محمد صبحي خمسين سنة فن .بقلم محمد فاضل. في باب “مختارات سينما إيزيس”.
ليلة من ليالي العمر ..
لم تكن مجرد إحتفالية تقليدية :
تصفيق و تهليل و تورتة كبيرة مكتوب عليها ٥٠ سنة و سلامات و احتضانات أكتاف( ظروف كورونا ) ..
لا .. لم تكن كذلك ، لأن المُحْتَفِى و المُحْتَفَى به لم يكن تقليديا فى كل ما قدمه من عطاء فنى ..
إنه: محمد صبحى .
فكرة لم يسبقه إليها أحد – و ربما على مستوى العالم –
أن يقوم هو بتكريم كل من شاركوه مسيرته الفنية على مدى الخمسين عاما ..
حتى هذا لم يكن تقليديا ..
إن ماشهدناه بالأمس فى مسرح محمد صبحى بمدينة سنبل للفنون ، ماهو إلا عرض فنى متكامل الأركان :
فكرة ذات محتوى و تتابع محكم
و حوارٍ راقٍ تتوفر فيه المعلومة الموثقة و الصياغة التى تجمع بين الشعر و النثر الفصيح و العامية و الأغنية
وهناك فريق من الممثلات و الممثلين يتبادلون الحوار و الحركة مع بطل العرض محمد صبحى ..
أما الإطار الفنى من ديكور و ملابس و شاشة عرض خلفية و اضاءة و موسيقى فلا حديث عنهم لأن مخرج العرض هو المبدع ( الذهبى ) محمد صبحى.
أما( المثقف الوطنى ) محمد صبحى فلقد إستطاع – متعاونا مع الشاعر محمد بغدادى – أن يعرض لنا تاريخ الحركة الثقافية فى مصر منذ الستينيات- حيث بدأ محمد صبحى مسيرته الفنية-
حتى الآن ..
و على قدر ما أسعدنا فلقد أوجعنا و نحن نقارن بما يحدث الآن على الساحة الفنية .
و لم يترك محمد صبحى( وجيعتنا ) تمر دون أن يشير إليها و يبرزها ، بل – و كما يفعل فى جميع ابداعاته الفنية – يقترح الحلول ..
إنها شركة حرة مستقلة للإنتاج الفني يساهم فيها الفنانون و بعض رجال الأعمال ، تقدم انتاجا يستوعب طاقات الفنانين و العاملين بالفنون بحيث :
( مافيش فنان حايقعد فى بيته من غير شغل ) !!
فى إشارة صريحة – كعادته –
إلى ما يجرى هذه الأيام !!!
أما تسليم الرمز التكريمى فكان له
( ميزانسين ) منضبط لم اشهده من قبل فى كثير من الاحتفاليات
و ذلك لأن ( المخرج ) محمد صبحى- بابداعه- ضفره و وزعه ضمن فصول العرض الفنى ، كل حسب المرحلة التاريخية .
أما البداية – و هى اللمسة الأولى التي يتبارى المخرجون فى إبداعها- فلقد تفوق محمد صبحى فى اختيار اللحظة ..
إنها بداية المسيرة مع رفيقة الرحلة و الحياة – العظيمة .. الفنانة و الزوجة .. الراحلة الكريمة نيفين رامز
لست ناقدا فنيا أو محررا صحفيا و لكنها سطور قليلة تعبر عن إحساس يغمرنى منذ الساعة السابعة مساء أمس الجمعة ١٨ديسمبر ٢٠٢٠ و حتى اليوم .
إن ما عشناه أمس فى مسرح محمد صبحى إنما هو عمل مؤسسى كبير مثله فى ذلك مثل كل ما يقدمه محمد صبحى من إبداع .
مسيرة فنية موفقة ، و مزيدا من الصمود و المثابرة فى تحقيق الفن الحقيقى الصادق المحترم من أجل مصر و المصريين
محمد فاضل
محمد فاضل مخرج مصري كبير