جائزة موقع سينما إيزيس لـفيلم ” جاجارين ” بقلم صلاح هاشم

 

حقق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 42 الكثير، فقد كاد يتكرس بأكمله في رأينا، لإختراع ” النظرة “، عبرسينما المؤلف، إذ استفاد المهرجان، من إلغاء مهرجان ” كان ” السينمائي، بسبب تفشي وباء الكورونا في فرنسا..

واختار مجموعة من أبرزالأفلام، التي كان قد تم إختيارها بالفعل بواسطة ” كان ” ، للمشاركة في دورته 73 الملغاة ، وتحمل ختمه، مثل فيلم ” جاجارين ” الفرنسي الفذ ، من اخراج الثنائي الفرنسي فاني ليا تارد وجيرمي ترويه،

الذي جلبه مهرجان القاهرة 42 ، ودفعه للمشاركة في مسابقته الرسمية.

 

 

 

وحسنا فعل – لكي يتوهج فيلم ” جاجارين ” في المهرجان، بسحر السينما الفن، واختراع النظرة، وبكل ابتكارات واختراعات الفن المدهشة..

إذ يحكي فيلم ” جاجارين ” عن المجمعات السكنية الشعبية العملاقة الضخمة في مدن الضواحي الهامشية المنعزلة في فرنسا، ويصور عملية هدم تلك المجمعات السكنية بالمتفجرات و الديناميت، وتأثيرات ذلك على سكانها..

 

هؤلاء السكان الذين يشعرون عند هدمها مثل ” يوري ” الشاب الافريقي الاسود بطل الفيلم، يشعرون كما لو كانوا يفارقون معها حبيبا، لاقدرة لهم ابدا على فراقه، بعدما صار قطعة، وبكل الذكريات ُ العزيزة، من لحمهم ودمهم، ويصور مقاومة بعض السكان لأمر الهدم والإزالة، وتحدي السلطات.بل أنهم، سكان مدن الضواحي هذه ، من الفقراء والملونين والمهاجرين الى فرنسا، والهامشيين والمعذبين في الأرض..

ومن فرط تمسكهم بتلك المجمعات السكنية التي تشبه المدن العملاقة، وتوحدهم معها روحانيا،

 

يجعلونها- بقوة الخيال وقدرات الأحلام – و يحولونها الى ..” مركبة فضاء” تحلق بهم الى السماء، مثل رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين، أول رائد فضاء يصعد الى السماء ، ويحلق داخل كبسولة في فضاءات السماء الرحبة وبلا نهاية في فترة الستينيات العظيمة..

 

 

وحيث يبدأ العد التنازلي لانطلاقة المركبة، مع دخول المتفرجين الى قاعة العرض المظلمة في مسرح WE المفتوح في مهرجان القاهرة في الدورة 42 على السماء ،وخارطة النجوم، وإذا بتلك مركبة ،حين تنطلق، تصعد بنا الى سحر السينما ، فتطهرنا بمتعة سحر السينما الفن، وتغسلنا من كل أدراننا..

 

فيلم ” جاجارين ” هو بالرغم من تجذره في الواقع الفرنسي  وألم الفراق والانفصال عن الجذور والنفي ، يعد أيضا ” تحية ” ، تحية HOMMAGE لكل أفلام ” الخيال العلمي ” العظيمة في تاريخ السينما ومن علاماتها المميزة ، مثل فيلم ” أوديسة الفضاء ” للأمريكي ستانلي كوبريك،  و” بليد رنر “- عداء على الحافة –  للبريطاني ريدلي سكوت،  و فيلم ” سولاريس ” للروسي تاركوفسكي..

 

جائزة “سينما إيزيس ” لـ ” أحسن إنجاز فني ” في أفلام المسابقة الرسمية للدورة 42 من مهرجان القاهرة السينمائي، تذهب الى الفيلم الفرنسي” جاجارين ” من اخراج الثنائي الفرنسي الشاب فاني ليا تارد وجيرمي ترويه.

 

 

صلاح هاشم ناقد ومخرج مصري مقيم في باريس.فرنسا ومؤسس ورئيس تحرير موقع ” سينما إيزيس “

تأسس الموقع في باريس عام 2005 ويعني بـ ” فكر ” السينما المعاصرة وفنون الصورة