة خصوصية ثقافة وديانة ومذهبية الآخر المختلف ونظامه القيمى والأخلاقى ونظرته للعالم والوجود الإنسانى، وسطوة حالة من اليقين الزائف، على بعض الجماهير الرقمية الغفيرة، وخاصة على الحياة الرقمية العربية وارتحالاً من حياتها الفعلية . ثقافة السطحية، حملت فى أعطافها أنماطا من استعراضات الذات عبر الصور والفيديوهات الطلقة، التى حلت بديلاً عن الذات الفعلية. ثمة تركيز من الجموع الرقمية الغفيرة على الوقائع اليومية، والتعليق عليها من مشاهداتها، أو صورها، أو على تصرفات بعض الفنانين، والفنانات الخارجة عن المألوف، فى استعراضات نظام الزى، أو الأقوال المحمولة على السخرية، والسطحية، والتفاهة، والمعبرة عن ضحالة الثقافة، والوعى، أو السلوكيات الفعلية الفظة! أو قصص الطلاق والزواج لهم/هن وأبنائهم ..الخ.
تحولت الجموع الرقمية الغفيرة إلى سلطة افتائية فى كل القضايا، والمشكلات والأزمات، وهيمنة آراء التفاهة والأكاذيب على سلوكهم الرقمى، بقطع النظر عن مستويات تعليمهم، وانتماءاتهم الاجتماعية، بالنظر إلى ضحالة وسطحية عمليات التعليم، والتنشئة الاجتماعية والسياسية والدينية لهم، وتراجع الطلب على الثقافة، والمعرفة فى الوعى الاجتماعى والسياسى المتخلف لهم. لا شك أن تجليات ثقافة السطحية والأكاذيب والادعاءات المسيطرة على الحياة الرقمية أدت إلى تراجع القراءة العميقة الورقية والرقمية ـ والاستثناءات محددة جداً ـ، ومن ثم إلى حالة اللامبالاة بأى كتابات ذات طبيعة علمية ومعرفية وفلسفية ولغوية وجمالية، ونقدية، لمصلحة ما سبق أن أطلقنا عليه النظرات والقراءات الومضيات فائقة السرعة، ومعها التعليقات الومضات، والتفضيلات، حتى وإن كانت النظرات لم تستوعب الكتابة الومضية على المنشورات، أو التغريدات، بل الصور، والفيديوهات فائقة السرعة، والإيجاز البصرى، و هو ما يبدو فى بعض الأحيان متناقضاً على ما تم التعليق عليه، سواء أكان من خلال اللغة المحتشمة، أو البذيئة، أو الفتاوى الدينية الوضعية، أو استخدام نصوص أو سرديات دينية ماضوية موروثة لايعرفون سياقاتها ودلالتها الشرعية أو اللاهوتية، أو من خلال إحكام القيمة الأخلاقية، والقيمية المنفلتة عن مساراتها وسياقاتها ومواضعها!
أدت ظواهر السطحية، إلى هيمنة الأكاذيب والتفاهات، ومعها ثقافة الرداءة التى أدت إلى تراجع، ونهاية المثقفين النقديين الكبار، وأدوارهم السياسية والاجتماعية، ومعهم المتخصصون، والخبراء فى عديد المجالات، الإغراق فى الشئون المحلية والإقليمية، ومشاكلها، أكثر من الانفتاح على القضايا العالمية السياسية والعلمية والتقنية والاقتصادية والاجتماعية، والثقافية على تعددها، وتنوعها، ومساسها بالحياة الكونية للبشر أيا كانت انتماءاتهم الوطنية، والدينية والمذهبية. ثمة نزعة عارمة على الحياة الرقمية فى كل بلد عربى للتركيز على القضايا والوقائع السياسية والاجتماعية المحلية والمناطقية والشخصية، والأسرية والعائلية، والدينية والمذهبية، والعرقية، وقضايا النزاع على الهويات المتنازعة ومن ثم أصبحت تعبيرًا صارخاً عن عمق الأزمات الهيكلية فى المجتمعات العربية.
من الشيق ملاحظة أن الأجيال الأكبر سناً والشابة -زد وألفا- باتت غالبيتهم تركز على المنافسات الكروية الداخلية، أو بين الفرق الأوروبية الكبرى، ومعها تحيزاتهم المفرطة لهم، ولبعض اللاعبين الكبار، والمدربين لهذه الفرق، وباتت كرة القدم تمثل الشغل الشاغل للجماهير الفعلية والرقمية الغفيرة، ومعها تحيزاتهم الكروية، ومنافساتها على الحياة الفعلية، والرقمية، وذلك كأحد أشكال المتعة الكروية وقضاء أوقات الفراغ وهو أمر بات كونياً فى مجتمعات تسودها ثقافة العمل والكفاءة والمسئولية، وعربياً باتت مساحة للانشغال عن المشاكل الكبرى والشخصية التى تواجه مجتمعات لاتسودها ثقافة العمل، وتواجهها مشكلات متفاقمة، ولا تجد حلاً لها!.
هذه التحولات فى الحياة الرقمية، وقوائم اهتماماتها المتغيرة فى سرعة فائقة أدت إلى إحداث تسطيح فى الآراء، والأفكار، والقضايا، وإلى حالة من اللا مبالاة بالمعرفة، وإلى تسليع السلوك الرقمى على الحياة الافتراضية، من خلال السعى نحو التفضيلات للمنشورات، والتغريدات، والصور، والفيديوهات فائقة السرعة Reelsمن خلال إعداد وصفات الطعام، من ثقافات المطابخ العربية -على تعددها وتنوعها- والآسيوية والإيطالية والفرنسية، وهو ما يسهم فى تكثيف النزعة للاستهلاك المفرط! بقطع النظر عن مدى قدرة الجموع الغفيرة المالية المستهلكة لهذه الفيديوهات الطلقة فى الدول المعسورة على إنجاز هذه الوصفات من الطعام!.
انتقلت بعض الظواهر الاجتماعية الفعلية إلى الحياة الرقمية، ومنها قراءة الطالع، والتنبؤ بأحداث المستقبل التى تناهض العقل العلمى، وتروج بعضا من الخرافات التى ترتكز على بعض المكونات الميتافيزيقية فى ثقافات المنطقة العربية الشعبية، والاختلاطات فى الدروس التعليمية بين العقل العلمى، والعقل الميتاوضعى، فى بعض المناهج المقررة، أو فى درس المعلمين حول الدرس ممن يغلبُ عليهم هذا النمط من الثقافة الشعبية الميتاوضعية والخرافاتية، السائدة وسط العوام، وبعض المتعلمين.
كشفت الحياة الرقمية عن اهتمامات ثقافة الجموع الفعلية، والرقمية الغفيرة المقموعة فى المجتمعات العربية، وعن تحول السلوك الاجتماعى والاستهلاكى المفرط دونما إنتاج، وعمل خلاق وتحوله إلى سلوك استهلاكى رقمى للصور، والفيديوهات، والمنشورات والتغريدات. ساعدت على ذلك الشركات الرقمية الكبرى التى توظف هذه الاهتمامات الاستهلاكية، فى استثارتها وتحفيزها لكل الكتل الجماهيرية الرقمية الغفيرة، بحسب قوائم اهتماماتها وتفضيلاتها فى كل التفاصيل، وبيعها للشركات الرأسمالية الكبرى التى توظف ثقافة السطحية والرداءة فى إعادة تكييف قوائم الإنتاج، والخدمات، وترويجها رقميا وفعليًا. من هنا تحولت الحياة الرقمية، إلى مجموعات بيانات ضخمة Big Data، ومعقدة يتم تحليلها، من خلال نظم تحليلية أكثر تعقيدًا، ويتم توظفيها فى إعادة تجديد سياسات الإنتاج، والخدمات من الشركات الكبرى، بقطع النظر عن تكريسها لثقافة السطحية والتفاهة والاستهلاك المكثف، وفق مصالح الشركات الرأسمالية الوحشية.
من ناحية أخرى بالموازاة مع ثقافة الأكاذيب والسطحية، ثمة بعض من الإيجابيات تتمثل فى توظيف الحياة الرقمية فى الكشف عن أشكال العنصرية، والتحرش والتنمر، وجرائم الإبادة الجماعية على نحو ما يتم من رصدها فى الحياة الفعلية فى الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، وهو ما أدى إلى إنتاج سرديات مشهدية مرئية موازية للسرديات الإسرائيلية، والأمريكية والأوروبية الداعمة للإبادة الإسرائيلية.
السردية المرئية لوقائع الإبادة، والتهجير القسرى والقتل الوحشى والتجويع، وتدمير البشر والحجر والمشافى أسهمت فى بعض من اليقظة النسبية لدى طلاب الجامعات الشباب فى الجامعات الكبرى وغيرها فى أمريكا وأوروبا، وأيضا للقوى والجماعات المناهضة للحرب، وللمجازر الإسرائيلية، فى دول أوروبية، وغيرها على خلاف انحيازات إدارتها السياسية، وحكوماتها لإسرائيل، وهو ما شكل يقظة للضمير الحر فى هذه المجتمعات، حول القيم الإنسانية والأخلاقية للثقافة السياسية الليبرالية، التى انحسر ألقها عن بعض الطبقات السياسية الحاكمة وأحزابها السياسية، وتوظيفهم للحريات وحقوق الإنسان كسلاح للضغط على الأنظمة التسلطية، والاستبدادية فى المنطقة وبعض دول جنوب العالم، وهو ما قامت بتعريته الحرب العدوانية الوحشية على قطاع غزة، وعدم إدانة الدولة العبرية، وحكومتها اليمينية المتشددة، وخطابها الاستعلائى التوراتى تجاه الشعب الفلسطينى، وكفاحه ومقاومته من أجل الحرية والاستقلال، وبناء دولته المستقلة على الأرض المحتلة بعد 5 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
بقلم
نبيل عبد الفتاح
تبيل عبد الفتاح كاتب وباحث ومفكر تنويري مصري ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية
صلاح هاشم يكتب من باريس لجريدة القاهرة عن شخصية مصر في السينما.صلاح أبو سيف في لاروشيل 1992
يعتبر مهرجان لاروشيل السينمائي، وهو مهرجان من دون مسابقة، من أشهر المهرجانات السينمائية في فرنسا، وكان الناقد الفرنسى الكبير جان لو باسيك مؤسس المهرجان ،الذي كنت أحضره كل سنة بإنتظام،وأكتب عنه في مجلة ” كل العرب” اللبنانية الإسبوعية في باريس – رئيس التحريرالأستاذ ياسر هواري – ، طلب مني عام 1992،أن أختارمخرجامصريا، لتكريمه، ضمن 4 مخرجين من مشاهيرالمخرجين السينمائيين في العالم ،بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيس المهرجان، وقال لي، فكر ياصلاح وأخبرني.
لكني أجبته في التو، أختار الأستاذ مخرجنا المصري الكبير صلاح أبو سيف، فصاح الله الله..عظيم جدا،والله كنت أتمنى ياصلاح من قلبي ،أن تختار صلاح أبو سيف، وكنت أحسبك ستختار يوسف شاهين ،فلا حديث هنا في فرنسا، في ما يخص سينما مصر، إلا عنه وأفلامه،وأسباب ذلك معروفة،وفي ما يخص مخرجا عظيما كصلاح أبو سيف، فصمت تام..
.ثم سالني جان لوك باسيك ،الذي أشرف على تحرير وإعداد قاموس ” لاروس ” في السينما مع مجموعة كبيرة ،من أشهر كتاب ونقاد ومؤرخي السينما في فرنسا والعالم، والذي كان يعمل آنذاك – عمله الرسمي – مشرفا على قسم السينما في مركز جورج بومبيدو الثقافي ” بوبورغ ” ، كما كان يشتغل منسقا للجنة تحكيم مسابقة ” الكاميرا الذهبية ” في مهرجان ” كان ” السينمائي هل يمكنك يا أستاذ صلاح ،وبدون تكليف إعداد والاشراف على احتفالية ” تكريم ” HOMMAGE لصلاح أبوسيف، وإحضار أبو سيف الى لاروشيل ،وحضور تكريمه مع أهل المدينة، في عيدها السينمائي الكبير، فأجبته على الطريقة اللبنانية، مثل قبضاي، ولو ..طبعا أقدر ..
محمد بيومي
وأتصلت بالاستاذ صلاح أبو سيف هاتفيا في التو، وأبلغته بالموضوع، وتحمل المهرجان نفقات سفره من مصر الى فرنسا ،واقامته مع حرمه في المدينة، في فندق 5 نجوم، ونفقات سفره من باريس الى لاروشيل ، وكل شييء، بل كل ما يريد، مثل الجنى الذي ظهر لشخصية اللص ” آبو ” في فيلم ” لص بغداد “. فوافق الأستاذ صلاح أبو سيف على الفور، وسألني طيب يا أستاذ صلاح ماهي الأفلام التي اخترتها لتعرض في الاحتفال بتكريمي في المهرجان ؟
فأجبته بأنه تحضرني مجموعة من الأفلام، التي لابد أن تعرض في إطار ذاك التكريم مثل ” بداية ونهاية ” و ” الفتوة ” و ” شياب إمرأة ” و ” الوحش ، و ” السقامات ” و ” بين السماء والأرض “، و ” القاهرة 30 “،وطلبت منه أن يتواصل مع الأستاذ هاشم النحاس، الذي كان أنذاك يشغل منصب رئيس المركز القومي للسينما، لعمل نسخ جديدة، من تلك الأعمال السينمائية المصرية الفذة، وكنت أشعر بأن تكليفي بمهمة تكريم أعظم مخرج عرفته بلادي – في رأيي الشخصي – عند الحديث عن شخصية مصر في السينما، مسئولية كبيرة ، لرفع إسم مصر، والسينما المصرية وتراثها السينمائي العريق،رفعهما عاليا في سماء فرنسا، وإن سعادتي بمثل هذا تكريم، وإفتخاري به، سوف تصحبني طوال حياتي..
وكتبت لاحقا في كتالوج المهرجان،عن موقع صلاح أبوسيف في السينما المصرية تاريخها وذاكرتها، وإرثهاالسينمائي العريق، وتأثيراته في الوعي الجمعي المصري وهو الشييء الذي دفعني في مابعد ، إلى إعداد رسالة دكتوراه عن شخصية مصر في السينما ،في جامعة فانسان .باريس 8. فرنسا، وإخراج فيلمين وثائقيين، فيلم ” البحث عن رفاعة ” عن فاعة الطهطاوي رائد نهضة مصر الحديثة ” ، وفيلم ” وكأنهم كانوا سينمائيين .شهادات على سينما وعصر” الذي يضم شهادات للأساتذة د.صبحي شفيق، ود.رمسيس مرزوق، والروائي بكر الشرقاوي،عن شخصبة مصر في السينما ،وقلت بأنه إذا تحدثنا عن ” شخصية مصر في السينما ” فإنه هو مخرجنا الكبير صلاح أبوسيف، المخرج الذي وضع “الشعب المصري” على الشاشة،وجعله بطلا – وليس ” أولاد الذوات” في ردهات القصور- لكل افلامه..
وعندما حضرأستاذي صلاح أبو سيف، من باريس الى لاروشيل، زغرودة يا أولاد ، وتحيا سينما مصر بلدنا، كنت في استقباله هو وحرمه – وكنت سبقته الى هناك، للخروج في الموكب الحافل – في صحبةعمدة المدينة وحشد من النقاد والصحافيين والمصورين، وأهل المدينة، وجان لو باسيك مؤسس ورئيس المهرجان،وكتبت الصحافة الفرنسية،عن الحدث السينمائي الكبير في فرنسا واحتفالية السينما المصرية، في شخص صلاح ابو سيف، وتصدرت عناونيها مانشيت كبير يقول، أن صلاح ابو سيف ،حمل شمس مصرالى لاروشيل المدينة..
وكان وجه صلاح أبو سيف، عندئذ، وفي غمرة الموكب الحافل، يشرق بالفرح العميق، مثل إنسان يصحو من نومه هكذا فجأة، فإذا به يدرك في التو،وبحضوره في المشهد الكرنفالي الاحتفالي الكبير، وموسيقى عذبة، تصدح في الأرجاء،أن حلم حياته قد تحقق، أمام عينيه، وهو غير مصدق.. ياحبيبي ..
وهكذا عبر لي صلاح أبو سيف عن سعادته ،وأعتبر أن ذاك التكريم الذي تشرفت بإعداده والإشراف عليه ،كان أعظم تكريم له وللسينما المصرية ، أقيم له في حياته..
صلاح أبو سيف والوعي بالسينما
في كتالوج المهرجان ،كتبت كلمة باللغة الفرنسية، تحت عنوان ” صلاح أبو سيف، والوعي بالسينما قلت فيها ،أنه للحديث عن صلاح أبو سيف، يجب أن نضعه في سياق تاريخ مصر ،وتاريخ السينما المصرية، فمصر هي البلد الوحيد، في القارة الإفريقية، الذي كان لديه،ومنذ فترة الثلاثينيات، صناعة سينمائية حقيقية. ومع ذلك، تعود معرفتنا بالسينما في مصر، هذا الفن الجديد، إلى عام 1896، من خلال عرض أول أفلام الشقيقين لوميير في مقهى “زواني” في الإسكندرية، بعد مرور عشرة أيام فقط ،على عرض نفس الفيلم في باريس!
ولدت السينما في مصر ،في نفس الوقت الذي اخترعت فيه السينما الصامتة في العالم، حيث كان أول فيلم مصري روائي طويل، فيلم “ليلى” لإستيفان روستي، الذي أنتجته الممثلة المسرحية عزيزة أمير، هو في الواقع من إنتاج عام 1927. ولكن أول فيلم مصري حقيقي، هو فيلم ” الباشكاتب ” لمحمد بيومي،وهو فيلم روائي قصير صامت تم إنتاجه في عام 1922. واليوم نستطيع، بفضل الفيلم الوثائقي “محمد بيومي” الذي أخرجه المخرج المصري الشاب محمد القليوبي، وهو صديقي ومن جيل الستينيات الذي ننتمي سويا إليه ، نتعرف على حياة هذا الرجل محمد بيومي، الذي حُكم عليه بالتقاعد المبكر، بسبب وطنيته، واحتجاجاته ضد جيش الاحتلال الإنجليزي. إنه هذا الضابط في الجيش المصري، الذي يعتبر مؤسس الفن السابع في مصر، فقد كانبيومي أول مصري يبني استوديو، بفضل الكاميرا التي اشتراها من النمسا، واستطاع أن يؤسس ايضا لـ “لجريدة الناطقة” في مصر، فقد صور عودة الزعيم “سعد زغلول” من منفاه، والحشد الذي خرج في الشوارع لاستقباله بحماس ودفء ، وهو حدث مهم، لأن الاحتلال الإنجليزي كان قد استسلم، من خلال إطلاق سراح سعد زغلول، لإرادة الشعب المصري..
وهكذا نكتشف أن أول كاميرا سينمائية عرفتها مصر،كانت تكرست لتصوبر الحشود المصرية الغفيرة في الشارع،وتعبيرات الوجوه، وهي تسجل حدثا تاريخيا وسياسيا كبيرا ، وتحفظه في “لذاكرة الجمعية ” للشعب المصري.
زرع محمد بيومي هذه الفكرة في السينما ، كوسيلة للتعامل مع الواقع الاجتماعي والسياسي ، ومواجهة المجتمع. وقد تمثل ذلك في فيلمه “معلم برسوم يبحث عن وظيفة”، وهو فيلم روائي قصير صامت، تم إنتاجه في العشرينات، يتناول قضية البطالة. ولكن اشترت إدارة بنك مصر، الذي أسسه طلعت حرب، إشترت معدات محمد بيومي، وبالتالي وجد نفسه بدون عقد، وانهار حلمه في التعبير عن نفسه، وفي خلق سينما وطنية مصرية..
ومر وقت طويل، بل لقد استغرق الأمر حتى عام 1939 ، ليجد الناس ، في الشوارع الشعبية بالقاهرة،حياتهم اليومية على الشاشة من جديد، في فيلم، ” العزيمة ” للمخرج المصري الكبير كمال سليم، ثم ترسخ هذه الإتجاه الواقعي، بعيدا عن أفلام الفارس الفكاهية، والميلودرامات الفاقعة ،بمبالغاتها العاطفية الساذجة، وأفلام المسرح المصور ، ترسخ وتجسد – وبشكل مذهل – في أفلام صلاح أبوسيف..
أبو سيف هو المؤسس الحقيقي للسينما الواقعية، ليس فقط في مصر ، ولكن في العالم العربي، وهي مدرسة تعتمد في صنع أفلام، ترصد حركة تطور المصري ،وتصور تاريخه وذاكرته / منذ أكثر من نصف قرن ، و. بفضل هذه السينما الواقعية التي تمد يدًا للفقراء والمحرومين، وجدت مصر” مرآة ” تعكس صورة هؤلاء الفقراء الذين يعيشون في حواري وازقة المدينة، ورصيف الشارع العام، وحتى المصاعد والاسانسيرات. وفي لحظات،عبر أشرطة أفلام السينما الواقعية، يتوقف هؤلاء – من جميع طبقات الشعب المصري – أحيانا، في أفلام صلاح أبو سيف، ليكشفون لنا عن وجوههم.. وذلك ” الحس الفكاهي ” المصري الجبار، الذي يميز الشخصية المصرية يسخر من كل شييء، و يفلسف وجوده من خلال تراجيديا الحياة المصرية في واقع سريالي وفكاهي وعبثي..
أبو سيف، هو تجسيد، لما يسمى في مصر بسينما ” المؤلف “، ليس لأن أفلامه تمثل التجسيد الأفضل للسينما المصرية في الخارج، ولكن لأن مجمل أعماله بملامحها السينمائية المميزة، تجعل من الصعب أن تفرق فيها، بين اللامع والأقل لمعانًا، بين سمة ” العبقرية” الفذة ، والعيب الأبسط.
وبفضل إصراره، نجح صلاح أبو سيف، في أن يفرض نفسه، وفي بيئة سينمائية خاصة ومحجوزة لأبناء الارستقراطية المصرية، وأبناء التجار البرجوازيين الكبار، و ” أولاد الذوات ” الباشوات ، من هواة السينما..
إنه، ابن الشعب، المولود في حي بولاق، وهو حي فقير في ضواحي القاهرة، الذي نجح في إنشاء سينما شعبية ، من دون الوقوع في التبسيط والابتذال،، سينما قادرة على تمثيل العمال ،والناس العاديين، كأبطال يظهرون في وسط الشاشة، الذين، للحظة، لا يكونوا مجرد متفرجين، للاستهلاك فحسب، في سينما مصرية،كانت تعتبر الفيلم الأمريكي نموذجًا، لما يجب الإعجاب به في السينما ، وتقليده حتى في أدق التفاصيل..
قام صلاح أبو سيف، فنان الشعب، بتغيير القواعد الثابتة، وخلق سينما وطنية مصرية حقيقية، تتحدث أولا إلى المصريين، وأسس لتيار واقعي، لايكتفي بوصف حياة الفقراء وحياة الأغنياء بصدق،بل يطمح أيضا الى رفع مستوى الوعي عند الناس ، وحثهم على اتخاذ ” موقف “، تجاه المشاكل التي تواجههم، وبكل مافي الولقع المصري من أزمات، وصراعات ” طبقية ” وتناقضات..
حطم أبو سيف العديد من التابوهات والممنوعات، من ضمنها وأصعبها ربما ، تصوير بؤس الحياة في البلاد،ونشر عسيل مصر الوسخ على السطوح، والحديث في السياسة والدين والجنس، مما كان له تأثيراته في خلق سينما مصرية في فراغ ، فلا هي سينما ، أو تعدم فيها السينما، وأصول وضروريات الفن. ولا هي مصرية، حيث لا تناقش أفلامها – وفي معظمها – سوى موضوع زواج “أولاد الذوات” من أجنبية..
في حين إستطاع أبو سيف – باختراق المحرمات – خلق ” نواة : لتقاليد سينما واقعية ، من خلال مجموعة كبيرة، من أفلامه مثل ” بداية ونهاية ” و ” الفتوة ” و” شباب إمرأة ” ، وتأسيس ” نواة ” لإرساء ” سينما واقعية “، تطورت بمرور الوقت – لتصبح جزءًا لا يتجزأ ،من تاريخ و روح و ” نفس ” السينما المصرية المتوهجة، وتراثها السينمائي العريق. وببطء، نجح أبو سيف في التكيف، مع جميع المتغييرات الاجتماعية والسياسية في مصر، لتاسيس ” سينماتيك ” – أرشيف سينمائي أو مكتبة سينمائية خاصة به / وتحمل إسمه ،ولذ إذا كنا الآن – إحنا الشعب – نجد أنفسنا، ليس فقط على الشاشة، بل في قلب ومركز الشاشة، نحن الناس الذين نعيش نسكن في تلك الأزقة ، ونتردد على أسواقها ومساجدها ، نحن ” أولاد البلد “، فإن الفضل في ذلك يعود الى صلاح أبو سيف وأفلامه..
وإذا كان لدينا الآن “وعي” ما، بأن السينما، هي في قلب حياتنا، لأننا نكون أبطالها، ، فهو بفضل أفلام أبو سيف.ومنذ ذلك الحين، ومنذ أن تحقق لنا ذلك ” الحضور”، فنحن لاتقبل ابدا أن نغادر، بل نصر على البقاء هناك، ونحن نمنح حياتنا، وتعبنا، وشقاءنا، طموحاتنا وأحلامنا، بعدًا من النعمة والسحر. .
إن هذه النعمة ، و ذاك السحر، لاشك، هما اللذان يمكناننا ،من تحمل مسئولية حياتناأنفسنا. إنهما يقينا يمنحانا الأمل، وعلى الرغم من كافة المشاكل والمسؤوليات في الوقت الراهن، رعب وظلم الحاضر، للمضي قدمًا ..نحو المستقبل.وللحديث يقية.
بقلم
صلاح هاشم.باريس
صلاح هاشم مصطفى ناقد وباحث ومخرج سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا
كيف أبكيك يا مدينة الفن والأدباء بقلم فكري عيّاد
admin اصدارات كتب, مختارات سينما ازيس 0
إستلقت الإسكندرية الأسطورية مسترخية في أيادي اللهو المُتنعمَة.
كيف أبكيكِ،
يا مدينة الفن والأدباء.!
كيف أعيد اِليْكِ،
وسَامة هويتِك ..؟
كم من أفكار،
و أمواج ٍعابثة ..
طلَّت على هامَتِك.
هل ماضيك، وعُلُوَّ مجدِك..؟
مجرد “حبر على ورق”..!
الزمان طوَي أحلامه،
في غفلة أيَّامُه..
ومجدك الذي كانَ..
هل إندثر!؟
عيونَنَا بائسَة..
تبحث عن مرسَاكِ،
تعيش في رَوْنَق الصور.
أين شواطئ الحسن القمراء.
وليالي نشوة أغانيك،
في بحر السهر.؟
ذكرياتك ..!
إستلقت وَرَمَست.
بين سيقان الهامات
الشاهِقَة.
وكتلات الصخر.
حكايات صبوَة وشباب العمر.
صَدَى ذكريات..!
ذابت في رغوة القدر.
بين فكي أصوات وبُروقِ حبيسة وَهَمهَمات.
في طروادة الآهات.
أنفاس تَوَهَّدَت بالحسرَات،
ونظرات تَأَطَّرَت،
تُنبِتُ بذارًا مُبعثرة..
تحدقُ في أغلالِ الجفاء.
تُحدق بغثاء ،
في زبدِ رحلة الأمواج..
ضاعت فِي لَمْحِ الْبَصَرِ.
يا جميلَتي ونَشْوَاي.
لو تدرين يا صبابتي.
كيف أَوْثَقُوا،
نسيمك العليل.
بطوقِ خائِر.
حول خصرك دائر.
زَيْنُوا الآسىْ على خصرك.
بوثاقِ..وبنيانٍ.
من قَيَّدِ الحجر.
يامدينتي..
اِستيقظِي.
ياحلمًا هائماً،
في خيالي..
أيقِظي الحنين،
في خفقات صدرِي..
وبصري الباكِي.
عُودي..ياسكندريتي.
في لهيف نظراتي.
دموعي سئِمَت الأمل.
قطرات ذابت،
في خضم البحر .
آه منك يا واحة الجمال..!
تستلقي في بنايات وزحام،
إنه زمن الأشقياء ..
نعيش فيكِ غرباء!
بين أنياب سطوة الدخلاء.
تسللت كالحرباء.
فَحِيحٌ يخطف روح الأمل،
وضحكات البشر.
ندفنُ التَّكَلُّم.
ونمضغُ الأحزان.
والفنّ والأشعار..
والأغنيات حبيسَة
ضَجِيجٌ وَثَرْثَرَة،
في عبابِ الصدر.
أين أنتِ يا مدينة،
البَهْجَة والبشاشة.؟
في تمشية الصَبَايا.
ورنّات الخلخال.
في نسماتِ العصر.!
يا مدينة أحلامي..
يا ظلالاً كفيفة،
في إغفاءة المنام.
وطير مأواه،
خلف القضبان.
دنياه نجواه.
وعيناه لا ترَى.
هل من رَجَاء.. ؟
ونفكك وثاقك.!
من خلف أسوار
القدر..!
هل الماضي يعود..!؟
يا غادة كل الثغور،
وتُعيدُ الأنسام،
لفحة اليود العطِر.
ينتعش من صدر،
إلى رجفة صدر.
نرتشف عِشقِنا،
علي حنايا أسوارك.
في رَخَاء وإسترخاء.
وَيحلُو لنا لهو السهر .
“نركضُ” في خيالي.
مع ثمالة وإغفاءة،
براءة عذراء.
وانسيَاب دمعٍ الأشواق.
في لَمَّة وكوْكَبَة الأصدقاء.
الرِّيحُ تحمل شدوِنا.
تَنَسَّمَت وَتَرَطَّبَت،
تُنَادي على الطير المهاجر.
لا صوت و لا خبر.
مجداف يُسَابق مجداف..
على خدرِ الأمواج سَابِح .
وصيادي الشباك،
في لهفة تنتظر.
مع فتنة وبقايا،
نور الغسق.
ولهفة العشَّاق.
أغنية شاردة.
في العيون صامِتَة.
تنهدات دافئة..
تداعب نشوة وشوشة.
في ليالي الغزل والسحر.
أم طَوَىَ وحَنَىَ
زمانك وإختفَي.
ونور فنارك المُقمِرُ ..
خَبَّأ وإسَتَتَرَ.
يا شواطئ محجوبة.
مُوّهت مُتزاحمة ..
بكتَل أحجارٍ وستائِر.
يا ظلالاً من نَبْعِ
طيبُ ماضِيكِ الساحِر .
ضباب في عيونك البائسَة.
وحسرة في القلب والبصر.
يا ليل الأحباب السامِر.
