ترشيحات موقع ” سينما إيزيس” الجديدة لجوائز مسابقات مهرجان الإسماعيلية للأفلام الوثائقية 25. الجائزة الكبري تذهب الى فيلم ” سمر..قبل آخر صورة ” للمخرجة المصرية آية يوسف
فيلم ” سمر ..قبل آخر صورة ” لآية يوسف
جوائز موقع سينما إيزيس
قبل ألإعلان عن جوائز مهرجان الإسماعيلية السينمائي الرسمية خلال يومين تجدون هنا ترشيحات “موقع سينما إيزيس ” للحصول على جوائز ، تجدون قائمة باحسن الأفلام التي أعجبتني كثيرا ، وأرشحها بإسم موقع سينما إيزيس للحصول على جوائز
الجائزة الكبري – أو جائزة ما – في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة تذهب الى فيلم ” سمر قبل آخر صورة “-Samar before final picture . مصري .82 دقيقة . أول فيلم . اخراج أية يوسف
– فيلم عن الألم – حين تدعو إمرأة مصرية إبنها للإنتقام من زوجته إما أن يقتلها او أن يشوهها بقذف ماء النار على وجهها لتتحول من إمرأة شابة جميلة الى مومياء فرعونية – بعد أن إحترق وجهها بالكامل – من عصر الإسرات، وياللرعب. كيف ستواجه العالم والناس، بوجه فراتكنشتاين الوحش ؟.
فيلم عن الظلم التي ترزح تحته المرأة المصرية، في مجتمع ذكوري منافق ومحافظ وجاهل ومادي وغبي، والجرائم التي ترتكب ومن دون عقاب أو محاسبة..
ورحلة ” أمل” في الفيلم، لبعث جديد من حطام ، والخروج من نفق مظلم – العتمة – الى النور ، حين تنجب – عندئذ – للفرح الوليد في نهاية الفيلم أجنحة، تجعلنا نحلق بالفرح ، فلا حياة أبدامع اليأس، ونصفق للمرأة المصرية الشابة، وكل نساء مصر، وقدرتهن من خلال تضامنهن، على النضال والمقاومة..
هذا الفيلم ، هو فخر لنساء مصر، وسينما مصر بلدنا ، والأفلام الوثائقية الشجاعة الضرورية – بعيدا عن الثرثرات اللامجدية والرغي والتطويل الممل و الحكي، في أفلام السينما الروائية التجارية التي تروج للهراء العام ، و التي فتلت أرواحنا – هذه الأفلام الوثائقية الشجاعة – التي لاتعبأ ببعض العيوب التقنية ، أو بعض التفاصيل الفنية ،وتذهب مباشرة الى لب الموضوع والقضية، و هكذا تدلف الى داخل المياه من دون خوف أو وجل، مثل خنجر يخترق الضلوع ، وهي تطرح ذلك السؤال الضروري : هل الأسماك في النهر سعيدة ؟ وهذا هو المهم ، وليس مهما ابدا، أن يكون النهر طويلا أو عميقا.
و مصر بلد متقدم و عظيم ، لكن هل النساء في مصر، وهذا هو السؤال ، سعداء بما يحدث لهن ،من قتل وتشويه وتشريد، وظلم وإستعباد وإستهلاك، ثم نفي وتهديد ووعيد، في مجتمع مصري متقدم ، ويبدو متحضرا على السطح فقط ؟..
هذه الأفلام الوثائقية الضرورية،التي توظف السينما كأداة للتأمل في متناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، لكشف المستور، و الغسيل الوسخ الممنوع الحكي عنه ، في مجتمعاتنا المتخلفة، وحكوماتنا المتواطئة، وعدالتنا المعتقلة، التي تجعلنا نشعر ، وربما في أغلب الأوقات، بأننا شعب يعيش كأفراد في وطن محتل، ونكاد أن نموت في الحبس، من فرط عزلتنا وتخلفنا..
سينما إيزيس تصفق لمخرجة الفيلم وطاقم الفيلم وكل من شارك في هذا الفيلم المهم جدا جدا، والأشبه مايكون بصرخة إن أوقفوا هذا العدوان على المرأة المصرية- إيزيس الملهمة سيدة العالم -واحفظوا لها حقها في الحياة وتقرير المصير..
بقلم
صلاح هاشم
صلاح هاشم كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا