حوار مع المخرج التركي الكبير نوري بيلج سيلان.أجرى الحوار ميشيل سيمون .ترجمة صلاح هاشم
نوري بيلغ سيلان
( 1959 )
تقديم
التقيت بالمخرج التركي نوري بيلغ سيلان لأول مرة في مهرجان ” كان ” السينمائي عام 2000 وكان قدم الى المهرجان كزائر فقط، ثم التقيت به للمرة الثانية بعدها بثلاث سنوات في ذات المهرجان، وكان قدم الى المهرجان ليعرض هذه المرة فيلمه الروائي الطويل الثالث بعنوان ” أوزاك “..
كان سيلان آنذاك الذي شارك فيلمه في المسابقة الرسمية للمهرجان بمثابة ” سندريلا ” المسابقة ، فقد كان مجرد إسم مجهول للكثير من الصحفيين..-
حصل سيلان بفيلمه في المسابقة على جائزتين من الجوائز الكبرى للمسابقة : حصل على الجائزة الكبرى، ومعنى ذلك أنه كاد يفوز بسعفة المهرجان الذهبية، كما حصل على جائزة أحسن تمثيل في أفلام المسابقة ، وذهبت لممثلين إثنين في فيلمه ” اوزاك “..
وقد بدا لي بعد اكتشاف فيلمين لنوري بيلغ سيلان هما ” قصبة ” و ” سحابات مايو ” في مهرجان برلين ، انهما يكشفان عن موهبة مخرج كبير جديد في السينما العالمية ، وانه لاشييء يعادل تواضعه الجم وخجله، سوى قوة وبأس أفلامه، وعناده وتصميمه..
وعلى قدر ما أتذكر، كانت هذه هي المرة الأولى في حياتي التي يعترف مخرج فيها لي بأنه ليس بحاجة الى أية مساعدات ” خارجية ” من أحد ، بعد أن عرضت عليه أن اتدخل بصفتي الشخصية ،لإيجاد مشاركين من فرنسا للمساهمة في إنتاج أفلامه،ودعمه لمواصلة محاولته السينمائية الطموحة، في بلد لاتحتل فيه أعمال سينما المؤلف أولويات الوسط الإنتاجي السينمائي الاقتصادي التركي..
اعترف لي نوري بيلغ سيلان – الذي يعمل منتجا وكاتبا للسيناريو ومخرجا ومديرا للتصوير ومونتيرا وممثلا في أفلامه- أنه يفضل دوما أن يعتمد على نفسه في سد إحتياجاته، وأن هذا الشييء يضمن له “حرية مطلقة ” لاخراج أفلامه بالشكل الذي يحب ..
وأنه يستطيع أن ينتج أفلامه بحيث لاتتجاوز تكلفة الفيلم الواحد مائة الف يورو بمساعدة أربعة فنيين مساعدين فقط ( مسجل صوت، ومساعد اخراج، ومساعد تصوير ومساعد إنتاج ) وباستخدام ممثلين غير محترفين، من أفراد أسرته أو اصدقائه..
وأعتقد برأيي أن فيلما مثل ” أوزاك ” يستطيع أن يتنافس مع مجموعة من أجمل الأفلام القادمة من أنحاء العالم في مسابقة مهرجان ” كان ” .. يمنحنا في رأيي درسا بليغا..
ليس فقط على مستوى جماليات الفيلم والسينما، ولكن أيضا على مستوى الاخلاقيات، ودرجات التكامل الفني، فقد بدأ نوري بيلغ سيلان حياته كمصور فوتوغرافي مثل المخرجين السينمائيين الكبار من أمثال الأمريكي ستانلي كوبريك و الفرنسية آنياس فاردا و الأمريكي جيري شاتزبيرج والإيراني كيارستمي..
ولاشك في ظني أن نوري بيلغ سيلان مثلهم، قد ورث من خلال ممارسة فن تصوير الصور الثابتة، هذا ” البعد ” – عدم الانغماس والاستغراق في الصورة- الخفيف، وذاك “البرود” على مستوى الاخراج اللذان نلاحظهما ، ولايمنعانك – ولو من باب “معرفة الغير” فقط – من التعاطف مع شخصيات وأبطال اعماله، ويمنحان مخرجنا في ذات الوقت قدرة على إضفاء مسحة من ” الحس الفكاهي” على كل أفلامه..
إن نوري سيلان ينتمي في رأيي الى “حلقة” من الفنانين المبدعين، الذين يجعلوننا نعيد النظر في حياتنا، ونتعلم من جديد، ..كيف ننظر الى العالم.. وسط فوضى وصخب حياتنا اليومية..التي صارت مليئة بل وتكاد تطفح بالصور ..
ميشيل سيمون
عن فيلم ” قصبة ” و ” سحابات مايو “
الزمان : شهر مايو 2000. المكان : مهرجان ” كان ” السينمائي..