وزوارق المُغْرَمين !
يا “حلمًا ” ينْسَكِبْ.!
تلاشَى في لعابِ،
عباب الشّرود السّائر.
خطّفتهُ يد الزّمان الجائر.
غضًا منثورًا مُتَنافِر.
تَمَادَي على بساطِ الشواطئ وإندثر .
يا قيثارة النور،
نورك تاريخ وأزَاهِر.
يا حُسن يتباهَى ببهائِه.. وَتَفَاخَر.
فنارِك..أشعَّ ضوءَه.
وتَشَامَخَ بِجمالك السّاحر.
غسل وجهه بدمع البحر..
قَبَعَ عَنِ الْأَنْظَارِ وإختفَي.
يا أرض الزعفران البهِيّة..
تجلَدِي وأنفضِي كفنك .!
روحي إِضْطَجَعَت،
بيني وبينك.
وَخفق أقدامي،
هَزِجَت وترنَمَت.
في دروبك..
ورسوم هواكِ،
نقوش في قلبي.
كيف اطيرُ إليكِ.؟
حبنا قيدٌ في وجداني
من رحم القدر.
يا مدينة أجدادي.
تَأَمَّلَت وتَتَطَلَّعَت،
المدن إليكِ.
وبسحرِ تُراثك .
غارتْ وحَسَدَت.
في خاطِرهَا إستحْيَت.
ومن تراثك تُسحر.
ترنُو لعرشك ولا تصل.
“آه من زمنٍ،
مَسعورٌ حزين.
غَدَّار ومُخَادِع،
مرتجف الجبين.”
تجاعيده إِكْتَأَبَت،
على أجنحة العمر . َ
من يعرف خبايَا
وَدفائنُ كِنُوزك..؟
فلاسفة وأدباء،
فنانين ومفكرين.
تَلاءمَتْ..
تَنَاغَمَتْ..
وَتَوَاءَمَت..
إِئْتَلَفَتْ في حِبُورِك،
مُتَنَعِمين.. ومُتَجَنِّسِين .
مُتَدَفِقَة ومُتعَددة،
إرتشفتْ أنفَاسِها،
طَرِيّة عَلِيلة مُبَلَّلة.
من بحورِ زَمنك العتيق.
طَمْسَ زمانهم..
غبرتْ أيامهم..
ضمرت بلا أثر.
يا خَلِيلة الجمال.
ورَوْنَق المعرفة. .
بَزَغَت أنوارك،
وَأَشْرَقَت،
في سناء جمالك.
يا يقين في طرفَةِ عيني .
رفيقة خيالية أحلامي.
غادة في صباحَهَا..!
تتمخطر علي الصدر.
أين أنتِ أيتها،
البَهْجَة الشهيّة القدِّ ؟
ياوردة نَفِيسة نادرة..
في روْضَةِ البساتين.
من ذاقَ بلسم،
غنج الهَوَى.!
وقبلة هوَا الحبُ فيكِ.
كيف ينساكِ..؟
يحملهُ الشوقَ والحنين.
عاد إليكِ مَلْهُوفًا.
ينفضُ غُبار غُربة السفر.
كان هُنا..!
ذاتَ يَومًا..!
لَذَّةُ موج بحرك،
يُقَبل سَمَا شَفَايِفك.
في خجلٍ مُسْتَلَب،
تَقَفْقَفَ وإِرْتَجَف.
رَطْب ناعِم عليل.
على وجنتَيْ العاشقين.
كان هُنا..!
ذاتَ يومًا..!
تَلاشَى واِنْمَحَقَ.
تَغَشَّى وإِنْدَثَر.
خصر الجمالِ.
يخلع درعه الأخير.
وما زالت الأبصار،
لا تُبصرُ.!!
بقلم
فكري عياد
فكري عيّاد كاتب وباحث وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة
مرفق صورة غلاف الكتاب.
الذي يأخذ رؤيتنا في رحلة،
مع الكاتب الصحفي المستنير المؤرخ عاشق الإسكندرية.
الصديق “عادل درويش”
الذي أخذنا في جولة مُوثقَة. مع مشاهدات من المدينة الأسطورية..
في صفحات كتابه الأخير
إفتتاح اليوبيل الذهبي لجمعية الفيلم تحت شعار تحيا فلسطين
افتتاح اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم تحت شعار : تحيا المقاومة لتحيا فلسطين
محمود عبدالسميع: الجميع يعلم مدى مصداقية لجنة تحكيم مهرجان جمعية الفيلم وستحيا فلسطين بالمقاومة دائما
حسين فهمي: جمعيات الفيلم لها دور هام في الحركة الفنية وهذا المهرجان له ذكريات شخصية معي
سينما إيزيس.القاهرة
شهد مسرح مركز الإبداع الفني حفل افتتاح اليوبيل الذهبي اليوم السبت ١ يونيو لمهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية، بحضور رئيس المهرجان محمود عبدالسميع وضيف الشرف الفنان حسين فهمي وعدد من رجال الصحافة والإعلام والنقد السينمائي والكُتاب الروائيين.
وقد افتتح الأستاذ محمود عبدالسميع رئيس المهرجان الدورة الخمسون تحت شعار ” تحيا المقاومة.. لتحيا فلسطين” مرحباً بالحضور ثم تحدث عن النجم حسين فهمي والصداقة التي تجمعهم قائلا أنه يمثل كل السينمائيين.
وأضاف عبدالسميع:” لقد تأسس المهرجان عام ١٩٧٤، ولم أكن أتوقع أن أكون من حاضري الدورة الخمسين، فكل عام أقول لقد اكتفيت ولكن لولا ضغط الزملاء وإصرارهم، فهو من مؤسسي هذا المهرجان مع الراحلين سامي السلاموني وسمير فريد”.
ووجه الشكر للجنة تحكيم المهرجان منذ دورته الأولى وحتى الآن، مؤكدا أن الجميع يعلم مدى مصداقية لجنة تحكيم مهرجان جمعية الفيلم حتى أن كل السينمائيين يقولون بإن الجائزة من جمعية الفيلم هي شرف كبير.
واختتم حديثه عن فلسطين وما يحدث بها قائلا:” لا نستطيع الفرح في ظل احتراق اخواتنا في قلسطين لذلك وضعنا هذا الشعار “تحيا المقاومة لتحيا فلسطين” لأنها ستحيا دائماً بالمقاومة.
فيما قال الفنان حسين فهمي ضيف شرف المهرجان، أنه سعيد بحضوره وأنه ضيف الشرف للمرة الثالثة، فجمعية الفيلم لها ارتباط شخصي معه منذ تخرج من معهد السينما، وجمعيات الفيلم في كل أنحاء العالم لها احترامها ومن خلالها كان يتابع أخبار الأفلام ويشاهدها ويتابع الحركة الفنية، لذلك جمعيات السينما مهمة لهواة السينما فيستطيعون تكوين مداركهم من خلال متابعتها.
وأشاف معبرا عن سعادته باليوبيل الذهبي لأنه شارك معهم في دورات عديدة وتكرم من خلاله ويعلم مؤسسيه، لذلك هو في خدمة جمعية الفيلم دائما.
وبعدها تم توجيه الشكر للجنة تحكيم المهرجان وهم المخرج هاني لاشين رئيس لجنة التحكيم، دكتورة رانيا يحيي عميد معهد النقد العالي، دكتورة رحمة منتصر أستاذ المونتاج بمعهد السينما، الأستاذ طارق الشناوي الناقد السينمائي، المخرج عمر عبدالعزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية، المخرج عادل الاعصر، الدكتورة غادة حبارة رئيس أكاديمية الفنون، الأستاذ محسن احمد مدير التصوير، الدكتور محمود محسن أستاذ الديكور بمعهد السينما ، الأستاذ مجدي كامل مهندس الصوت والميكساج، الدكتور وليد سيف الكاتب والناقد، الأستاذة ماجدة موريس الناقدة السينمائية والتي اعتذرت عن حضور حفل الافتتاح.
ثم بدأ تكريم صناع الأفلام المشاركة في المهرجان بشهادات تقدير بحضور صناع الأفلام، وقد تنافس ٤٢ فيلم روائي طويل وقد تم اختيار ٤ أفلام من قبل أعضاء جمعية الفيلم للعرض بالمهرجان وهم : فيلم “١٩ ب” تسلمها المنتج الفني محمد جمال الدين، فيلم “بيت الروبي” تسلمها المنتج الفني فتحي اسماعيل، “فيلم وش في وش” تسلمها المخرج وليد الحلفاوي والمنتج احمد فهمي، فيلم “فوي فوي فوي” وتسلمها المخرج عمر هلال، ثم وقف جميع صناع الأفلام مع الأستاذ محمود عبدالسميع والفنان حسين فهمي لالتقاط صورة تذكارية على المسرح.
ثم بدأ بعدها عرض فيلم الافتتاح ” ١٩ ب” وأعقبه ندوة بحضور صناع العمل.
مهرجان ” كان ” 77 يعلن عن جوائزه بقلم صلاح هاشم
يوم السبت الماضي25 مايو، وقبل أن تعلن لجنة تحكيم مهرجان ” كان ” السينمائي في دورته 77 التي تترأسها الممثلةوالمخرجة الأمريكية جريتا جريفيغ – مخرجة فيلم ” باربي ” – عن جوائزها، وقبل أن يبث “حفل ختام المهرجان”والإعلان عن تلك الجوائز عبر القناة الثانية في التليفزيون الفرنسي في الثامنة مساء.ولم يكن لدي أي أمل يقينا، في اللحاق بذلك الحفل، ومشاهدته على القناة المذكورة، بعد أن حجزت تذكرة عودة لي، على القطار الفرنسي السريع رقم75856 الذي ينطلق من محطة قطار مدينة ” كان ” الساعة15.32 ويصل الى باريس الساعة 20.38 مساء، وحالما أصل الى البيت في ضواحي باريس بالمترو، يكون حفل الختام، قد إنتهى ياسعيد..
رحت استعيد، بعد أن إنطلق القطار، مشاهد تلك الأفلام الرائعة التي سعدت بمشاهدتها في الدورة 77، وبخاصة في قسم “المسابقة الرسمية” لعام 2024 التي ضمت 22 فيلما، القادمة من أنحاء العالم، وبعد أن تم اختيارها من بين أكثر من 2000 فيلم ،وصلت الى إدارة المهرجان، وهي تحكي عن حال العالم مع الألم والأمل، والحياة والموت، والسلام والحرب، وأتأمل في معاني تلك الأفلام، وهي تفلسف وجودنا الحي، وتفتح لنا سكة للخلاص، وفهم العالم، وتجارب ودروس الحياة، وبدأت أسرح ، ثم وإذا بهاتفي المحمول يرن، ترن ترن، وإذا بها “أم دنيا ” زوجتي، تتصل بي، لتطمئن على أني لم آخذ القطار الخطأ، لأجد نفسي – كما حدث لي من قبل – أصل من محطة ” كان “، حيث أخذت القطار، أصل الى مارسيليا، وليس باريس.. وأخذنا نضحك..
ثم أنها كالعادة، وحين تتصل بي في المهرجانات التي أحضرها، لأكتب عنها، سألتني كيف وجدت الدورة77، التي خطفتني لمدة 12 يوما، وجعلتني أنسى- وأنا أتطلع مأخوذا ومدهوشا كطفل، الى أعمال السحر، التي تعرض على الشاشة الفضية – أنسى عيالي والدنيا، وماهي الأفلام التي أعجبت بها أكثر من غيرها، في قسم المسابقة الرسمية للدورة 77 – وماهو حظها من نيل جوائز، عند الإعلان عن جوائز مسابقة الدورة 77..خلال ساعات..
ثم ماهى أخبار الفيلم المصري ” رفعت راسي للسما” الذي أعلن عن فوزه بجائزة ” العين الذهبية “، وماذا عن هذه الجائزة التي تمنح لأفضل فيلم وثائقي كما يقال في جميع أقسام المهرجان..
فاعتدلت في جلستي، وأخذت وضع الإنطلاق، للحديث عن هؤلاء الحكواتية الكبار ،من المخرجين العظام، الذين يرون لنا ” قصة الأرض ” الذين جمعتهم المسابقة الرسمية، مع جملة من مواهب السينما العالمية الجديدة ،التي سوف تصنع ” سينما الغد ” في المستقبل…
أعتبر يازوجتي العزيزة – أجبتها قائلا – وبخاصة بعد أن انتهيت في التو ، من مشاهدة الفيلم الهندي البديع ” كل ما يمكن أن نتخيل كضوء ” ALL WE IMAGINE AS LIGHT– للمخرجة الهندية ” بايال كاباديا، الفيلم الأول لمخرجته، المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان،وهو بمثابة “عودة مظفرة “للسينما الهندية الى المهرجان،بعد غياب دام 30 سنة، وحسنا فعل المهرجان بحجب الفيلم ،لحين عرضه فقط اليوم، ليكون مفاجأة سارة، ترفع من معنوياتنا، بسبب تراكم مشاعر الإحباط والقلق واليأس والملل لدينا،من مشاهدة العديد من “الأفلام الضعيفة” ، بتوقيع مخرجين كبار، في المسابقة الرسمية للدورة77..
مثل فيلم” ميجالوبوليس ” ’MEGALOPOLIS” – للأمريكي العرّاب فرانسيس فورد كوبولا، وفيلم ” أنواع من الطيبة ” – KINDS OF KINDNESS– للمخرج اليوناني الكبير يورغوس لانتيموس ،وفيلم “ثلاث كيلومترات لنهاية العالم” للمخرج الروماني إيمانويل بارفو..وفيلم ” بارتينوب “- PARTHENOPE – للمخرج الإيطالي الكبير باولو سارانتينو، وفيلم ” أكفان “- SHROUDS– للمخرج الكندي الكبير دافيد كورننبيرغ وغيرها..
حيث بدا لنا – يازوجتي العزيزة – أن بعضها كان ، ورغم إسم مخرج الفيلم الكبير، وأبطال الفيلم من النجوم الكبار، من المشاهير، والحاصلين – بعضهم – على جوائز أوسكار – كان مجرد ” تدريبات في الأسلوب ” أو ” ترف فكري عبثي عقيم ” و ” حصاد الهشيم ” مع الإعتذار لمولانا الأديب المصري العظيم عبد القادر المازني، وفوق مايمكن أن تتصور..
ميلاد مخرجة هندية عظيمة
أعتبر إذن ، وقبل الإعلان عن جوائز المهرجان في حفل الختام الليلة، ليكون ذاك الفيلم الهندي الرائع، وكما يقول المثل الفرنسي بمثابة ” ثمرة الكريز” التي تعتلي “تورتة المهرجان”..
أن الدورة 77 لمهرجان ” كان ” الذي نتابع أعماله منذ عام 1982، كادت أن تتكرس بأكملها – من خلال أفلامها ووقائعها وأحداثها في دورته 77 ، للدفاع عن حرية المرأةضد جميع أشكال العنف التي تمارس عليها، ومساواتها بالرجل، وتضامن المهرجان الرسمي – الذي تترأسه سيدة – كليا، مع حركة ” أنا أيضا ” – ME TOO – الفرنسية، بعد ظهورها في أمريكا منذ سبع سنوات مضت -ضد التحرش بالنساء واغتصابهن ،من قبل مخرجين وممثلين فرنسيين معروفين، في الوسط السينمائي الفرنسي، مثل الممثل الفرنسي الكبير جيرار دوبارديو.وقدظهر ذلك جليا، في العديد من الأفلام،التي شاركت في المسابقة الرسمية، وضمت 22 فيلما، ومن ضمنها ذاك الفيلم الهندي التحفة – A REAL MASTERPIECE– الذي أعتبره “ماسة المهرجان” الحقيقية، ولو كنت يازوجتي العزيزة عضوا في لجنة التحكيم الرسمية للدورة 77 التي تترأسها الممثلة والمخرجة الأمريكية جريتا جيرفيغ مخرجة فيلم ” باربي “، لمنحته ” سعفة كان الذهبية “، بل وكل جوائز المسابقة الرسمية للدورة 77
صورة بومباي في السينما ،وحال البشر مع الألم والأمل
حيث ينتصر الفيلم ،لمذهب “الواقعية” في السينما، ويطرح صورة تشبه الهند ، وهو يعرج ،ومنذ أول لقطة، على حياة الناس الشغالين، في مدينة بومباي – مدينة الأحلام أو بالأحرى ” الأوهام “- التي يجب أن نصدقها، كما تقول بطلة الفيلم، التي تعمل ممرضة، في مستشفى في بومباي،نصدق بومباي ونصدق أحلامها، أوهامها، وإلا ..أصبحنا مجانين..
وتذكر بطلة الفيلم- الممرضة،وهي متزوجة، تزوجت من رجل لاتعرفه، وفرضه أهلها عليها،ثم سافر زوجها للعمل في ألمانيا،وإنقطعت عنها أخباره، حيث لم يعد لديه مايقوله لها، أنها لاتستطيع ، وهي على الرغم من أنها عاشت في بومباي أكثر من 23 سنة ، أن تسميها بلدا، أو وطنا..
إنها بومباي ..مدينة لكل الغرباء. مجرد محل للسكن والعمل، وعلاقات الحب المحرمة فيها، الحب بين هندي مسلم ، وهندية هندوسية، وسكان ناطحات السحاب في بومباي الذين يريدون أن يعاملوا -باقترابهم من السماء – كآلهة،واذا لم تكن لديك أوراقا رسمية ، تثبت أنك كنت تسكن في شقة ما، فانت محكوم عليك في بومباي ناطحات السحاب، بالطرد الفوري من المكان، ولا وجود لك، إن كنت بلا أوراق، في المدينة، في سجلات الحياة.. ..
ساتيا جيت راي، والضوء القادم من بلد طاغور
كما يذكرك الفيلم المقدس – كما في فيلم ” ،الذي يحكي عن الحياة، والرغبة، والألم ، والإيروس، والغربة والحب،والكرامة، والصداقة – بشفافية وعذوبة ورقة-” يذكرك بأعمال المخرج الهندي العظيم ساتيا جيت راي السينمائية، وهو إمتداد له، بروح ” طاغورية ” قدسية، نسبة الى رابندرانات طاغور، شاعر الهند العظيم، تطهرنا من كل أدراننا، وربما كانت القيمة الأسمي للسينما ، هي أنها تنجح أحيانا في أن تكون بمثابة نوع من ” التطهير ” الذي يغسلنا من أدراننا، وبلسما يشفينا، وهو يطببب جروحنا، ويربت على أكتافنا، ويعيد إلينا، بهجة الحياة والفرح بالحياة، وبالدنيا ..
كإمتداد أفلام صلاح إبو سيف العظيمة ، كما في فيلمه ” الفتوة ” و” بداية ونهاية “، لرائد الواقعية في السينما المصرية، المخرج الكبير كمال سليم، في فيلمه ” العزيمة ” من إنتاج 1936.كما يحيل الفيلم، الى علاقة السينما بالضوء، و”الطاقة الروحانية” بسحر الضوء، وأفلام الواقعية الجديدة في إيطاليا ، وتجليات “الخطاب الصوفي” – كما أحب أن أسميه – عند روسوليني ،كما في فيلمه العظيم ” رحلة في إيطاليا ” بطولة السويدية إنجريد برجمان، أو فيلم ” روما مدينة مفتوحة ” بطولة الإيطالية آنّا مانياني..، ويعلن هكذا، يازوجتي الحبيبة، ومن ذلك المنظور، عن ميلاد مخرجة هندية عظيمة، في ساحة مهرجان كان في دورته 77، كما نرشح بطلته للفوز بجائزة أحسن ممثلة في أفلام المسابقة الرسمية، عند إعلان الجوائز الليلة..
السينما المصرية رفعت عيوننا للسما
كما برزت بعض أفلام السينما العربية في المهرجان – وعندما أتحدث عن المهرجان فأنا أعني ليس المهرجان الرسمي فقط ياحبيبتي، بل التظاهرتين الرسميتين الموازيتين ” إسبوع النقاد ” و ” نصف شهر المخرجين ” والآن تغير إسم الأخيرة الى” نصف شهر السينمائيين”، ومن ضمنها الفيلم المصري الرائع ” رفعت راسي للسما ” لندى رياض وأيمن الأمير ، أو “بنات النيل ” ، المشارك في تظاهرة إسبوع النقاد..
وهو فيلم وثائقي ، يحكي عن مجموعة من الفتيات المصريات، اللواتي عشن معا ،تجربة تكوين فرقة مسرحية، تقدم عروضها في شوارع قرية “برشا “بمحافظة المنيا، في صعيد مصر الجواني العميق، لتكشف عن أحلام الفتيات الشابات المصريات الصغيرات المجهضة، والأوضاع المأسوية، التي تمارس عليهن ويعشنها، من قبل الأسرة ،،والمؤسسة الدينية، والعادات والتقاليد، وليس فقط في برشا ،وصعيد مصر، بل في أنحاء الوادي ، والنهر والجبل. إنه فيلم وثائقي فذ حقا ، بمنحي واقعي روائي ،ويتسامق بفنه، وبما فيه فقط من سينما، حين يسأل النهر – وهو ينساب بإيقاع متمهل، وعذب،ويعقد ” محاكمة” للكبار وسط الشارع في برشا وضواحيها – إن متى الخلاص إذن، والتحرر، من قبضة واقع العصور الوسطي في بلدنا مصر، من تخلف وكبت، وقمع وجهل وإهمال،التي مازالت مهيمنة، ونحن نعيش في القرن 21، وسلطة الدين، والحكومة والحلال والحرام..
وشكرا جزيلا لأصحاب الفيلم – الذي حضرنا عرضه الأول في تظاهرة ” إسبوع النقاد ” في كان ، وقوبل بتصفيق كبير، وحفاوة وإشادة بالغين، من قبل الجمهور والإعلام الفرنسي والعالمي – الذي أسعدنا ببنات النيل وأقباط مصر..
وهن يطرحن تساؤلات المصير الكبرى، في قارة مصر أم الدنيا،، في فيلمهن البديع، ويطلبن من فرط واقع الظلم، الواقع عليهن، أن نرفع عيوننا للسما، ،ونصلي من أجلهن – وهن إذا ذهبن – كما تصرح مخرجة وعضوة الفرقة في الفيلم، حين تعتزم السفر ، للالتحاق والدراسة بمعهد التمثيل في العاصمة القاهرة – هن إذا ذهبن فهن لن يعدن ابدا، ولا عودة لها – ولكل بنات النيل، إذا صممن على فعل ما، وإنطلقن للتنفيذ. أما جائزة ” العين الذهبية – ” LOEIL D OR – التي منحت للفيلم، فهي جائزة تمنحها لجنة تحكيم خاصة منبثقة، عن مهرجان كان الرسمي ومؤسسة السكامSCAM لحقوق المؤلف الفرنسية، تأسست عام 2019 في مهرجان ” كان “، ويترأسها حاليا مخرج الأفلام الوثائقية الفرنسي الكبير نيكولا فيلبر NICOLAS PHILIBERT، وقيمة الجائزة 5000 يورو تمنح لمخرج الفيلم.
سقوط القناع في فيلم ” الى أرض مجهولة ” الفلسطيني
كما برز – كما قلت لزوجتي -في المهرجان ،فيلم ” إلى أرض مجهولة ” للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل، الذي يعيش في الدانمرك، والذي عرض فيلمه في تظاهرة ” نصف شهر السينمائيين الموازية للمهرجان الرسمي ، وأعجبنا – أحب أن أتحدث أحيانا هكذا بصيغة الجمع – كثيرا جدا.ويحكي الفيلم عن محاولة شابين فلسطينين، شاتيلا ورضا ،وهم أبناء عمومة للخروج من اليونان، والذهاب الى ألمانيا، وحلمهما بأرض وعمل ووطن، ويكشف الفيلم، الأشبه مايكون، بفيلم بوليسي واقعي مشوق، ويحبس الأنفاس، عن اضطرارهم لارتكاب جرائم السرقة، والكذب والإحتيال ،من أجل السفر الى المانيا بأي ثمن..
مهدي فليفل
ومن خلال التحايل على الحياة في اثينا، يسقط القناع، وتظهر حقائق الواقع الفلسطيني البائس ،في المنفى، بكل أوضاعه التراجيدية – النكبة – بكل دقائقها وتفاصيلها المرعبة، وحيث يرتفع صوت الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في الفيلم، من خلال مهاجر فلسطيني شاعر ويطلق على نفسه إسم ” أبو الحب ” ، لإدانة – بعد أن سقط القناع – بعض الحكومات العربية – ،ومعاملتها للفلسطينيين كعبيد أو كلاب، ثم حرب إسرائيل على غزة..
كما أرشح – قلت لزوجتي – وقبل الإعلان عن جوائز المسابقة الرسمية في تلك الليلة- وعجلات القطار السريع تنهب الأرض في طريقها الى محطة جار دو ليون – محطة مدينة ليون – في باريس..
أرشح أخيرا مجموعة الأفلام التالية التي أعجبتني كثيرا، و المشاركة في مسابقة الدورة 77 الرسمية ،للحصول على جوائز:
1 – فيلم ” ايميليا بيريز ” – EMILIA PEREZ– اخراج المخرج الفرنسي الكبير جاك أوديار، وهو فيلم رائع ، ويستحق وعن جدارة ، الحصول على سعفة ” كان ” الذهبية ، للقضية التي يدافع عنها ، وهي حق كل إنسان، أن يكون ” النوع “- MtoF– الذي يرغبه، والهوية التى يريدها، وأن يختار ” عائلته ” بنفسه وليس عائلته التي ولد فيها، وحيث يتحول “تاجر مخدرات” عالمي في الفيلم الى إمرأة، لا لكي يستطيع البوليس العثور عليه، عند اختفائه، بل لأنها كانت تلك رغبته، وطوال حياته، أن يكون إمرأة، وبعد أن يجري عملية جراحية، بمساعدة محامية مكسيكية،علىى يد جراح إسرائيلي، ويرحّل زوجته وإبنائه من المكسيك، للعيش في سويسرا، يستبد به الحنين من جديد الى اولاده، ويكتشف أنه لايستطيع أن يعيش كأمراة في المكسيك من دون أن يكونوا بجواره ، فما العمل إذن ؟ ويكشف الفيلم أيضا عن كيف يتحول مجرم الى فاعل خير، يدير مؤسسة خيرية ثرية، تعيد جثثث ضحايا عصابات تجارة المخدرات ” الكارتلات ” الكبرى، الى أهاليهم، ولذا تتحول إيميليا بيريز- تاجر المخدرات الذي غير جنسه وإسمه -الى قديسة في المكسيك..
فيلم ” ايميليا بيريز ” يضرب – بحنكة اخراجية – عصفورين بحجر، فهو من ناحية يحقق إضافة، على مستوى نوع “الأفلام الموسيقية”، وينتصر لقضية الدفاع عن المرأة، وضد كل أشكال العنف التي تمارس ضدها، مثل قتل النساء في المجتمعات الذكورية الرجعية المتخلفة، والدول المتقدمة ايضا، حيث تقتل في فرنسا مثلا إمرأة واحدة متزوجة وأم لعيال ، بيد زوجها، كل 3 دقائق.
2 – فيلم ” مارشيلو أنا ” – MARCELLO MIO – للمخرج الفرنسي كريستوف أونوريه، وهو فيلم من أعذب وأمتع وأجمل الأفلام التي عرضها المهرجان في دورته 55، وأعجبتني كثيرا جدا، ويحكي مغامرة إمرأة ممثلة تدعى كيارا ماستروياني، تشبه والدها الممثل الإيطالي العالمي مارشيو ماستروياني، بطل مجموعة من أشهر الأفلام الإيطالية والعالمية، مثل فيلم ” الحياة اللذيذة ” لادولشي فيتا لفيلليني، وبسبب المتاعب التي تعاني منها، في حياتها المضطربة، وعلاقتها بأمها الممثلة الفرنسية القديرة كاترين دينوف، تفكر كيارا أنه من الأفضل أن تتقمص شخصية الأب، بل تصبح ماستروياني الأب ،في الحياة على الطبيعة ، ودعنا نرى ماذا نرى ، وأن أن تعيش في جلباب أبيها، وهو الأمر الذي يتمخض عنه عدة مفارقات ومفاجآت لطيفة ومثيرة، ويجعلنا نحب كيارا، ونتعاطف معها، بعد أن أصبحت ذلك الأب الذي لم تتعرف عليه كثيرا في حياتها ، لانشغاله بمهنته، وإنفصاله عن والدتها..وحرمانها من عطفه وحدبه وحنانه وأبوته..
فيلم ” مارشيلو مييو “، فيلم إنساني جميل، وارشحه للحصول على جائزة أحسن إخراج ، أو جائزة أخرى، وربما تحصل ممثلته كيارا أيضا، على أجائزة أحسن ممثلة في أفلام المسابقة الرسمية للدورة 77، ولقد كانت والحق يقال نجمة المهرجان ، ليس فقط بسبب براعتها في تقمص شخصة والدها، بل بسبب كل هذا الحب الكبير، الذي نحمله جميعا للممثل الإيطالي المتوسطي العبقري ماستروياني ..
ولن ننسيى ابدا اللقطة التي تنادي فيها السويدية أنيتا أكبرغ في مشهد النافورة في روما ، وهي تظهر في صورة ربة الجنس، و تنادي عليه إن مارشيلو مارشيلو تعال إلي، أين أنت ؟ في فيلم ” لادولشي فيتا . الحياة الحلوة لفيلليني ..
3 – فيلم ” فتاة الإبرة ” – THE GIRL WITH THE NEEDLE– وهو فيلم دانمركي لماجموس فون هورن، ويحكي عن آثار الحرب العالمية الأولى المدمرة على البشر، من خلال عاملة في مصنع يختفي زوجها الذي خدم كجندي في الحرب، ولا يعرف إن كان قد مات ولديها شهادة وفاته، ومن خلال علاقتها بصاحب المصنع – في غيبة الزوج – وارتباطها معه بعلاقة تصبح حاملا في طفل، وعندئذ يظهر زوجها ، وتتطور أحداث الفيلم، في محاولتها التخلص من الطفل، واعطائه لسيدة برجوازية ،تتكفل بتوزيعه مع اطفال آخرين على الأسر الارستقراطية ،من محامين وأطباء، حيث يمكنهم البقاء في رغد من العيش والحياة الكريمة، وهي في الحقيقة تتخلص منهم. وتقع أحداث الفيلم في مدينة كوبنهاجن عام 1918، وهو فيلم من أفلام الرعب، و مؤثر جدا، وأشبه مايكون بالأفلام الألمانية التأثيرية كما في فيلم ” مترو بوليس ” للمخرج الاألماني العظيم فريتز لانج،وارشح بطلته للحصول على جائزة أحسن ممثلة في أفلام المهرجان..
شكرتني أم دنيا كثيرا ،على معلوماتي القيمة،والرد على تساؤلاتها ،بإستفاضة، ثم إتصلت بي مرة ثانية، عندما أخذت المترو ، من محطة جاردوليون – محطة ليون – في باريس، لأصل الى بيتنا، لتقول لي – بشيء من الإعجاب والفخر والزهو، أنها شاهدت حفل ختام المهرجان، والإعلان عن جوائز الدورة 77، على شاشة القناة الثانية الرسمية، و قد صدقت بعض توقعاتي..وفرحت جدا بالطبع..
فيلم ” أنورا ” للأمريكي شون بيكر يخطف سعفة كان الذهبية
وعندما فتحت في التو صندوق بريدي الخاص، وجدت رسالة من إدارة المهرجان بقائمة الجوائز التي منحتها لجنة التحكيم الرسمية للدورة 77، وتنافس على جوائزها22 فيلما ، في المسابقة الرسمية للمهرجان، وجاءت كالآتي:
1 – حصد فيلم – ANORA– للمخرج الأمريكي شون بيكر جائزة السعفة الذهبية، وهي الجائزة الأكبر والأهم ضمن جوائز المهرجان .
2 – أفضل ممثل ذهبت لجيمس بليمنز عن دوره في فيلم – KINDS OF KINDNESS–
3 – افضل ممثلة تقاسمتها كل من كارلا صوفيا جاكسون، وزوي سالدانا، وسيلينيا جوميز، وأدريانا باز عن دورهن في فيلم – EMILIA PEREZ–
4 – افضل سيناريو حصلت عليه كورالي فارجيت عن فيلم – THE SUBSTANCE–
5 – أفض مخرج- ميجال جوميز ح عن فيلم – GRAND TOUR–
6 – مسابقة ” الكاميرا الذهبية ” لافضل فيلم أول في جميع مسابقات المهرجان – ذهبت لهافدان أولمان عن فيلم – AMAND–
7 – فاز المخرج الفرنسي جاك أوديار بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بفيلمه – EMILIA PEREZ–
8 – فاز المخرج الإيراني محمد رسلوف بفيلمه – THE SEED OF THE SACRED FIG– على جائزة خاصة من لجنة التحكيم
9 – فازت المخرجة الهندية بايال كابديا بفيلمها الرائع – ALL WE IMAGINE AS LIGHT – كما توقعت -وعلى الرغم من أنه فيلمها الروائي الأول – وبعد غياب 30 سنة عن أي مشاركة هندية في قسم” المسابقة الرسمية” في المهرجان – بالجائزة الكبرى – للدورة 77، وهي الجائزة الثانية بعد جائزة السعفة الذهبية، في ترتيب جوائز المهرجان من حيث القيمة والسمعة والإشادة بسحر السينما الفن وجوائز كان الملهمة
ولنا وقفة قريبا مع أعمال المهرجان وأفلامه وشخصياته التي صنعت ” مجد ” الدورة 77
بقلم
صلاح هاشم مصطفى
صلاح هاشم مصطفى كاتب وناقد مصري مقيم في باريس.فرنسا.
إنطلاقة “مهرجان الفيلم الأوروبي 3” في المملكة العربية السعودية في الفترة من 29 مايو الى 6 يونيو
مندوبية الاتحاد الأوروبي ومجموعة الصور العربية للسينما تطلقان النسخة الثالثة من مهرجان السينما الأوروبية بالمملكة العربية السعودية
تستضيف دار عرض ڤوكس سينما 21 فيلماً أوروبياً في الفترة من 29 مايو إلى 6 يونيو
الرياض،23 مايو 2024: تعلن مندوبية الاتحاد الأوروبي بالرياض، بالتعاون مع سفارات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي ومجموعة الصور العربية للسينما، عن النسخة الثالثة لمهرجان السينما الأوروبية بالمملكة العربية السعودية. تنطلق فعاليات المهرجان في الفترة من 29 مايو وحتى 6 يونيو، وللمرة الأولى يتم تنظيم المهرجان في كلٍ من الرياض وجدة.تستضيف المهرجان دار عرض ڤوكس سينما سنشري كورنر بالرياض وڤوكس سينما جدة بارك المفتتحة حديثاً.
يحتل المهرجان مساحة أكبر من أي وقت مضى حيث يتضمن عرض 21 فيلماً أوروبياً من مختلف الدول الأوروبية، بما في ذلك النمساوبلجيكا وبلغاريا وقبرص والتشيك والدنمارك وإستونياوفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيرلندا وإيطاليا وليتوانيا وهولندا وبولندا والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا والسويد. يضم المهرجان مجموعة من الأفلام الحائزة على العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز الأوسكار والسعفة الذهبية بمهرجان كان الدولي السينمائي.
وعلق سعادة السيد كريستوف فارنو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة العربية السعودية بقوله: “يسعدني أن مهرجان السينما الأوروبية بالمملكة قد تحول إلى فعالية رئيسية على روزنامة المملكة الثقافية. وعلى مدار السنوات، أخذ المهرجان في التوسع وأصبحنا لا نعرض أفلاماً أكثر فحسب، بل سوف يتم تنظيم المهرجان في جدة أيضاً. وإنني أتمنى أن تتيح الفعالية الفرصة للمزيد من محبي الأفلام السعوديين لمشاهدة العديد من الأفلام المعروضة فضلاً عن الفعاليات الجانبية”.
وكرر السيد أحمد طعيمة، الرئيس التنفيذي لمجموعة الصور العربية للسينما، سعادته بتوسيع التعاون مع مندوبية الاتحاد الأوروبي لدى المملكة للسنة الثالثة على التوالي. وأشاد بمهرجان السينما الأوروبية كأحد أهم الفعاليات السينمائية بالمملكة، ملقياً الضوء على جاذبيته الفريدة لجماهير السينما وعشاق الأفلام العالمية بالمملكة.
يهدف المهرجان إلى تسهيل التبادل الثقافي والترويج للسينما الأوروبية، كما يعمل على تعزيز التواصل بين صناع الأفلام الأوروبيين والسعوديين من خلال تنظيم فعاليات جانبية مخصصة. من بين ضيوف المهرجان المخرج النمساوي الحاصل على جائزة أوسكار ستيفان روزوتسكي والذي سوف يقدم دورة متخصصة بالمهرجان. كما تشمل قائمة ضيوف المهرجان كيرياكوس توفاريديس من قبرص وميكي دي يونج من هولندا، بالإضافة إلى روبرت هيجينز وباتريك ماكجيفني من إيرلندا، والذين سيلتقون الجمهور في حوار مفتوح مع صناع الأفلام ومحبيها. جميع الفعاليات الجانبية مجانية وتُقام في دار عرض ڤوكس سينما سنشري كورنر بالرياض. الجدير بالذكر أن ڤوكس سينما ترعى المهرجان أيضاً.
تُباع كافة تذاكر الأفلام مقابل 30 ريال سعودي. للمزيد من المعلومات حول جدول المهرجان وشراء التذاكر، يرجى زيارة الرابط: https://arabiapictures.sa/EuroFest أو https://ksa.voxcinemas.com.
[
صلاح هاشم يكتب لجريدة ” القاهرة ” عن مهرجان ” كان ” السينمائي 77 الذي يحتفي بـ”هوليوود” والسينما الأمريكية
عودة كوبولا بفيلم ” ميجالوبوليس ” ومشاركة عربية كبيرة
” كان ” السينمائي 77يحتفي بهوليوود والسينما الأمريكية
بقلم
صلاح هاشم .كان .فرنسا
عندما قمنا بتغطية المؤتمر الصحفي لمهرجان ” كان ” السينمائي يوم 11 إبريل الشهر الماضي ونشرنا قائمة ” الإختيار الرسمي ” التي تضم أكثر من مائة فيلم جديد تعرض في دورته 77 وتم إختيارها من ضمن أكثر من 2000 فيلم وصلت إلى إدارة المهرجان..
ذكرنا أن أهم “حدث ” جلل ،ستشهده الدورة الحالية 77، التي تقام في الفترة من 14 الى 25 مايو، هو عودة المخرج الأمريكي الاسطورة فرانسيس فورد كوبالا الى المهرجان.ومشاركته بفيلمه الجديد”ميجالوبوليس MEGALOPOLIبعدحصوله منذ اكثر من خمسين سنة ،على سعفة مهرجان ” كان ” الذهبية بفيلمه ” القيامة الآن “.. عن حرب فيتنام..
وكان سبق له أيضا، عام الفوز بفيلمه ” محادثات سرية ” على سعفة ذهبية ، لينضم هكذا الى حلقة صغيرة جدا، مثل ” ثقب إبرة” ،تضم المخرجين الذين فازوا مرتين بتلك الجائزة – أرفع الجوائز في مسابقة المهرجان الرسمية – مثل المخرج البريطاني الكبير كين لوش، والمخرج الصربي الكبير أمير كوستوريكا..
” ميجالو بوليس ” :عبقرية الإبداع والخلق لا علاقة لها بالسن
والمعروف أن كوبولا من مواليد، وبهذه المشاركة الثالثة الجسورة في مسابقة المهرجان على التوالي، وهي ” مخاطرة ” كبيرة “، يراهن بثقة، على أن فيلمه ” ميجالوبوليس” الذي كان يخطط ويرسم لإنتاجه منذ اكثر من 15 سنة، من جيبه الخاص، وصرف عليه 150 مليون دولار، سوف يفوز بسعفة ذهبية ثالثة، لتضعه بثقة على ” عرش ” اعظم المخرجين في العالم، والحكواتية الكبار في عصرنا، ولتؤكد على أن عبقرية الإبداع والخلق – CREATION – لا علاقة لها أبدا بالسن..
بل وتراهن أيضا ، على أن المخرج الأمريكي الكبير العجوز، لم يصنع بعد أفضل أفلامه في المستقبل،وأنه مازال حيا يرزق، وقادرا بقوة المخيلة، وإختراعات وإبتكارات الفن المدهشة، على إبداعات سينمائية جديدة تنتظر، ودعنا إذن نرى ماذا نري ، وأهلا بكوبولا صاحب ” العراب “، و ” القيامة الآن ” ، و “دراكيولا ” وغيرها من الروائع السينمائية- MASTERPIECES – التي أبدعها مخرجنا الأمريكي الأسطورة..
السينما العربية في ” كان ” السينمائي 77
وتشارك السينما العربية في مهرجان ” كان ” 77 من خلال حضور ثمانية أفلام عربية،سبعة افلام طويلة ،وفيلم قصير واحد،من مصر،والسعودية، والمغرب وفلسطين، والجزائر ، والصومال.. هي:
فيلم – نوره Norah – للمخرج السعودي توفيق الزايدي الذي يشارك في مسابقة قسم (نظرة ما) الذي يعرض لمواهب السينما الجديدة في العالم والإتجاهات ” التجريبية ” لتطوير فن السينما، وهو الفيلم الروائي الأول لمخرجه والمعروف أنه أخرج أفلاما قصيرة من قبل، وهذه هي أول خطوة تمثيل سعودي رسمي في تاريخ المهرجان، وكان لافتا، حديث تيري فريمو مدير المهرجان في المؤتمر الصحفي يوم 11 إبريل وبحضور جريدة “القاهرة”، عن ذلك ” الحراك الثقافي والسينمائي والحضاري” ، الحادث الان ، في السعودية، والتنويه به وإبرازه في الدورة 77 بإختيلر فيلم ” نوره”، وتدور أحداث الفيلم في فترة تسعينيات القرن الماضي، عندما يهبط مُدرّس شاب إلى قرية نائية، لتنشأ صداقة بينه وبين نوره، الفتاة المتمردة، التي تحلم بعالم، أوسع و أكبرويتجاوز حدود قريتها الصغيرة..
فيلم القرية جوار الجنة The Village Next to Paradise – الصومال (مسابقة نظرة ما) من إخراج مو هراوي ، ويحكي عن عائلة صومالية، تضطر للنزوح، وتغيير محل إقامتها، بسبب اضطراب الأوضاع في الصومال..
فيلم – الكل يحب تودا Everybody Loves Touda – المغرب ويقدم في قسم (عروض كان الأولى) إخراج المخرج المغربي الكبير نبيل عيوش ، ويمثل المشاركة الرابعة له في مهرجان كان السينمائي..
فيلم – رفعت عيني للسما The Brink of Dreams – مصر (مسابقة أسبوع النقاد)وهو فيلم وثائقي طويل للثنائي ندي رياض وايمن الأمير، ويحكي عن مجموعة فتيات في قرية البرشا بمحافظة المنيا، يقررن تكوين فريق مسرحي بإسم ” بانوراما الباشا ” ،لتقديم عروض مسرحية، تناقش قضايا النساء ، في صعيد مصر..
فيلم – البحر البعيد Across the Sea – المغرب (أسبوع النقاد، عرض خاص) اخراج سعيد عميش، وهو منتج مغربي فرنسي، إتجه في مابعد للإخراج السينمائي، ويحكي عنشاب مغربي، يقرر أن يهاجر بطريقة غير شرعية إلى مارسيليا الفرنسية، وحتى معاصرته، لحادث 11 سبتمبر الإرهابي..وتأثيراته على حياة المهاجرين في المنفى الفرنسي..
فيلم – شرق 12 East of Noon – مصر، ويعرض في تظاهرة (نصف شهر المخرجين) الموازية للمهرجان الرسمي، وهو من إخراج هالة القوصي، ويحكي عن ” فانتازيا ” ،خارج العالم الواقعي ،والزمن، وهو من نوع ” الكوميديا السوداء “، ومن بطولة الصحافية الممثلة منحة البطراوي..
فيلم – إلى أرض مجهولة To a Land Unknown – فلسطين (نصف شهر المخرجين)اخراج المخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل، وكان مشروعًا يحمل عنوان رواية الروائي الفلسطيني الكبير غسّان كنفاني الشهيرة “رجال في الشمس”، لكن المخرج قرر تغيير عنوانه ، ويرصد فيه فليفل رحلة صديقين من مخيم عين الحلوة، وهروبهما إلى العاصمة اليونانية أثينا بحثًا عن حياة أفضل..
فيلم – بعد الشمس After the Sun – الجزائر (قصير، نصف شهر المخرجين)
الفيلم العربي القصير الوحيد في مهرجان كان هذا العام، من إنتاج فرنسي بلجيكي جزائري مشترك للفنان والمخرج الشاب ريان مكيردي، الذي طرح نفسه للعالم من خلال أعمال الفيديو آرت ، ويحكي عن رحلة بالسيارة من ضواحي باريس وبإتجاه مدينة مارسيليا..
تكريم السينما الأمريكية في الدورة 77
إن عودة كوبولا – من مواليد مدينة ديترويت ولاية ميتشيجان في 7 إبريل 1939 – الى المهرجان، نعتبرها ” ضربة معلم ” ، تحسب لإدارة مهرجان ” كان ” الرشيدة ، بقيادة المندوب العام، ودينامو ومدير المهرجان تيري فريمو، و”مفاجأة ” بلون أقواس قزح ،كان لها وقع السحر، ولم تكن ابدا في الحسبان،وحيث يشارك فيلم “ميجالوبوليس “في المسابقة الرسمية للدورة 77 التي تضم 22 فيلما..
ولاشك أن هذه العودة لكوبولا، بالإضافة الى تكريم الممثلة الامريكية القديرة ميريل ستريب بطلة فيلم ” صائد الغزلان ” الرائع لميكيل شيمينو، و تكريم المخرج الأمريكي جورج لوكاش صاحب فيلم ” حرب النجوم “، بمنحهما ” سعفة ذهبية شرفية ” في الدورة الحالية 77..
وحضور الممثلة المريكية القديرة فاي داناواي بطلة فيلم ” بوني وكلايد ” للمخرج الأمريكي العظيم آرثر بن، ونزولها ضيفة على المهرجان من خلال مشاركتها في قسم ” كلاسيكيات كان ” وعرض مجموعة كبيرة من الأفلام الأمريكية الكلاسيكية في القسم المذكور – CANNES CLASSICS– مع الإحتفال بمرور مائة سنة على إنشاء “ستوديو كولومبيا ،من شركات الإنتاج الأمريكية “الماجور الرئيسية” الكبرى في الدورة الحالية..
يؤكد على هذا “الحضور”الفائق والفذ، لمشاهير النجوم والمخرجين من ” العالم الجديد “، ,ونعتبره بمثابة ” تكريم كبير HOMMAGE لـ “هوليوود “، والسينما الأمريكية العظيمةالتي صنعتنا بأفلامها الرائعة-نحن الأطفال الأشقياء في قلعة الكبش،حينا العريق في السيدة زينب – التي كنا نشاهدها في فترة الخمسينيات، ونحن صغار ، في دار عرض ” سينما إيزيس ” في شارع مارسينا في السيدة زينب، على بعد خطوات من مسجد أحمد بن طولون، ومستشفى حوض المرصود، ومصنع حلويات ” الرشيدي “،و”سينما ” الأهلي “..
وعلى بعد خطوة من ” سينما الهلال “،ووقنها لم يكن أحد منا يفكر ، أن أحدنا سوف يكتشف عندما كبرنا، وتفرقت بنا السبل،أن مشاهدة الأفلام، والكتابةعن السينما،هى أيضا وسيلة لفهم العالم،والإقتراب أكثر .. من إنسانيتنا.
بقلم
صلاح هاشم مصطفى
صلاح هاشم كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا
**
عن جريدة ” القاهرة ” العدد 1244 الصادر بتاريخ الثلاثاء 21 مايو 2024
صلاح هاشم يكتب عن فيلم ” رفعت راسي للسماء” لندى رياض وأيمن الأمير ” في مهرجان ” كان ” 77
admin افلام, رئيسية, مهرجانات, نزهة الناقد 0
Salah Hashem at the 77th “Cannes” Film Festival
Diaries of the 77th Edition A Critic’s Journey: Reflections on Cinema and an Era
Today I watched the wonderful Egyptian film “I Raised My Head to the Sky” by Nada Riad and Ayman El Amir, or “Daughters of the Nile,” which is participating in the Critics’ Week showcase. It is a documentary film that tells the story of a group of Egyptian girls who lived together through the experience of forming a theater troupe, presenting their performances on the streets of the village of “Barsha” in Minya Governorate, in the deep interior of Upper Egypt. The film reveals the shattered dreams of these young Egyptian girls and the tragic conditions they live under, imposed on them by family, religious institutions, and traditions—not just in Barsha and Upper Egypt, but throughout the valley, the river, and the mountains.
It is an exceptional documentary with a realistic narrative approach, elevated by its artistry and cinematic quality. The river, flowing with a slow and melodious rhythm, asks when will salvation and liberation come from the grip of the medieval-like reality that dominates our country, characterized by backwardness, repression, and ignorance, which still prevails as we live in the 21st century. Is anyone listening to us?
Thank you to the filmmakers, who delighted us with “Daughters of the Nile” as they pose major existential questions in the great continent of Egypt, Mother of the World, in their beautiful film. They ask, overwhelmed by the injustice they face, that we raise our heads to the sky and pray for them and for all the daughters of the Nile.
Salah Hashem
—
Salah Hashem au 77e Festival de Cannes
Journal de la 77e édition Promenade d’un critique : Réflexions sur le cinéma et une époque
Aujourd’hui, j’ai regardé le merveilleux film égyptien “J’ai levé la tête vers le ciel” de Nada Riad et Ayman El Amir, ou “Les filles du Nil”, qui participe à la Semaine de la Critique. C’est un film documentaire qui raconte l’histoire d’un groupe de jeunes filles égyptiennes ayant vécu ensemble l’expérience de former une troupe de théâtre, donnant des représentations dans les rues du village de “Barsha” dans le gouvernorat de Minya, dans la profonde Haute-Égypte intérieure. Le film révèle les rêves brisés de ces jeunes filles égyptiennes et les conditions tragiques qu’elles vivent, imposées par la famille, les institutions religieuses, et les traditions—non seulement à Barsha et en Haute-Égypte, mais aussi à travers la vallée, le fleuve et les montagnes.
C’est un documentaire exceptionnel avec une approche narrative réaliste, sublimé par son art et sa qualité cinématographique. Le fleuve, coulant avec un rythme lent et mélodieux, se demande quand viendront le salut et la libération de l’emprise d’une réalité médiévale qui domine notre pays, caractérisée par le retard, la répression et l’ignorance, qui prévaut encore alors que nous vivons au 21e siècle. Quelqu’un nous entend-il ?
Merci aux réalisateurs, qui nous ont enchantés avec “Les filles du Nil” en posant de grandes questions existentielles dans la grande Égypte, Mère du Monde, dans leur beau film. Elles demandent, accablées par l’injustice qu’elles subissent, que nous levions la tête vers le ciel et priions pour elles et pour toutes les filles du Nil.