نابليون بونابرت في المشهد الثقافي الفرنسي. السينما والتاريخ بقلم صلاح هاشم
بعد فترة “حجر صحي” في فرنسا، لمواجهة ” الموجة الثالثة ” من وباء الكورونا، إمتدت الى أكثر من 10 شهور،من اكتوبر 2020 وحتى ابريل 2021، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم 29 إبريل في حوار صحفي لجريدة ” لوباريزيان ” والصحافة الفرنسية الإقليمية، عن “جدول زمني” لفك فترة العزل الصحي تدريجيا، يمر بأربعة مراحل، تمتد من يوم الإثنين 3 مايو الى30 يونيو..
تبدأالمرحلة الأولى يوم 3 مايو، ويتم فيها فتح المدارس الثانوية من جديد، والسماح للمواطنين ، التنقل بحرية في أنحاء البلاد..
وتبدأ المرحلة الثانية يوم 19 مايو، ويتم فيها العمل بنظام” حظر التجول” إعتبارا من التاسعة مساء وحتى 6 صباحا، وإعادة فتح المتاجر و المتاحف والمسارح والآثارودورالعرض السينمائي، مع إتخاذ كافة الاجراءات الصحيةالاحترازية الضرورية، والسماح بالتردد على الأندية، وممارسة الرياضة في الحدائق والمتنزهات،مع فتح المقاهي، لكن مع السماح فقط، بخدمة الزبائن، خارج المقهى، في الهواء الطلق..
وفي المرحلة الثالثة التي تبدأ يوم 9 يونيو، يسمح بفتح المطاعم والمقاهي، وتنظيم المهرجانات السينمائية والفنية، بحيث لايزيد عدد الحضور في المهرجان 5000 شخصا،واستقبال السائحين الأجانب من خارج البلاد ،الذين يحملون جواز مرور صحي، والسماخ بإقامة المعارض والأسواق والصالونات..
ثم رفع العزل الصحي العام الشامل عن الفرنسيين فقط في المرحلة الرابعة يوم 30 يونيو..
والمعروف أن هناك أكثر من 200 فيلم فرنسي وأجنبي، ينتظر أصحابها بفارغ الصبر، السماح بعرضها تجاريا ،من ضمنها مجموعة كبيرة من الأفلام الفرنسية ، التي حصلت على جوائز، في حقل السيزار- الأوسكار الفرنسي- الأخير.
وفي إطار إحياء ذكرى مرور 200 على وفاة الإمبراطور” نابليون” حديثا
قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،في تمام الساعة 17.49 يوم الأربعاء الماضي الموافق 5 مايو، بوضع إكليل من الزهور، على قبر ” الإمبراطور” تحت قبة مبنى ” ليزانفاليد ” الرائعة، في العاصمة الفرنسية باريس..
وكان ماكرون قبلها، ألقى كلمة في “المعهد الفرنسي” – المجمع العلمي -، ذكر فيها أن نابليون، هو مؤسس الدولة الحديثة- سياسيا واجتماعيا – في فرنسا، فقد كان مؤسسا ومشرعا واستراتيجيا فذا، ويمثل جزءا من ” هوية “، و ” تاريخ ” فرنسا، و ” قطعة ” من الشعب الفرنسي..
وكما كانت له حسناته ومآثره وأفضاله على الشعب الفرنسي، كما في وضعه للقانون المدني، كانت له أيضا عيوبه و أخطائه، ومن ضمنها إعادة العمل ب ” نظام العبودية “، بعد أن كان ألغي بفرار رسمي..
وكان نابليون كما هو معروف، توفي وعمره 51 سنة..توفي وحيدا وبعيدا جدا عن وطنه فرنسا،والشعب الفرنسي الذي أحبه،في تمام الساعة 17.49 يوم 5 مايو عام 1821، في جزيرة “سانت هيلينا” الصخرية، في جنوب المحيط الأطلسي، حيث نفاه الإنجليز هناك، بعد أن هزم جيشه في معركة ووترلو..
وقد تعددت مظاهرالإحتفال بمناسبة “إحياء ذكرى نابليون بونابرت” في المشهد الثقافي الفرنسي وتنوعت، من خلال نشر مجوعة كبيرة من الكتب والروايات والدراسات الجديدة، وبث البرامج الإذاعية والتليفزيونية التي تحكي عنه وعن حياته، وتنظيم ” معرض نابليون في قاعة “جراند هول دولافيليت” في الضاحية 19 في العاصمة الفرنسية، الذي يفتح أبوابه للجمهور في الفترة من 28 مايو إلى 19 سبتمبر 2021 ..
وعرض فيلم وثائقي رائع بعنوان ” نابليون بين الموت والمصير” في قناة آرتيه ARTE الفرنسية الألمانية، يصور كيف نجح نابليون قبل موته، في أن يصور نفسه كـ ” ضحية” لمعاملةالانجليز له في منفاه، بحيث يمكن إعتباره في مابعد شهيدا، وأن يجعل من موته هكذاأسطورة، تتجاوز قصة حياته البسيطة،لترتبط بشكل وثيق جدا،بـ “هوية” ، و “ذاكرة” و ” وحدة ” الأمة الفرنسية.. ولكل العصور.
( ينبع .. )
صلاح هاشم
صلاح هاشم كاتب وناقد ومخرج سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا