عن غزة وجاد وناتالي والقضية الفلسطينية من المسافة صفر في حصاد القاهرة السينمائي 45 ( 2 من 2 )
عن غزة وجاد وناتالي والقضية الفلسطينية من المسافة صفر
في القاهرة السينمائي 45
بقلم
صلاح هاشم
أقيم مساء أمس الجمعة 22 نوفمبر حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45 ، برئاسة الفنان حسين فهمي، نجم النجوم، وإدارة الناقد عصام زكريا مدير المهرجان ، وبحضور نخبة كبيرة، من نجوم الفن والسينما وصناعهما، إن في مصر والعالم العربي والعالم..
وحيث تألقت هذه الدورة هذه المرة، بشكل باهر ومميز وقاطع، وصارت في رأيي” علامة ” LANDMARK – كما في أفلام المخرج الأمريكي العملاق ستانلي كوبريك، حيث أن أي فيلم له، على مستوى النوع ،كما في فيلمه العظيم ” أوديسة الفضاء ” – SPACE ODESSEY – كانت تحسب دوما للنوع، وعند الحديث عن فيلم ما، ينتمي الى نوع أفلام الخيال العلمي- SCIENCE FICTION- ،كان ” أوديسة الفضاء ” يعد علامة وفتحا، مثلما كاننت الدورة 45 لمهرجان القاهرة علامة وفتحا،يؤرخان للدورات التي سبقتها، والدورات التي ستعقبها، وحتى نهاية الزمن.
وقد جرى حفل ختام المهرجان على النحو التالي :
بدأ الحفل بالسلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية، وبعدها تم عرض قصيدة “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” للراحل محمود درويش. تلاها استعراض لفرقة “وطن للفنون الشعبية” الفلسطينية، وسط تفاعل الحاضرين، مثلما حدث في حفل افتتاح المهرجان في لافتة تضامنية من المهرجان مع أهل فلسطين، ليظهر بعدها حسين فهمي وهو يتوسط الفرقة وبعد العرض قدم الشكر للفرقة الذي أكد أنهم حضروا من غزة الشقيقة.وتمّ خلال هذا الحفل الإعلان عن الفائزين بالجوائز
تلك العملية التي قامت بها “حماس” مدعومة من حزب الله، وجماعات وأحزاب المقاومة الفلسطينية، ولولاها لكانت “القضية الفلسطينية” قد ضاعت، وإنتهت، في أروقة مفاوضات الدبلوماسيات الدولية، ومؤتمرات القمة العربية، وجلسات الأمم المتحدة الموقرة، والهيئات الدولية العملاقة، وأهيل عليها التراب.
وقد تنبهت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي 45 برئاسة الفنان حسين فهمي وإدارة الناقد عصام زكريا الى هذا الأمر، فرفعت “راية القضية الفلسطينية ” خفّاقة ، في الدورة 45 ،وجعلتها في مركز وقلب المهرجان، والإحتفاء بها ،كما ذكر الفنان حسين فهمي في خطابه في حفل إفتتاح المهرجان.
وثانيا : يحسب أيضا عند تقييم الدورة 45 للمهرجان، حرص إدارته، بعد غياب وتأجيل المهرجان ، أن تشمل إنطلاقة المهرجان الجديدة – في الفترة من 13 الى 22 نوفمبر 2024 – على جلب أفلام جيدة، ومن جميع الأنواع والأشكال والألوان، والمدارس والإتجاهات، لتكون “وجبة فنية” سينمائية دسمة، ترضي جميع الأذواق، و ” ..لإسعاد الجهور، وفتح آفاقا جديدة ،لصناع السينما ” كما ذكر حسين فهمي، في كلمته في كتالوج المهرجان.
وكانت النتيجة ، أن المهرجان – لتحقيق هدفه النبيل – إستقطب جمهورا كبيرا ،بأعداد غفيرة ومهولة، لكل عروضه الخاصة، مثل ” أفلام من المسافة صفر ” و ” أضواء على السينما الفلسطينية ” و ” صنعت في مصر – أي أفلام جرى تصويرها في مصر حديثا مثل الفيلم السويسري ” وحشتيني . العودة الى الأسكندرية ” .
وكذلك كل قسم من أقسامه على حدة،ومن ضمنها قسم “كلاسيكيات القاهرة “الذي ضم وحده أكثر من 25 فيلما، من بينها فيلم ” عمر المختار . أسد الصحراء ” للمخرج السوري الكبير مصطفى العقاد ” الذي اغتيل في حادث إرهابي في عمان في الأردن .
و وضع هكذا، على عاتق إدارة المهرجان، حملا ثقيلا، ومسؤؤلية كبيرة، لكنه المهرجان من الوجهة اللوجيستية،لم يكن مهيئا، وقادرا على تحقيق هدفه النبيل ، بسبب ضعف وتهالك نلك الأدوات – مثل قاعات العرض الجيدة والمناسبة – اللوجوستية.
وهي مشكلة مزمنة ،وتحتاج كما ذكرعصام زكريا مدير المهرجان في حوارمعه في جريدة ” المصري اليوم ” – بتاريخ يوم السبت 23 صفحة 7 – الى حلول ” جذرية “، ولا ينفع معها، تهاون، أو حلولا وقتية وجزئية، ويجب توفير عدد قاعات أكبر، في العدد، ونسب الإستيعاب، للمهرجان..
والحق يقال ، أننا فوجئنا، مثلما تفاجأ عصام زكريا نفسه، بهذا ” الإقبال الجماهيري” الضخم على المهرجان، و سعدنا به كثيرا ، ذلك لأن السينما تتحقق وظيفتها الأساسية، ليس في عرض الأفلام ، على شاشة كبيرة في المهرجان ، بل تتحقق من خلال ” تجميع الناس، والإلتقاء بالحشد الإنساني، والمشاركة – LE CINEMA EN PARTAGE – كما يقول الناقد الفرنسي الكبير ميشيل سيمان، ويتحدث مطولا عن ذلك، في كتاب له بنفس العنوان- بعد أن بعدت بيننا وسائل التواصل الاجتماعي، وجعلتنا نتقوقع على أنفسنا، وننعزل عن واقعنا، ونهرب الى تلك العوالم الافتراضية، وخزعبلات الذكاء الصطناعي ، التي تجعلنا غرباء ، حتى داخل جلودنا، ولا اعتقد أن المهرجان قد حظا بمثل هذا الاقبال الجماهيري العظيم، في أي من دوراته من قبل.
بل أعتقد أن المهرجان، الذي حقق في هذه الدورة، نجاحا ساحقا، بهذا الإقبال الشبابي والجماهيري، ومن جميع الأعمار، على مستوى كل أقسام المهرجان ،وعروضه الخاصة، وندواته وتكريماته وأفلامه وأيامه، حتى تحول الى “كوكب” بهيج ومنير، ومتألق بالفرح، وهو يقربنا أكثر – من خلال السينما ،كأداة للتأمل والتفكير، في واقع مجتمعاتنا الإنسانية – يقربنا أكثر من إنسانيتنا، وبذلك تتحقق أيضا الوظيفة الأساسية للسينما، في الاإقتراب أكثر من كل تلك القيم – الكرامة والنضال والحب والغناء ، من أجل البقاء ، والضداقة والتسامح والمقاومة – التي يفاخر بها الإنسان.
استطاع المهرجان، أن يؤسس أيضا في هذه الدورة 45 لتاريخ جديد للمهرجان، وهو يؤ رخ في ذات الوقت ، لظهور وميلاد ” جيل جديد” من النقاد الشباب، الذين اتاح لهم عصام زكريا مدير المهرجان أن يظهروا ويتألقوا، ضمن الطاقم الجديد، الذي اشتغل معه في قيادة هذه “الترسانة ” من المهرجانات، داخل المهرجان الواحد، وهم يمنحونا دوما، تقة أكبر، في قدراتهم وحيويتهم وطاقاتهم،على قيادة مهرجان القاهرة السينمائي المحترم العظيم، في المستقبل.
ويكفي أن المهرجان، في دورته 45 المظفرة، التي عرض فيها اكثر من 190 فيلما رسميا ، وحلقتين لمسلسل ” موعد مع الماضي “، وقدم عروضا لأفلام على الهامش، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ،و مشروع ” في المدرسة” للمخرجة ساندرا نشأت عضو لجنة التحكيم، وبمشاركة 72 دولة، كما تجاوزعدد الضيوف الثلاثمائة ضيفا، وحفل المهرجان بعشرات التكريمات ، مثل تكريم المحرج المصري الكبير يسري نصر الله، وعشرات الندوات ومن ضمنها ندوة مجلة ” الفن السابع ” المهمة، التي تبحث في تأصيل ثقافة السينما في مصر، من خلال المجلات السينمائية المتخصصة، الجادة و المحترمة، كمجلة ” الفن السابع “، التي أسسها الممثل المصري محمود حميدة، وتاريخها وذاكرتها، وصدر منها أكثر من 44 عددا ، خلال سنوات الصدور الخمسة التي عاشتها، وقبل أن تتوقف.
يكفي المهرجان، إضافة الى كل ماذكرت، أنه عرض لنا ” تحفة سينمائية ” ، أجل هكذا فكرت – أثرت فينا الى حد البكاء – ولايجود الزمان بمثلها ، وأعني بها فيلم” جاد وناتالي ” الفلسطيني من إخراج أوس البنا، مدة العرض أقل من 4 دقائق ، الذي عرض ضمن افلام في تلك التظاهرة السينمائية العظيمة التي نظمها المهرجان بعنوان ” من المسافة صفر ” ،لفيلم ومشروع المخرج الفلسطيني الكبير رشيد مشهراوي” من المسافة صفر ” الذي يشتمل على 22 فيلما تحكي عن الأهوال والمذابح والدمارالذي تعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، ومايزال، والذي تم ترشيحه لتمثيل فلسطين في مسابقة ” الأوسكار ” القادمة ، في خانة أحسن فيلم أجنبي.
ويحكي الفيلم عن ألم الفراق، عندما يقع شاب فلسطيني يدعى أوس، في حب شابة الفلسطينية، وكانا عندما يلتقيان،و يتبادلان الحديث، بالقرب من بحر غزة، عن زواجهما الوشيك ، ويفكران معا، أن يكون إسم أول مولود ذكر لهما هو ” جاد ” ، وإن انجبا بنتا، لاطلقا عليها إسم ” ناتالي ” ، لكن عندما يراقب أوس أحلامه الآن، واحسرتاه، ويا للألم، في حيه المهدم، يتذكر كيف ماتت حبيبته، بعد أن أصيبت بقذيفة من قذائف الجيش الإسرائيلي، التي إنهارت على رؤؤس الغزاويين ودمرت المباني ، والمدارس والمستشفيات ،في أقذر عملية ” إبادة جماعية ” – GENOCID،- عرفها التاريخ المعاصر، وأكثرها دموية، والعلم كله يتفرج ، ولا يحرك ساكنا.
شكرا لإدارة مهرجان القاهرة السينمائي على هذا المهرجان المحترم العظيم والبديع، والذي يمثل نقطة تحول تاريخية، وفتحا مظفرا، بإنجاه المستقبل، وتلك ” الهند ” الأخري، التي مازلنا نحلم بها، في ما وراء التلال، الأكثر حبا وعدالة وتسامحا، عندما تصبح السينما طعاما لكل عقل.
صلاح هاشم
صلاح هاشم مصطفى، كاتب وناقد ومخرج سينمائي مصري مقيم في باريس فرنسا، وهو مؤسس – عام 2005 – موقع ” سينما إيزيس “ الذي يعد أحد أهم وأبرز المواقع السينمائية العربية على شبكة الإنترنت، والأكثرها تصفحا، ويحتفل الموقع بعيد ميلاد سينما إيزيس، ومرور عشرين عاما على ميلاد الموقع السينمائي الإحترافي الكبير في عام 2025 من خلال تنظيم العديد من المعارض والندوات وعروض الأفلام وإنطلاقة الدورة 6 من مهرجان ” الموسيقى في السينما .جاز وأفلام ” .
–
At the 45th Cairo International Film Festival
By Salah Hashem
Last night, Friday, November 22, the closing ceremony of the 45th Cairo International Film Festival (CIFF) took place. Presided over by the star actor Hussein Fahmy and managed by critic Essam Zakaria, the event was attended by a distinguished gathering of artists, filmmakers, and cinema enthusiasts from Egypt, the Arab world, and beyond.
This year’s edition dazzled with brilliance, distinction, and an undeniable mark of excellence, establishing itself as a “landmark”, much like the iconic films of the great American director Stanley Kubrick. Kubrick’s masterpieces, such as “2001: A Space Odyssey”, set benchmarks for the science fiction genre. Similarly, the 45th CIFF has become a milestone that will stand as a reference for past and future editions of the festival, leaving an indelible legacy.
The closing ceremony commenced with the national anthem of Egypt, followed by a screening of Mahmoud Darwish’s poem, “On This Earth What Deserves Life”. The Palestinian folk arts troupe Watan then performed, engaging the audience with their show, just as they had during the opening ceremony. In a gesture of solidarity with Palestine, Hussein Fahmy joined the troupe on stage and expressed gratitude for their presence, noting that they had come from Gaza. The ceremony concluded with the announcement of the award winners.
But wait, there’s more to this landmark festival than the extraordinary leadership of Hussein Fahmy, the maestro steering this colossal cinematic ship with skill and professionalism.
What about Gaza and the Palestinian cause, which took center stage in this 45th edition of the festival?
It is impossible to evaluate the 45th CIFF without addressing two critical aspects.
First, the festival’s alignment with the historical and political context in which it was held: the ongoing war in Ukraine and the systematic genocide of the Palestinian people in Gaza, the West Bank, and Lebanon following the “Al-Aqsa Flood” operation on October 7, 2023. This operation, led by Hamas with support from Hezbollah and Palestinian resistance factions, revived the Palestinian cause, which had been buried in the corridors of international diplomacy, Arab summits, UN sessions, and global organizations.
The festival’s management, under the leadership of Hussein Fahmy and Essam Zakaria, recognized this reality and raised the flag of the Palestinian cause high, making it the centerpiece of the 45th edition. Fahmy reaffirmed this commitment during his opening speech.
Second, the festival’s 45th edition successfully relaunched itself after previous delays. From November 13 to 22, 2024, it showcased an impressive array of films spanning genres, styles, and schools of thought, providing a rich cinematic feast to cater to diverse tastes. Fahmy articulated this vision in the festival’s catalog, emphasizing the goal of “delighting audiences and opening new horizons for filmmakers.”
This vision was realized as the festival attracted massive audiences to its special screenings, including “Zero Distance Films”, “Spotlights on Palestinian Cinema”, and “Made in Egypt” (featuring films shot recently in Egypt, such as the Swiss film “You Made Me Long for Alexandria”).
Each section of the festival, including “Cairo Classics”, featuring over 25 films like Mustafa Al-Aqqad’s “Lion of the Desert”, brought significant attention. However, logistical challenges, such as inadequate screening facilities, remain a persistent issue requiring structural solutions.
As Essam Zakaria noted in an interview with Al-Masry Al-Youm on Saturday, November 23, the festival must expand its venues and capacity to accommodate its growing audience.
The overwhelming public turnout—particularly from young people—was a joyful surprise. This reaffirmed cinema’s role not merely in screening films but in bringing people together, fostering human connection, and facilitating shared experiences (cinema en partage), as French critic Michel Ciment explores in his eponymous book. In an era dominated by social media and artificial intelligence, which isolate us, this collective experience reminds us of our humanity.
The 45th CIFF’s resounding success has established it as a beacon of joy, bridging the gap between cinema and humanity. Through cinema, we explore values like dignity, love, resilience, friendship, and tolerance—values that define what it means to be human.
It is sufficient to note that the triumphant 45th edition of the festival featured over 190 official films, two episodes of the series “A Date with the Past”, and sideline screenings in collaboration with the Ministry of Education and director Sandra Nashaat’s “In the School” project. Sandra Nashaat, a jury member, facilitated this effort. With the participation of 72 countries and over 300 guests, the festival was rich with honors and tributes, including one to the distinguished Egyptian director Yousry Nasrallah. It also hosted numerous seminars, such as the significant one organized by Seventh Art magazine, which discussed cementing a culture of cinema in Egypt through serious, specialized, and respected cinema magazines like Seventh Art. The magazine, founded by Egyptian actor Mahmoud Hemida, produced over 44 issues during its five-year lifespan before ceasing publication.
Additionally, the festival offered us a “cinematic masterpiece”—yes, that is how I thought of it—that moved us to tears and is a rarity of its kind. I am referring to the Palestinian film “Jad and Natalie” by director Os Al-Banna, a work of fewer than four minutes that was showcased as part of the magnificent cinematic event “At Point Zero”. This program included 22 films curated by the esteemed Palestinian director Rashid Masharawi under the project “From Point Zero”. The films depicted the horrors, massacres, and destruction endured by the Palestinian people in Gaza, which continues to this day. The project has been nominated to represent Palestine in the upcoming Oscars in the Best Foreign Film category.
The short film “Jad and Natalie” tells a story of separation and loss. It follows a young Palestinian man, Os, who falls in love with a Palestinian woman. When they meet near the shores of Gaza, they dream of their upcoming marriage and decide that if they have a son, they will name him Jad, and if they have a daughter, she will be called Natalie. However, Os now looks back on these dreams with anguish. In his devastated neighborhood, he recalls how his beloved was killed by an Israeli army shell that rained down on the people of Gaza, destroying homes, schools, and hospitals in one of the most grotesque acts of genocide in contemporary history—a blood-soaked atrocity that the world merely watches, unmoved.
Thank you to the management of the Cairo International Film Festival for this magnificent and honorable event, which stands as a historic turning point and a triumphant leap toward a more hopeful and just future. It reminds us of that other “India”—a metaphor for a land of love, justice, and tolerance that still lies beyond the hills. Cinema, when it becomes food for the mind, leads us toward this vision.
Salah Hashem
À propos de Gaza, Jad, Natalie et de la cause palestinienne à partir du point zéro
Au 45e Festival International du Film du Caire
Par Salah Hashem
Hier soir, vendredi 22 novembre, s’est tenue la cérémonie de clôture de la 45e édition du Festival International du Film du Caire (CIFF). Sous la présidence de l’acteur Hussein Fahmy et la direction du critique Essam Zakaria, l’événement a réuni une élite d’artistes, de cinéastes et d’amateurs de cinéma d’Égypte, du monde arabe et d’ailleurs.
Cette édition a brillé par son éclat, sa distinction et son excellence, devenant à mes yeux une véritable “landmark” (marque repère), à l’instar des chefs-d’œuvre du grand réalisateur américain Stanley Kubrick. Ses films, comme l’emblématique “2001, l’Odyssée de l’espace”, définissent leur genre. De même, cette 45e édition du CIFF constitue une référence pour les éditions passées et futures, laissant une empreinte indélébile.
La cérémonie de clôture a débuté par l’hymne national égyptien, suivi de la projection du poème de Mahmoud Darwish, “Sur cette terre, ce qui mérite la vie”. La troupe palestinienne Watan, avec ses arts populaires, a ensuite présenté un spectacle vibrant, tout comme lors de la cérémonie d’ouverture. Hussein Fahmy a exprimé sa gratitude à la troupe, soulignant leur venue depuis Gaza. La cérémonie s’est conclue par l’annonce des lauréats.
Mais ce n’est pas tout. Cette édition “repère” est également marquée par le leadership exceptionnel de Hussein Fahmy, qui a dirigé cette gigantesque “croisière cinématographique” avec habileté et professionnalisme.
Il suffit de dire que cette 45e édition triomphante du festival a présenté plus de 190 films officiels, deux épisodes de la série “Un rendez-vous avec le passé”, ainsi que des projections parallèles organisées en collaboration avec le ministère de l’Éducation et le projet “À l’école” de la réalisatrice Sandra Nashaat, membre du jury. Avec la participation de 72 pays et plus de 300 invités, le festival a été riche en hommages et distinctions, notamment celui rendu au grand réalisateur égyptien Yousry Nasrallah. Il a également accueilli de nombreux colloques, dont un particulièrement important organisé par la revue Septième Art, qui a exploré l’ancrage d’une culture cinématographique en Égypte grâce à des magazines spécialisés et respectés comme Septième Art. Fondée par l’acteur égyptien Mahmoud Hemida, cette revue a publié plus de 44 numéros au cours de ses cinq années d’existence avant d’interrompre sa publication.
De plus, le festival nous a offert une “œuvre cinématographique magistrale”—oui, c’est ainsi que je l’ai perçue—qui nous a profondément émus, jusqu’aux larmes, et qui est d’une rareté absolue. Je fais référence au film palestinien “Jad et Natalie” réalisé par Os Al-Banna, un court-métrage de moins de quatre minutes. Ce film a été présenté dans le cadre de l’extraordinaire événement cinématographique “À Point Zéro”, dirigé par le grand réalisateur palestinien Rashid Masharawi. Ce projet, comprenant 22 films, témoigne des horreurs, des massacres et des destructions subis par le peuple palestinien à Gaza, horreurs qui perdurent encore aujourd’hui. Le projet a été sélectionné pour représenter la Palestine aux prochains Oscars dans la catégorie du meilleur film étranger.
Le court-métrage “Jad et Natalie” raconte une histoire de séparation et de perte. Il suit un jeune Palestinien, Os, tombé amoureux d’une femme palestinienne. Lorsqu’ils se retrouvent au bord de la mer à Gaza, ils rêvent de leur mariage prochain et choisissent les prénoms de leurs futurs enfants : Jad pour un garçon et Natalie pour une fille. Mais aujourd’hui, Os se remémore ces rêves avec douleur. Dans son quartier détruit, il se souvient de la mort de sa bien-aimée, tuée par un obus de l’armée israélienne qui a semé la destruction à Gaza, ravageant les maisons, les écoles et les hôpitaux dans l’une des plus monstrueuses “génocides” de l’histoire contemporaine, un bain de sang auquel le monde assiste, immobile.
Merci à la direction du Festival International du Film du Caire pour cet événement magnifique, honorable et exceptionnel, qui constitue un tournant historique et un pas triomphal vers un avenir plus juste et plein d’espoir. Cela nous rappelle cette autre “Inde”, métaphore d’un pays d’amour, de justice et de tolérance, qui se cache encore au-delà des collines. Quand le cinéma devient nourriture pour l’esprit, il nous guide vers cette vision.
Salah Hashem
Salah Hashem Moustafa est écrivain, critique et cinéaste égyptien basé à Paris, en France. Il est le fondateur de Cinéma Isis (créé en 2005), l’un des sites de cinéma arabe les plus consultés sur Internet. En 2025, Cinéma Isis célébrera son 20e anniversaire avec une série d’expositions, de conférences, de projections de films, et le lancement de la 6e édition du festival Musique au Cinéma : Jazz et Films.