أنا ولدت في مدينة اسطنبول . وعندما بلغت الثانية من عمري إنتقلت أسرتي لتعيش في مدينة تركية قريبة من بحر إيجه صورت فيها كل أفلامي . صورت فيها فيلمي الروائي الأول القصير ثم فيلمين روائيين طويلين. انها قرية من إقليم الدردانيل في تركيا شهدت ميلاد أبي. ثم ان الأسرة بعد قضاء عشر سنوات في تلك المدينة عادت الى إسطنبول ..
كان أبي يعمل كـ “مهندس زراعي”، وكان عاد الى بلدته لمساعدة الناس في المنطقة التي تعلمت في مدارسها الحكومية و يعد مستواها الدراسي متدنيا بمقارنتها بالمؤسسات التعليمية الخاصة ..
بعدها درست في الجامعة ،وكانت الدروس تلقى علينا باللغة الانجليزية . وحتى ذلك الوقت لم يكن لدي أو لدى عائلتي أو معارفي أو أصدقائي اي أتصال بالفن . كنت في الخامسة عشرة من عمري حين أهدوني كتاب في فن التصوير يوم عيد ميلادي ، وقد حدد هذا الكتاب لي في مابعد المهنة التي سأزوالها طوال حياتي..
قبل أن أعمل بمهنة الاخراج وأصبح مخرجا، مارست مهنة التصوير، عرضت صوري في بعض المعارض ،ونشرت بضع البومات من الصور الفوتوغرافية التي التقطتها. وتتسم الصور التي التقطت ،وبخاصة في صور ” البورتريهات ” بملمح ” بصري ” معين، الا وهو انها لا تعكس في مجموعها هم أن تكون الصورة ” قريبة ” من الواقع، لكن – وفي المقابل- أخترت سكة منهج ” الواقعية ” عندما انتقلت لاخراج الأفلام..
كان لدي الإحساس- وربما كنت على خطأ – بأن الفوتوغرافيا لاتستطيع أن تمسك بالواقع مثل السينما..
كان الواقع على الرغم من رداءته وقبحه يمثل أهم شييء بالنسبة لي، وكنت ياللغرابة أدرس وقتذاك الهندسة الكهربائية في الجامعة، وأدرس لأصبح مهندسا، وأمارس مهنة لم أمارسها قط في ما بعد في حياتي !..
قبل أن أكون فنانا، كنت اكتفي وأنا أدرس الهندسة بالقدر اليسير من اللهو الذي يمنحه حب اللعب بالأسلاك و ” الدوائر ” الكهربائية. كانت رغبة أسرتي أن أدرس الهندسة الكهربائية لكي أمارس في مابعد مهنة من المهن الصعبة كما ارتأت، وكنت أريد كنوع من التحدي أن احقق لها رغبتها قبل أن أعمل بالمهنة التي تعجبني، وكان معظم اصدقائي وقتها يطمحون أيضا للعمل كمهندسين..
- هل ساعدتك دراستك العلمية للهندسة الكهربائية بشكل أو بآخر في عملك كمخرج سينمائي ؟
ساعدتني الدراسة على مستوى الاعداد والتنظيم، لأنني أصنع أفلاما بميزانية صغيرة، ولذا تحتاج الى تنظيم محكم.. في فيلم ” قصبة ” أول فيلم روائي طويل من صنعي كنا اثنان فقط ، وفي الفيلم التالي ” سحابات شهر مايو ” كمنا أربعة أشخاص. كان علينا أن نلتزم بمنتهى الدقة في ما يتعلق بعملية التنظيم .. لكن على مستوى ” الخلق الفني ” لا اعتقد أو أؤمن بـ ” العقلانية ” بل اترك نفسي لاحساسي الفطري وأشتغالات ” الحدس ” العيان ..
- كنت في ماسبق اخرجت فيلما روائيا قصيرا بعنوان ” كوزا كوكون ” حدثنا عنه ..
انا لم أعمل ابدا كمساعد مخرج في حياتي . كان على ببساطة أن اقفز الى داخل بحر السينما الكبير ، ولم أكن أعرف أي شخص في عالم السينما. اشتريت كاميرا سينمائية 35 مم أوكازيون وبدأت أصور وحدي، وأمضيت سنة في اخراج فيلم ” كزا ” ، كان عمري آنذاك 36 سنة. كانت مدة الفيلم 20 دقيقة إلا اني اضطررت الى إختصار مدة الفيلم لكي يشارك في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة في مهرجان ” كان ” السينمائي . في فيلم ” سحابات مايو ” يرى أبطال الفيلم مشاهد من فيلم يعرض في التلفزيون يشبه فيلم ” كوزا ” الذي يحكي عن زوجين عجوزين يرغبان في العيش معا لكنهما يفشلان وينتهي الفيلم بانفصالهما عن بعضهما وتلعب ” الطبيعة ” دورا أساسيا كبيرا لأنه لا يوجد حوار في الفيلم ..وكانت هذه الفترة من أصعب فترات حياتي المهنية الاحترافية كمخرج ..ومن بعدها انطلقت و بدلا من أن أخطو قفزت وبدأت أشتهر ..
بالنسبة لفيلم ” كوزا ” لم أحاول بالفعل أن أبحث عن منتج للفيلم . لأنني لا أحب في ما يخص البحث عن تمويل فيلم أن أنتظر ..
بدأت تصوير الفيلم على الفور عندما انتهيت من كتابة السيناريو . ان أفلامي لاتحقق عائدا ماليا كبيرا، والمنتجون لايركضون خلفي، وقد تلقيت عدة عروض لعمل أفلام ، لكني وضعت نظاما للتصوير يعمل بدقة مثل ساعة الحائط، ولا اعتقد انه يمكنني الإستغناء عن ” نعمة ” كهذه وراحة بال. لا أقدر ..
- أنتجت السينما التركية أفلاما عالية القيمة ورفيعة المستوى مثل أفلام المخرج التركي الكبير إيلماظ جوني، غير أن أفلامك بشكل خاص تتميزبأنها تبتعد عن التقاليد السينمائية التركية ، فما قولك ؟
لقد أدركت هذا الأمر ، لكني لا اعلم لماذا تتميز أفلامي عن بقية أفلام السينما التركية الوطنية، لاتوجد علاقة تربطني بالسينما التركية، حيث تبدو أفلامي من دون علاقة حقيقية تربطها بالواقع التركي. أنا أحب أفلام إيملماظ جوني، لكنني لا استشعر الحياة مثله ولا أتبع منهاجه. هناك مخرجون أثروا في بأفلامهم وكانت مشاهدتها تمثل ” صدمة ” بالنسبة لي، وأولهم المخرج السويدي الكبير إنجمار برجمان، فقد شعرت بعد أن شاهدت فيلمه ” الصمت ” بأني أستيقظ من حلم لأن الفيلم لم يكن يشبه في أي شييء أي فيلم سينمائي شاهدته من قبل ..
وقد أثر علي الفيلم بشكل كبير، وبعد برجمان ، اكتشفت أفلام الروسي تاركوفسكي وافلام الفرنسي روبير بريسون، وأفلام الياباني أوزو التي أثرت في وأدهشتني، وكذلك أفلام الإيراني كيارستمي من بين المخرجين المعاصرين، وقد اكتشف بعض النقاد وجود صلة بين أفلامهم وأفلامي ، وقد منحني هذا طاقة وشجاعة صنع أفلاما بسيطة بموضوعات بسيطة مثل تلك الأفلام التي صنعوها..
- يتميز فيلمك ” قصبة ” ببناء سردي شجاع، لأنك لاتؤسس للسرد في الفيلم – رواية الحكاية – بحيث يكون مؤسسا على الأساب التي تتبعها النتائج كما هو الحال في معظم الأفلام، أنت تصور لنا مشهدا داخل فصل في مدرسة ابتدائية يتردد عليها صغار البلدة الصغيرة، ثم تنتقل بعدها لتضعنا في مشهد طويل في حضن الطبيعة، ثم تنتهي بلقطة لأحاديث ليلية طويلة حول النار في الفيلم ..
في حالة فيلم ” قصبة ” لم أنفذ هذا بإرادتي، حيث أعتبر أن كتابة السيناريو هي أصعب مرحلة من مراحل صنع الفيلم ، ولم يكن سيناريو الفيلم قد إكتمل بعد حين قررت الشروع في التصوير، وقد انطلقت من فكرة مستقاة من ذكريات الطفولة التي عشتها، وتلك الأحاديث الليلية الطويلة حول النار في الحقول حتى طلوع الفجر، فقد كانت صور تلك الذكريات أنذاك ومازالت ماثلة في ذهني .كنت كطفل لا أفهم تلك الأحاديث التي يرويها الكبار البالغين والتي كانت تمنحني شعورا بالأمان. كانوا يتعاركون ويتجادلون في أحاديثهم التي تتخللها الضحكات، وكنت أحس بوجودهم في اللحظة التي يتسلل فيها النعاس الى عيوني فأنام نوما هادئا مطمئنا . كانت أحاديثهم بالنسبة لي بمثابة غطاء نوم ، وكنت أفكر أنه لابد أن توجد طريقة ما للتعبير عن هذا الشعور، لكني لم أكن أستطعت بعد بلورة هذا الشعور وكيفية التعبير عنه بالكلام في سيناريو الفيلم المكتوب، ولا أزعم أني نجحت في تصويره كذلك أثناء إخراج الفيلم..
لقد اعتمدت في الفيلم على قصة قصيرة كتبتها أختي، وكانت نقطة الانطلاق لصنع الفيلم ، وبعد أن بدأت التصوير، تذكرت أجواء فصول المدارس الابتدائية التي التحقت بها فصورت عدة مشاهد في فصل ووضعت بشكل إنتقائي في مابعد مشهدا من مشاهد القصة التي صورتها ، في مقابل وبالتعارض مع مشهد الفصل المدرسي، ولم أعط أهمية لطبيعة التماثل في السرد واعتمدت فقط على ذكاء المتفرج،وعلى قدرته في أن يبحث ويكتشف بنفسه الصلات التي تربط – على المستوى الروحاني – بين المشهدين، وبين المشاهد وبعضها..وعلى أية حال مشهد الفصل المدرسي لايوجد في السيناريو..
- هناك تناقض ما بين مشهد الفصل المدرسي حيث تتشكل شخصية الفرد من خلال نماذج للتعريف بما هو المقصود بالوطن والمجتمع والعائلة،وبين مشاهد حياة الحرية في حضن الطبيعة التي لاتخضع لمعوقات وتكون ابعد عن عملية التشكيل العقائدي الجامد في المدرسة ، ما هو تعليقك ؟..
لاجدال في أن هناك محاولة لفرض أفكارا بعينها وأشكالا للتفكير في المدرسة في جميع بلدان العالم..غير أن الحياة تبدو دائما مختلفة عن تلك الحياة الجامدة التي نتعلمها في المدارس، وهنا يبرز التناقض التام بين جمود النظام التعليمي المدرسي وحركة وحقيقة الحياة التي نحياها بعيدا عن تلك الدروس التي تلقى علينا في المدارس. هناك مثلا مشهد ريشة الطائر التي تحلق في الفصل التي تمثل عنصرا شعريا في حياة الفصل المدرسي الرتيبة المنظمة، والواقع ان مشهد الريشة المحلقة التي أخذ الأطفال يتطايرونها في الفصل حضر في الفيلم بشكل عشوائي وبالمصادفة البحتة ولم يكن متوقعا، فقد كان معطفي الشتوى محشوا بندف من ريش الطيور الناعم، فأخذ الأطفال في الفصل منه ريشة ناعمة وراحوا يلعبون بها ، فقررت تصوير ذلك المشهد وتضمينه في الفيلم..
- هل المشاهد التي صورتها في حضن الطبيعة تم تطويرها في سيناريو الفيلم المكتوب ؟
كل حوار –ديالوج – الفيلم مكتوب من قبل في السيناريو، ففي الليلة السابقة على التصوير كنت اعتدت أن أدون بعض الملاحظات الإضافية قبل أن أنام، لكني كنت أغير كل شييء في اليوم التالي، فقد كان المكان الذي أصور فيه المشهد، هو الذي يوحي لي بذاته بطبيعة المشهد، وكان العنصر الأساسي في نجاح تصوير المشهد ، عدد أفراد طاقم العمل المحدود جدا، وعندما تعمل بهذه الطريقة، سوف يكون يقينا لديك متسعا من الوقت لانجاز المشهد براحتك،، حيث لا توجد ضغوطات، ولا وقت محدد يجب أن ينتهي فيه العمل في الفيلم ..بل وعندما أواجه مشكلة ما أثناء التصوير ولا أجد لها حلا ، يمكنني الانتظار يومين أو ثلاثة ايام ولا ادفع للمملثين أجورهم وقتذاك، بل أدفع أجورهم لهم حين استدعيهم للعودة واكون وجدت حلا، وشرعت في تكملة تصوير مشاهد الفيلم . وهكذا قضيت عاما في تصوير فيلم ” قصبة ” الذي تخللته فترات توقف عن العمل جد طويلة، ولذلك نري في الفيلم مشاهد من كل فصول السنة، في حين – وفي مايخص فيلم ” سحابات مايو ” تجد اني اخرجته في 7 اسابيع فقط، فقد كان سيناريو الفيلم منتهيا، وكانت عملية تنظيم الانتاج مكتملة..
ويجب أن أذكر هنا بأن الممثلين الذين شاركوا في تمثيل الفلمين هم جميعهم ممثلين غير محترفين اخترتهم من بين أفراد أسرتي ومن ضمنهم والدي ووالدتي وأصدقائي، وهم عادة يتمتعون ببراءة تجاه السينما ، وليس لديهم اي إحساس مثلا بكاميرا التصوير السينمائية ، وها أفضل في رأيي كثيرا، لأنهم لاينشغلون مثلي بما سوف يحدث في مابعد، وبالمحصلة النهائية، كما انهم لايحفظون ادوارهم عن ظهر قلب، ولا يعرفون ماذا سوف يكون المشهد التالي المنتظر تصويره في الفيلم ، ولاينشغلون قط بأمر السيناريو..
كانت مشكلتي مع فيلم ” قصبة ” اني صورت الفيلم من دون تسجيل الصوت مع المشاهد في نفس الوقت،، واعتقد ان ذلك يخلق مشكلة عند القيام بعملية- البوستسنكرونيزاسيون – أي اضافة شريط الصوت الى شريط الفيلم – حين يكون الممثلين في الفيلم عندك من غير المحترفين، في حين اني اخرجت فيلم ” سحابات مايو ” صوت وصورة في نفس الوقت، وسجلنا شريط ” صوت مباشر ” أثناء تصوير مشاهد ذلك الفيلم الذي تلخص عملية إخراجه جل مفاهيمي الخاصة بالسينما ..
في حين اضطررت الى الاستعانة بممثلين محترفين لتسجيل شريط الصوت لفيلم ” قصبة ” بعد تصوير مشاهده، بعد أن فشل الممثلون غير المحترفين في الفيلم في تسجيل أصواتهم بأنفسهم. ولم أحب هذه العملية، لأنها اجبرتني على الاستعانة بممثلين محنرفين، ولأني اكتشفت أيضا – في مابعد – اني أبغض الطريقة التي يتكلمون بها..
- الحديث عن الحرب ضد الانجليز، والحديث عن الهند في فيلم ” قصبة ” هل هما من بنات مخيلتك واختراعك، أم انك تحكي من خلالهما عن واقع حقيقي وأحداث وقعت بالفعل ؟
انها حكايات كان جدي يرددها علينا نحن الأطفال الصغار، ويرددها علينا أبي، الذي يلعب في الفيلم دور جدي المتوفي..أما الحكايات الخاصة بأمريكا ، فهي من بنات أفكار والدي الذي درس في تركيا ،ثم سافر الى الولايات المتحدة الأمريكية لاعداد رسالة الماجستير هناك، وحكاية الشقيق الأصغر الذي عبر المحيط الى أمريكا في الفيلم ، مستوحاة من ذكريات أبي خلال تلك الفترة التي قضاها هناك ..
- في كل أفلامك إرتباط قوي بالأرض والحنين الى وطن ..
الناس الذين يعيشون في المدن عادة مايفكرون في الرحيل، لكنهم بمجرد نجاحهم في تحقيق رغباتهم يفكرون فورا في العودة الى المكان الذي إنطلقوا منه. لاحظت ذلك التناقض في حياتي فقد كان أبي سافر الى أمريكا وعاش في عدة أماكن مختلفة هناك، لكنه وطوال ذلك الوقت لم يكن يفكر إلا في الرحيل والعودة، كما لو كان من المستحيل، أن يجد المرء مكانا يستطيع أن يعيش فيه،كما كان يعيش في وطنه الأصلي الذي ولد فيه..
وفي المقابل ستجد ان المزارعين الصغار من شباب الفلاحين عادة مايفكرون في إغراء مغادرة قراهم،والسفر والهجرة الى المدن الكبرى، كما أجاد الكاتب الروسي الكبير أنطون تشيكوف في التعبير عن هذا الأمر في قصصه ..
- كيف تعاملت مع حلم الطفل الصغير في فيلم ” قصبة ” ؟ ..
هناك ” وصلة ” بين حلم الطفل الصغير في الفيلم وبقية مشاهد الفيلم الواقعية. في الحلم يرى الطفل سلحفاة. يقوم الطفل بقلب السلحلفاة على ظهرها في الواقع ولا يبدو عليه أنه ارتكب جرما أو أنه تأثر بذلك. لكنه يشعر بالذنب في حلمه- الذي يجسد اللاوعي عنده ويمثل ضميره- و لذا يرى أمه تسقط في الحلم – وكأنها تعاقب على الجرم الذي ارتكبه هو – و لقد راودتني مثل تلك أحلام كثيرا جدا في حياتي. أنا لا احب في السينما أن تكون الاحلام متصلة ميكانيكيا أو اصطناعيا بالأحداث الواقعية أو بحركة الواقع كما يصورها لنا الفيلم ..أحب أن يكون وصل الأحلام بالواقع في الافلام يتسم بقدر كبير من النعومة ..والسلاسة ..
- في فيلم ” قصبة ” تقول شخصية في الفيلم أن الطبيعة تغلق الباب أمام كل التساؤلات التي يمكن أن نطرحها عليها. هل تعتبر مقولته هذه من ضمن قناعاتك الشخصية أنت أيضا ؟
هذه المقولة تلخص مشاعر أبي في الفيلم ..فقد حازلت في فيلم ” قصبة ” أن لا أظهر قناعاتي أو مشاعري أنا الشخصية، وهناك 3 شخصيات ذكورية تعبر عن نفسها في الفيلم، وتكشف هكذا عن ثلاث طرائق في التفكير . هناك الجد الذي يعيش في عالم الايمان بالمعتقدات، وهناك الأب الذي يفكر بطريقة تأملية تحليلية، وهناك أيضا الشاب الذي يفكر بطريقة عدمية، وحاولت أن أكشف في الفيلم عن التناقضات بين الشخصيات، ولا استطيع ان اقول اني اتعاطف أو اتماهي مع أي من هذه الأساليب في التفكير في الفيلم ..أحيانا اتعاطف مع طريقة ما واحيانا اتعاطف مع طريقة أخرى، لكن المؤكد فقط أن فترة العشر سنوات من طفولتي التي قضيتها في حضن الطبيعة كانت ذات أهمية كبيرة في حياتي، وقد تغيرت علاقتي بالطبيعة اليوم، فقد ابتعدت عنها كثيرا وصرت اتعامل معها بشكل براجماتي عملي فقط،، واتصرف حيالها كما يتصرف بطل أو الشخصية الرئيسية في فيلم ” سحابات مايو ” ..
- هل تساعد طريقتك ” الاقتصادية ” جدا في انتاج أفلامك في الاكثار من تصوير مشاهد ” الأجواء ” والمناظر الطبيعية ؟ ..
كلا . أنا احافظ فقط أو اختار مشهد ا واحدا من بين ثلاثة مشاهد مصورة ، بنسبة 1 من 3. في فيلم ” قصبة ” صورت لقطات مختلفة وكنت فقط عند اجراء عملية المونتاج للفيلم اختار اللقطة المناسبة من بينها، أما في فيلم ” سحابات مايو ” كنت أصور اللقطة الواحدة عدة مرات ولا اكف إلا عندما أجد اللقطة المناسبة أو الملائمة، ولذلك جاء الفيلم طويلا جدا فحذفت عند اجراء عملية المونتاج مشاهد بأكملها ، بل اني حذفت أيضا 13 دقيقة من الفيلم حتى بعد أن عرض في مهرجان برلين السينمائي ..
- استخدامك للموسيقي في أفلامك يختلف من فيلم الى آخر ..
بالنسبة للموسيقى في فيلم ” قصبة ” طلبت من موسيقار تركي أن يرتجل قطعة موسيقية للفيلم على آلة الكلارينت، ونحن نطلق على ذلك ” تقاسيم ” في لغتنا..ولأن شكل الفيلم نفسه ارتجالي أيضا، وقد عنيت في فيلم ” سحابات مايو ” بإستخدام الموسيقى الكلاسيكية، بمقطوعة لباخ على آلة الكلافسان ، كما أخذت أيضا عن شوبير..
- يعتمد فيلم ” سحابات مايو ” على أسلوب من الايقاعات والترددات والأصداء والتكرار ، فمثلا نشاهد في الفيلم فيلما شبيها بفيلم ” القصبة ” يجرى تصويره ..
الأصل في فيلم ” سحابات مايو ” رغبتي في أن أروي حكاية عن أبي، وأن أضيف اليها في مابعد حكاية ابنه مظفر، أي أنا . وهكذا فرض الفيلم نفسه.. فرض تصوير فيلم ” قصبة “، وقد ساعدني القيام بتصوير فيلم ” قصبة ” على الاقتراب أكثر من شخصية أبي في مواجهتخ لإبنه المخرج، وكنت خلال الأعوام الأخيرة لم اتمكن بسبب الظروف من رؤية أبي، ولم نلتق إلا خلال فترة تصوير فيلم ” سحابات مايو ” التي سمحت بمراقبته والتعرف من خلال التفاصيل الصغيرة على جوانب كثيرة في شخصيته..
- ماهي الإضافات التي تحققت من خلال مشاركة والديك بالتمثيل في الفيلم ؟ ..
هناك حوار من الصعب مسبقا أن تكتبه في سيناريو الفيلم ، وقد اكتشفت من خلال العمل مع ممثلين غير محترفين انهم عادة مايكتشفون وحدهم النص الذي ينطقونه اثناء تصوير مواقف الفيلم ومن دون أن يكون هناك نصا جاهزا ومعدا لهم لكي يحفظونه عن ظهر قلب ..كنت فقط أشير اليهم بطبيعة الموقف واعطيهم فكرة عامة عنه – وبخاصة بعد انتهاء تصوير النصف الأول من الفيلم – وقد كانوا بالفعل متعاونين وابدعوا في الارتجال ونشأ بيننا بالفعل نوع من التواطؤ المتين، وقد تأكدت فقط من خلال عملي مع الممثلين من غير المحترفين ان احسن لقطة عادة ماتكون أول لقطة في المشهد الذي نقوم بتصويره، ومن دون إعادة، ومن جانب آخر لاحظت أيضا أن بعض العبارات تبدو في الفيلم مرتجلة مع أنها مكتوبة حرفيا في سيناريو الفيلم المكتوب،، مثل هذه اللقطة التي اسأل فيها أبي كيف يعن له أن يحفظ عن ظهر قلب النص المكتوب لدوره في السيناريو،، فإذا به يخبرني أنه قد أجرى فقط بعض التعديلات من عنده على النص المكتوب والذي حفظه عن ظهر قلب .ومن هنا تظهر ” قاعدة ” يجب أن يعييها كل مخرج سينمائي الا وهي :
عندما يجد ممثل ما صعوبة في نطق الحوار الذي كتبته له في سيناريو الفيلم، فمعنى ذلك أن هناك مشكلة ما، ويجب عليك عندئذ وبمساعدة الممثل إجراء التعديلات الواجبة.
وكنت اعطيت ابي سيناريو الفيلم لكي يحفظ دوره، فكانت النتيجة كما اكتشفت سيئة للغاية، فأوقفت التصوير وطلبت من أبي أن ينسى تماما كل شييء اطلع عليه في السيناريو، وأن نعيد تصوير كل المشاهد – مشهدا بعد آخر – من جديد ..وبشرط أن يضيف الى كل مشهد من عنده اثناء تصوير مشاهد الفيلم وبذلك تكون له اضافاته الشخصية الى العمل الفني السينمائي الذي يجرى تصويره ..
- أتيت على ذكر الكاتب الروسي الكبير أنطون تشيكوف في حديثك، وقد لاحظت كما في بعض قصصه- أن كل شخصية في الفيلم تسيطر عليها فكرة معينة : فمثلا الطفل تسيطر علية فكرة امتلاك ساعة موسيقية، والجد يخشى ضياع أرضه، وابن العم صفت يريد أن يذهب الى المدبنة ، وأنت تريد أن تخرج فيلمك ؟..
اردت في فيلمي أن أكشف عن التمايز والتباين بين ثقافة المدن وثقافة الريف، وأن أكشف وأبرز في ذات الوقت عن ذاك التماثل والتشابه بينهما في العمق..ونحن نجد أن تشيكوف في قصصه يقبل بتلك القدرية التي تهيمن على مصير شخصياته، وينتهي به الأمر اى التعاطف مع ” روح ” الشخصية، فلا يوجد شخص طيب تماما أو شخص شرير تماما ، في كل شخص جوانب إيجابية وجوانب سلبية، ولاتوجد وساوس معينة تهيمن على عقول النساء لكنهن أقدر في نظري على التضحية..وهذا ما حاولت أن أكشف عنه في شخصية أمي التي لم تتوقف وبشكل متواصل عن إدهاشي في الفيلم..
- ما الذي جعلك تقرر أن تصنع فيلما ثانيا ليكون بمثابة ” كونتربوينت ” ( ..في الموسيقى: لحن يضاف الى لحن آخر على سبيل المصاحبة ) أو ” طباق ” للفيلم الأول ؟..
لقد شعر بعض اقربائي بالضيق عندما عرفوا اني سأقددم على تصوير فيلم ثان في نفس القرية غير اني أحب العناد، مثل عناد المخرج الياباني الكبير أوزو الذي راح يصور ولفترة خمسين عاما وبتنويعات مختلفة نفس الفيلم. أنا أحب الاشتغال بالتنويعات على ثيمة معينة أو موضوع ما كما في موسيقى الحجرة التي تعني بتأليف التنويعات على اللحن الواحد وتردداته، ولذلك نكتشف ظهور السلحفاة في فيلمي القصير الأول، ثم ظهورها أيضا في الفيلمين فيلم ” قصبة “وفيلم ” سحابات مايو ” حتى أن بعض النقاد في تركيا كتبوا أن إيقاع الفيلم بطييء و يشبه إيقاع ..سلحفاة تزحف ..
- يبدو اهتمامك الكبير بالايقاع في أفلامك، والمشاهد الطويلة الصامتة، وعملك الكبير في المونتاج ..
كل هذه الاهتمامات لاتظهر نتيجة لعملية تفكير وتحليل، بل هي ثمرة ” الحدس ” عندي، حيث أتولى بنفسي عملية مونتاج الفيلم، واشتغل على المونتاج على الكمبيوتر عندي في البيت، وعادة ما اشتغل على المونتاج براحتي وأمنح نفسي كل الوقت للانتهاء منه من دون إستعجال ، لكن مونتاج الفيلم اشتغلت عليه هذه المرة بسرعة، حتى استطيع أن أتقدم بالفيلم الى مهرجان انطاليا..
اعتقد ان ثمة علاقة تربط مابين الفيلم والموسيقى فالاثنان ينتميان الى فن التأليف والتلحين، ولا اعتقد كما يظن البعص أنه من الواجب عندما تصنع فيلما ما ، أن تكون موسيقاه مستقاة من ألحان الموسيقى الوطنية ، أو مأخوذة من التراث الموسيقى للبلد الذي تنتمي إليه، وقد حاولت باستخدامي للموسيقى الغربية الكلاسيكية في فيلم ” سحابات مايو ” خلق نوعا من ” البعد ” وخلق مسافة مع العمل تسمح لنا بتأمله والتفكير فيه من دون استغراق..
- فيلم ” قصبة ” وفيلم ” سحابات مايو ” ينتهيان بلقطات صامتة في حضن الطبيعة وصراخ طيور..
اردت بذلك أن انبه الى رغبتي في إعطاء بعد كوني للفيلمين .لأن الإنسان في نهاية المطاف هو جزء من الطبيعة مثل النباتات و الحيوانات كما تشكل الميتافيزيقا واللاوعي جزءا من تفكيري ورؤيتي للعالم وتصوراتي عن الحياة والكون، وهما الاثنان أحب أن امنحهما مكانا كبيرا في كل أفلامي والسينما ” التأملية ” التي أصنع، ولذلك يصعب على بعض النقاد تذوق أفلامي، لأن كل الأشياء التي أحب أن أحكي عنها في تلك الأفلام من الصعب جدا تحليلها، ومن الصعب جدا أن تترجم في كلمات ..
- هل شاهدت فيلم ” باتر بانشالي ” للمخرج الهندي الكبير ساتيا جيت راي؟
أحب جدا هذا الفيلم ( جزء من ثلاثية فيلمية ) وبقية أفلام ثلاثية المخرج الهندي الكبيرواعتقد أن المخرج الروسي الكبير تاركوفسكي تأثر أيضا بها، وتمثل الثلاثية عمل مخرج مبتديء صنع بتكلفة بسيطة، واعتقد مثل المخرج الفرنسي الكبير روبير بريسون أن الميزانيات الكبيرة التي قد تخصص أحيانا لانتاج الأفلام لاتعتبر ميزة أو فضيلة، بل قد تعد ترفا لايكون في صالح الفنان .أحب الزهد، وأحب البساطة، ولذا تجدني أحب الأفلام الأخيرة التي أخرجها المخرج الياباني الكبير أوزو وأفضلها على الأفلام التي سبقتها لنفس المخرج، وأريد دوما أن استمر في العمل على إخراج أفلامي بإمكانيات وموارد بسيطة، لأن ذلك يتلاءم وينسجم مع تفكيري وتصوراتي بخصوص السينما الفن، وحتى لو عرض على مليوني دولار لانجاز فيلم ما فسوف اشعر دائما بأني لست بحاجة الى مبلغ كبير كهذا، ولن اقبل مبلغا كهذا إلا اذا شعرت بأن مشروع الفيلم يحتاجه بالفعل، لكني واثق من أن أسلوبي في الاخراج لن يتغير، وسوف اشعر براحة كبيرة وأنا أعمل مع فريق عمل صغير ومكون فقط من اربعة أشخاص..
إن المشاكل والتعقيدات التي أواجهها يقينا في عملية الاخراج وبما تتضمنه من تحديد الكادرات وتصوير المشاهد وإدارة الممثلين في نفس الوقتـ تجعلني ابحث عن حلول وأفكار جديدة لتجاوز كل المعوقات ، و يحدث أحيانا عندما أنظر في منظار الكاميرا أن اقوم بتغيير المنظر والديكور، و عملية الاخراج عندي – الميزانسين – بسيطة للغاية، كما اني لا أحب حركات الكاميرا المعقدة، واعتقد ان الممثلين من غير المحترفين يعملون بشكل أفضل في أفلامي عندما يكون طاقم العمل في الفيلم مكونا من أربعة أشخاص فقط، ،لأن وجود عدد كبير من العاملين في الفيلم يشل حركتهم ويمنعهم من الانطلاق..
- بأي شكل ساعدتك الفوتوغرافيا أو مهنة التصوير التي مارستها في صنع أفلامك ..
لقد عملت بمهنة التصوير لفترة تزيد على العشرين عاما وبدأتها وأنا شاب صغير، وخلال الخمس سنوات الماضية ساعدتني تلك المهنة على كسب قوتي، ثم اني عبرت بعدها الى بوابة السينما، وساعدتني الفوتوغرافيا في مهنتي الجديدة بشكل ساحق، لأن تقنيات الفوتوغرافيا التصوير هي نفس تقنيات التصوير السينمائي، كما ساعدتني أيضا من ناحية تحديد كادر أو ” إطار ” اللقطة، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن السينما والفوتوغرافيا هما فنان متباينان ومختلفان جدا، ويجب في مرحلة لاحقة ان ينسى المرء الفوتوغرافيا تماما عندما يصور مشهدا سينمائيا،، واعتقد أن فيلم ” قصبة ” هو أكثر فوتوغرافيا- إن صح التعبير – من فيلم ” سحابات مايو ” الذي يتوغل أكثر في عالم السينما ..
- ماهو المصير الذي ينتظر فيلم مثل فيلمك ” سحابات مايو ” على المستوى التجاري وايرادات شباك التذاكر في تركيا ..؟
شاهد الفيلم أكثر من 20 ألف متفرج في تركيا، وخرج الفيلم للعرض التجاري في ثلاث قاعات في ثلاث مدن تركية هي اسطنبول وأزمير وأنقرة، وهذا عدد صغير لكنه عدد كاف في نفس الوقت ، بالنظر الى ميزانية الفيلم المتواضعة جدا – اي مائة الف دولار، أي ضعف ميزانية فيلم ” قصبة ” ، واعتقد انها نتيجة جد طيبة ومشرفة لهذا النوع من السينما، هذا النوع من الأفلام
ترجمة ” صلاح هاشم