صورة عن قرب : لقاء مع روبرت دو نيرو في مهرجان ” كان ” السينمائي 78 . دو نيرو: شاهدت فيلم ” رصيف الميناء ” لإليا كازان، فأحببت في التو، أن أكون ممثلا مثل بطل الفيلم مارلون براندو. بقلم صلاح هاشم
دو نيرو يتسلم سعفته الذهبية الشرفية من ليوناردو دو كابريو
من أجمل وأعمق اللقاءت التي نظمها مهرجان ” كان ” السينمائي 2025 في دورته 78 اللقاء الذي نظم مع الممثل العملاق و النجم الأمريكي روبرت دو نيرو وذلك بمناسبة تكريمه في الدورة 78 بمنحه سعفة ذهبية شرفية لمجمل أعماله الروائع مثل فيلم ” سائق التاكسي” و ” العرّاب ” و” صائد الغزلان ” و ” اليرلندي ” وغيرها التي دخلت الى تاريخ السينما من أوسع باب.
دو نيرو هو ممثل حركة أو موجة ما أطلق عليه في مايخص حداثة السينما المعاصرة بـ ” هولوود الجديدة” في فترة الستينيات، وتضم مجموعة من أشهر المخرجين الأمريكيين في العالم : فرانسيس فورد كوبولا ومارتين سكورسيزي ومايكل شيمينو ، وجورج لوكاش وبريان دو بالما وغيرهم،الذين أسسوا بأفلامهم حساسية سينمائية أمريكية واقعية جديدة ،مفتوحة على تناقضات المجتمع الأمريكي، في إطار الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت تتحكم في فترة الستينيات، مثل الحرب القذرة التي كانت تشنها أمريكا على فيتنام، وثورة الطلبة ، والانتفاضات العمالية وحركة الحقوق المدنية التي كان يتزعمها مارتن لوثر كينج،
وكان الشباب- – ليس في أمريكا فحسب، بل في مصر و العالم، يغني مع المغني الأمريكي الكبير بوب ديلان أغنيته الأثيرة والشهيرة التي صنعت ثقافة الستينيات بأكملها في العالم ، ونعني بها أغنية “ HOW MANY TIMES ” ” ويتساءل ديلان فيها عدد البشر الذين يجب قتلهم بقنابل النابا،م لكي نعي أخير بأن الحرب يجب أن توقف ؟ الإجابة ياصاحبي تسافر للأسف ياصاحبي مع الريح !
.اجل هذه الحرب وأهوالها التي صورها المخرج الكبير مايكل شيمينو في فيلم ” صائد الغزلان ” – DEER HUNTER– الذي اضطلع ببطولته روبرت دونيرو.
وكشف دو نيرو البالغ من العُمر 81 عامًا، خلال النقاش المثمر، عن الفيلم الوثائقي الجديد عن والده الفنان التشكيلي الراحل روبرت هنري دو نيرو، المعروف باسم روبرت دي نيرو الأب، والذي يوثق لرحلته ومسيرته في الرسم والفن، ويخرج الفيلم جيه آر وهو مصور ومخرج فرنسي شارك آنياس دو فاردا- أحد أبرز رواد الموجة الجديدة مع جودار وتروفو وشابرول في فترة الخمسينيات – في إخراج أحد أفلامها
وتم عرض لقطات ترويجية للفيلم الوثائقي خلال اللقاء، وتضمن المقطع صورًا مكبرة لوالد دو نيرو الرسام الذي توفي عام 1993، التقطت في أنحاء مدينة نيويورك، بالإضافة إلى ظهور للمخرج مارتن سكورسيزي.
وعلى الرغم من أن العديد من إجابات دو نيرو على أسئلة جيه آر حول الفيلم كانت قصيرة، ومقتضبة للغاية وظهر عليه التأثر، إلا أن الإعلان التشويقي شهد انفتاحة أكبر حول رحلته مع أبيه بالإضافة إلى تجربته المؤلمة مع وفاته.وإلى جانب ظهور سكورسيزي في الفيلم، قال جي آر أن ليوناردو دي كابرو، الذي قدّم لنيرو جائزة السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان كان، يشارك أيضًا في المشروع.
دو نيرو : السينما مشاركة
وخلال المحادثة، قال دو نيرو إنه غير متأكد تمامًا من موعد عرض الفيلم، وأن الإنتاج قد يستمر حتى بعد وفاته. وعندما سُئل عما إذا كان يخاف من الموت، قال: “ليس لدي خيارًا، لذا قد يكون من الأفضل، ألا أخاف منه”.وسُئل أيضًا عن الوضع
السينما اليوم بعد إنتشار المنصات مثل نيتفلكس
الراهن للسينما اليوم، فأجاب: “أرغب دائمًا في عرض أفلام، في دور سينما كهذه، يقصد قاعات العرض الرائعة في كان المهرجان وبخاصة قاعة لوميير الكبرى التي تتسع لحوالي 3000 متفرج لأن هناك فرقًا بين خوض تجربة مشاهدة فيلم ما في دار سينما ،وخوضها بمفردك.. إن التواجد بدار سينما، وتجربة ما يُعرض معًا، أمر مميز. ولا يمكن إنكار ذلك”.
علينا أن نتحرك الآن بشغف كبير وعزيمة
وكان دو نيرو ألقى كلمة في حفل إفتتاح الدورة 78 بعد أن تسلم سعفة ” كان ” الذهبية الشرفية لمجمل أعماله، قال فيها :
( يتبع .. )
بقلم
صلاح هاشم مصطفى
صلاح هاشم كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس .فرنسا وهو موسس ورئيس تحرير موقع سينما إيزيس الجديدة