مؤلفات صلاح هاشم وسندبادياته مرآة لمغامرة الحياة التي عاشها بقلم ولاء عبد الفتاح
الكتابة لتحريك الساكن. لاقيمة للقطة لاتظهر فيها السماء والسحب الراحلة . وأنت ، كيف تمضي أنت ؟
admin اصدارات كتب, افلام, رئيسية, شخصيات ومذاهب 0
الكتابة لتحريك الساكن. لاقيمة للقطة لاتظهر فيها السماء والسحب الراحلة . وأنت ، كيف تمضي أنت ؟
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, لف الدنيا 0
لم أكن التقيته قبل أن يزورني مودعًا (! ) ليبدأ رحلة الهجرة إلى فرنسا. قدم نفسه كاتبًا للقصة القصيرة، وأهداني مجموعته “الحصان الأبيض”، وتحدث عن الرحلة الوشيكة، يشاهد، ويقرأ، ويثري تجربته القصصية من خلال التعرف إلى العالم المصغر الذي تمثله عاصمة النور الثقافي. تناثرت في حوارنا أسماء الرواد رفاعة الطهطاوي وحسين هيكل وطه حسين وتوفيق الحكيم، وإبداعات الرواية الجديدة في كتابات جان ريكاردو ومارترو وكلود سيمون وروبير بانجيه وناتالي ساروت وألان روب جرييه وغيرهم. عرفت – من رسائله الباريسية – أن السينما هي الفن الذي اجتذب اهتمامه، وتابعت مشاركاته في مهرجانات الأفلام، ومقالاته المواكبة للإبداعات السينمائية الحديثة. وحين جاوزت كتبه في السينما وأدب الرحلات مجموعته القصصية الوحيدة، أدركت أنه قد جعل الفن السابع موضعًا لاهتماماته.
بعد ما يقرب من الأربعين عامًا على زيارة صلاح هاشم الوداعية، التقينا في حوار مطول، سداه فن السينما الذي صار هوايته وحرفته.
يجد البداية – التي ربما لم يفطن إليها – في سينما إيزيس، بحي السيدة زينب: كانت مطارنا للانطلاق في رحلات سينمائية عظيمة إلى عواصم العالم ومدنه على جناح الصور. لم تكن تعرض في فترة الخمسينيات والستينيات إلًا الأفلام الأجنبية فقط، تنتزعنا بصورها وأحداثها المتخيلة وأجوائها الموسيقية من قلب الحارات والأزقة الضيقة في حي قلعة الكبش، لتزرعنا في قلب الميادين الواسعة داخل المدن الكبيرة، تضعنا على محطات القطارات، تتحرك بنا أمام واجهات المحال الضخمة، تحملنا إلى بواخر الركاب عبر المحيطات والبحار، صندوق بأجنحة يطير إلى باريس، يجعل العالم في متناول أيدينا.
كنا قد صعدنا – قبل أن نعرف أين ميدان العتبة وسور الأزبكية وشارع طلعت حرب وقصر النيل – إلى سقف باريس في فيلم لرينوار، وتجولنا في حي هارلم في فيلم روبرت وايز” قصة الحي الغربي”، وتجولنا في أسواق طوكيو في فيلم لصامويل فولر. جعلتنا السينما نعبر المحيطات في اتجاه مدن الغرب، قبل أن نقدم على المخاطرة بتجاوز حدود الحي إلًا في صحبة الأهل.
بقيت سينما إيزيس – في أذن كل واحد منا – جرسًا متصل الرنين، يدعونا إلى مدن العالم وقراه وصحاريه وموانيه، نتسلل إلى القاعة كأننا ندلف إلى كهف صناعي مظلم، ويسقط غبار مضيئ على الستارة. وترتوي أعيننا. تصبح حزمة الضوء الساقطة المتراقصة على الشاشة جسدًا وحياة، تقودنا إل مغامرة متجولة، ونظل هكذا حتى ينتهي العرض، ونخرج لنتحدث عن الفيلم الذي شاهدناه.
ثمة أفلام – حسب تعبير صلاح هاشم – أكبر من الأفلام، وأغنى من الكتب، وأعذب من مياه الجداول، أفلام من كوكب آخر، وفضاء آخر، بعظمتها وإنسانيتها وبساطتها. وثمة أفلام تتوهج بالكائنات التي تجعلك تحب الحياة أكثر، وتغسلك بعذاباتها من أدران حياتك وهمومها وتناقضاتها، ثم تجذبك إلى بساط سندسي من الصفاء لتكشف لك عن معاني الصداقة والحب والتضامن والرحمة والخير. وإلى هذه الأفلام تنتسب أعمال المخرجين صلاح أبو سيف وهنري بركات ويوسف شاعين ومجدي أحمد على وداود عبد السيد وعاطف الطيب ومحمد خان.
يجد في هنري بركات رائدًا بكل المقاييس. تواصلت ريادته عبر أفلام تركت تأثيرها في الوجدان المصري: لحن الخلود، الحرام، دعاء الكروان، ليلة القبض على فاطمة، وغيرها من الأفلام التي تزرعنا في ريف مصر الحقيقي، بعيدًا عن أجواء القصور والكباريهات، حتى الأفلام التي تستثير حماسنا، وتشعلنا بالعواطف الوطنية في أفلام مثل في بيتنا رجل والباب المفتوح.
صلاح أبو سيف أستاذ لجيل كامل من المخرجين، تعلموا حرفيات هذا الفن وأسراره على يديه في معهد السينما ومعهد السيناريو ( أدين شخصيًا لأستاذية أبو سيف في معهد السناريو ).
وإذا كانت السينما قد تربت – كما يرى صلاح هاشم – في أحضان التفاهات والميلودارميات الفاقعة، فإن شادي عبد السلام رفع بفيلمه اليتيم” المومياء” شأن السينما المصرية، وقربها أكثر من كلاسيكيات السينما العالمية. حقق سينما مغايرة، تعيد إلينا تراثنا، وتؤكد قيمة الخلود – وهي قيمة مهمة جدًا في الوجدان الديني المصري – بأسلوب سينمائي ملحمي، عذب، قفز بالسينما المصرية إلى قلب تيار الحداثة في السينما المعاصرة، وأعاد إليها ذاكرتها المفقودة.
وثمة أفلام عاطف الطيب التي تتوهج بقدرته الهائلة على تقديم الأفكار الإنسانية والعميقة، بأسلوب جماهيري يصل إلى أبسط متفرج، وبأكثر الأدوات السينمائية تقدمًا، بلا تعقيد ولا افتعال.
أما مجدي أحمد على فهو يضيف إلى تيار سينما الواقعية الجديدة في مصر، التي تلتصق بحياة الناس، لتكشف عن أعماق الروح الشعبية المصرية، ومقاومة هذه الروح لكل أشكال الإلغاء والقهر والعنف.
وبالنسبة لداود عبد السيد، فقد استطاع أن ينطلق من واقعية أستاذه صلاح أبو سيف، ليطورها، ويعمل فيها عمله مثل السحر، ليطل بنا على الروح المصرية التي تضحك في قلب المأساة، وتفلسف وجودها بإنسانية عميقة، تعانق فيها كل الكائنات، فتصل مباشرة، وببساطة، إلى القلب.
ولعلي أختلف مع صلاح هاشم في تقييمه لأفلام يوسف شاهين. إنها – في رأيه – بوابة ثقافية عملاقة إلى التاريخ المصري، وهي – في مجملها – تعطي المعنى لحب هذا الوطن. بل إنه يعتبر شاهين الأب الروحي للسينما العربية الحديثة، بأسلوبه السينمائي الذي استحدثه، فهو المؤسس لهذه السينما الحديثة، منذ بداية الستينيات.
هنا تفرض الموازنة – أو المقارنة – نفسها. أشير إلى اتفاقي – في هذه اللوحات القلمية – مع الصديق المخرج أحمد فؤاد درويش في أن توفيق صالح [ 26/6/1926 ] امتلك مشروعًا سينمائياً، أجاد التعبير عنه فى مجموع أفلامه، بعكس ابن مدينته، وابن جيله وزميله في كلية فيكتوريا يوسف شاهين.
كان مشروع يوسف شاهين أقرب إلى طريقة إلقائه ونطقه التى حرص أن يتكلم بها فى أفلامه حتى كبار الفنانين. يختلف توفيق صالح عن يوسف شاهين فى نظرة توفيق إلى دور السينما المجتمعى، وتعبيرها عن حياة الملايين من البسطاء، ذلك ما تبدى فى كل أفلامه التى تناولت الواقع المصرى منذ “درب المهابيل”. أما يوسف شاهين فقد حاول التجريب بأسلوب السينما الفرنسية، وأسلوب سينما الغرب بعامة. حرص على الحرفية فى الكادرات والأضواء والظلال والمونتاج والتقنيات السينمائية من مزج وتقطيع وفلاش باك وغيرها. اتجه بأفلامه إلى الصفوة، لم يفلت من محاولاته التجريبية سوى أول أفلامه” بابا عريس”، وأجمل أفلامه “الأرض”.
عاش كل من توفيق صالح ويوسف شاهين فترة من حياته فى العاصمة الفرنسية، أفاد توفيق من زخمها الإبداعى والثقافى، لكن نظراته ظلت متجهة إلى الحارة المصرية. كان مهمومًا – كما قال – بالبحث عن لغة سينمائية مصرية خاصة، وتكريس كل ما اكتسبه من معرفة لإفادة صناعة السينما المصرية، ولا يخلو من دلالة تردد توفيق صالح – عقب عودته إلى القاهرة فى 1953 – على دور سينما الدرجة الثانية، يتعرف إلى ردود أفعال المشاهدة فى الجمهور المتلقى. أما شاهين فقد ثبتت نظراته على تجارب السينما الفرنسية، ساعده فى محاولاته ما كان يحصل عليه من دعم حكومى فرنسى.
ولعله يجدر بنا أن نـتأمل نقد صلاح هاشم لفيلم يوسف شاهين “المهاجر”. الفيلم يحتشد بأفكار شاهينية خاصة عن التعصب والتسامح والسلطة، ويتناول المجتمع المصري القديم في صور مسطحة وتبسيطية، وكاريكاتورية أحيانًا. إعلاء قيمة الدرس والتحصيل والتمرد على الأسرة والانتصار بسلاح الإرادة، وأفكار أخرى كثيرة ناقشها الفيلم بالكلام والخطاب في السيناريو، وعلى ألسنة الممثلين،
لكن ذلك كله غاب عن بنيان الفيلم ونسيجه الفني. وإذا كانت وظيفة الفن هي التلميح وليس التصريح كما في الخطاب السياسي، فإن الأفكار أقحمت على الفيلم، وفرضت على المشاهد، ولم تنبع من داخلها. لذلك – والقول لصلاح هاشم – بدا الفيلم في الكثير من أجزائه – بعد بدايته الموفقة – بطيئًا، ولا يحتمل!
يعيب صلاح هاشم على معظم الأفلام المصرية ميلها إلى الإفصاح عن موعظة. ربما لوت ذراع الأحداث، وبدلت مسارها، ليفيق الجاني من فعلته، أو لينال جزاءه، وينتصر الخير – دائمًا في النهاية.
السينما الحقيقية أداة طيعة في يد مخرج فنان، متمكن، يجسد بها صور الواقع والأوهام والأحلام، والأفلام الحقيقية هي التي تقدم لنا صورة العالم، بكل تناقضاته وأزماته وحروبه ومآسيه، تدعو المتلقي إلى المشاركة حتى لا يقنع بالفرجة فحسب، وإنما يسعى إلى أخذ موقع من هذا العالم، وقضايا العصر المصيرية.
ولصلاح هاشم رأي في الأفلام العربية التي تعالج قضايا المرأة. إنها مجرد محاولات للخروج من الحبس والانعتاق، بالتحايل على الرقيب والمنتج والسلطة السياسية، والخروج إلى الناس، تخاطبهم بمشكلاتهم وما يعانون. يضيف أن العقليات القديمة لا تزال مهيمنة على السلطة السياسية في بلدان العالم الثالث، لا تستطيع أن تحل للناس مشكلاتهم، ولا تقدر على محاربة التيارات التي تريد – بسطوة السلاح – جذب مجتمعاتنا إلى عصور الانحطاط والتخلف.
في المقابل، فإن المهرجانات الدولية التي تعرض لسينما المرأة – أو أفلام النساء – تعني بتقديم قضايا المرأة ومشكلات عصرها ومجتمعاتها، وتحاول اجتذاب الجمهور العريض – من الجنسين – على أوسع نطاق، للتعرف إلى وجهة نظر المرأة، وتفهمها، ومناقشتها أيضًا، مع المخرجات المبدعات.
اللافت أن هذه الأفلام تجاوز المتوقع، فلا تعلو بالصراخ والعويل، وإنما تكشف – بأسلوب يقترب من روح الشعر – عن مشكلات المجتمع، ويستبدل بالكلام الزاعق الهمس الرومانسي، لكي يصالح بين المتناقضات، بين المأساة والملهاة، والمرأة – عمومًا – أقدر في أفلامها على التأثير في المتلقي، بعيدًا عن الحساسية البيولوجية.
سينما الواقع- السينما التسجيلية – التي يقام لها في العاصمة الفرنسية مهرجان سنوي، هي التعبير الصادق عن دور الفن السينمائي، بعيدًا عن أحلام وأوهام السينما التجارية. إنها تضم الأفلام القصيرة والطويلة التي تضع الكاميرا في قلب الواقع، وتصور حياة الناس دون تزويق أوتزييف، بعيدًا عن السينما الروائية التي تعتمد على سيناريوهات مكتوبة من إبداع الخيال، وتصور أحداثها داخل استديوهات السينما. القيمة الأهم لهذه السينما أنها تفتح أعيننا على الحقيقة، من خلال مدرسة جيل كامل من المخرجين العمالقة، دخلوا هذا المجال منذ البداية، وأبدعوا فيه، وظلوا مرتبطين به حتى بعد أن تخرجوا في ” معهد الكامير المحمولة على الكتف” التي تخوض زحام الناس في الشوارع، وتلتحم بهم، وتسألهم عن واقعهم، وترسم – من خلال رصد الظواهر – مسيرة النوع الإنساني وقدر البشر. إنها – والكلام لهاشم – النوع الأصلي الذي يعيد إلى السينما ذاكرتها الأولى، ويجعلها “وثيقة” تاريخية للأجيال القادمة، ويجعل السينما أداة للتفكير في تناقضات المجتمع.
انطلاقًا من هذا المعنى فإن الأفلام الوثائقية هي السينما الحقيقية التي تشتري حريتها، ولا تدخل في مساومات ومفاوضات، ولا تقدم تنازلات في ساحة الفيلم التجاري الذي تتحكم فيه عوامل انتاجية ضخمة، تفرض أثقالها وقيودها على العمل، وتكبله. الفيلم القصير ساحة للحرية والتجريب الفني المعملي، تحاول أن تجسد – في لحظات – طموحات الفنان الحقيقي وأحلامه وآماله في مخاطبة الذات الإنسانية. ولعل أهم ما في الفيلم القصير الروائي والتسجيلي ثلاثة عناصر أساسية تشكل وجوده الديناميكي، وهي الصفة الشخصية للفيلم في ما يمكن أن نطلق عليه الذاتية عندما يصبج الفيلم القصير أشبه برسالة حب شخصية للتواصل مع كل الناس، كما لو أن الفيلم سيرة ذاتية لصاحبه.
سألته: لهذا جاء انحيازك للفيلم الوثائقي؟
قال: الفيلم الوثائقي رحلات استكشاف ومغامرات في التاريخ والجغرافيا والقيم والمعتقدات والتقاليد. قيمته الأهم في نقله الواقع كما هو، دون حذف ولا أضافة ولا تعديلات. كلما صدق في التعبير عن الواقع صار أقرب إلى وجدان المتلقي. الفيلم الذي يلجأ مخرجه إلى المخيلة، أقرب إلى كاتب السيرة الذاتية التى يداخلها الخيال والحكايات غير الحقيقة وادعاءات البطولة. إذا لم يحترم مخرج الفيلم القصير ذكاء المتلقي، وقدرته على التفرقة بين ماهو حقيقي وكاذب، فإن المتلقي سينصرف عن الفيلم باعتباره بضاعة زائفة!
ينفي صلاح هاشم مقولة إن السينما العربية لم تعد تطعم خبزًا. إنها تطعم تجار الفن في بلادنا، بعد أن تحولت على أيديهم إلى تجارة.. المنتج هو الذي يتحكم الآن في كل شيء، لا هم لغالبية المنتجين إلًا الكسب السريع، بعد أن فهموا قواعد اللعبة في إطار النظام العالمي الجديد، وفي ظروف اجتماعية ترفع شعار اخطف واركض. من هنا تأتي الأسئلة: هل الناس في بلادنا في حاجة إلى السينما؟ هل الأفلام ضرورة في حياتنا؟ لمن نصنع هذه الأفلام؟ أين تعرض؟ من يشاهدها؟
جزء من أزمة السينما العربية، أن العمل فيها يسير بالنية الحسنة. يتوقع غالبية صناعها أن يفتح الله عليهم أبواب الرزق مع بداية كل فيلم يحط من الذوق الفني، ويخدر العقول. ومن الصعب أن تجد ممثلًا يعلل نجاحه أو فشله لأداء دور معين، هو يرجع أسباب هذا الفشل إلى سبب آخر غير التمثيل. ربما تفاهة القصة، أو ضعف السيناريو، أو قلة حيلة المخرج والفنيين.
حتى تتخطى السينما العربية ما تواجهه من مشكلات وعقبات، فإن المطلوب أن نتعرف -بداية – إلى مشكلات السينما المصرية، فعلى عاتقها الآن صناعة السينما العربية، هي التي كان تقود، ولم يعد ذلك كذلك، وعندما تنهض من كبوتها سيصير لهذا الفن شأن، فمصر – باعتراف الجميع – هي وطن السينما العربية. عندما يصبح الفيلم المصري، والعربي بالتالي، كائنًا حيًا نابضًا، يتنفس، وتصبح الأفلام ضرورة مثل الهواء الذي نتنفسه، ومنهاجًا للدراسة، ووثيقة الصلة بحياة الناس، وثقافتهم، وحضارتهم، فإن فن السينما سيقوى، ويكتسب المزيد من العافية، ويصبح لدينا سينما بحق وحقيق.
صلاح هاشم مصطفى من مواليد القاهرة في 12 نوفمبر 1946. حصل على ليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة القاهرة سنة 1969، وعلى ماجستير في الحضارة الأمريكية ( أدب الزنوج في أمريكا )، ودبلوم في الدراسات السمعية والبصرية من جامعة فانسان الفرنسية.
أخرج الفيلم التسجيلي” كلام العيون” في باريس سنة 1976. ثم أخرج أفلام: ” البحث عن رفاعة” ، “وكأنهم كانوا سينمائيين” ، “القاهرة 24 ساعة”، “حكايات الغياب” . من كتبه:” الوطن الآخر، سندباديات مع المهاجرين العرب في أوروبا وأمريكا” ، ” السينما العربية المستقلة – أفلام عكس التيار” ، السينما العربية خارج الحدود” ، “تخليص الإبريز في سينما باريز” ، ” الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية” ، ” مغامرة السينما الوثائقية – تجارب ودروس” ، “كرسي العرش – حكايات من قلعة الكبش” و “موسيقى الجاز” ، “سينما السود في أمريكا”، “سينما الواقع – إطلالة على حداثة السينما الوثائقية المعاصرة” ..
ترجم أعمالًا لطاغور وكازنتزاكس وهرمن هسه وهوشي منه وهمنجواي. رأس تحرير مجلة” الفيديو العربي” الفنية الشهرية التي كانت تصدر في لندن أوائل الثمانينيات. شارك في عضوية لجان التحكيم الدولية في المهرجانات السينمائية الدولية. يعمل مستشارًا إعلاميًا للعديد من المؤسسات والمهرجانات السينمائية الفرنسية.
سألته: ما الصورة التى تعلق بذاكرتك منذ سفرك إلى باريس؟
قال: صورة تخيلتها في ميدان الكونكورد. رفاعة الطهطاوي وهو يتابع الفنيين الفرنسيين يضعون المسلة المصرية، مسلة آبائه، في موضعها الحالي بالميدان، تعبيرًا عن الحضارة القديمة، العظيمة، وهي تعلو، وتشمخ في قلب عاصمة النور.. الحديثة.
***-
وبعد أن قرأ الأستاذ الفنان والباحث التشكيلي الكبير فكري عياد مقال ” ناس من مصر ” المرفق..” صلاح هاشم غواية السينما ” وأعجب به كثيرا،إرسل إلي التعليق التالي، الذي نشرناه في موقع ” سينما إيزيس” ويقول فيه :
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, نزهة الناقد 0
ناس من مصر في وداع الأمير
عمنا وكاتبنا المصري الكبير المرحوم محمد جبريل كتب في باب ” ناس من مصر ” بجريدة ” القاهرة ” – العدد 1106- بتاريخ 28 سبتمبر 2021 ، مقالا رائعا بعنوان ” ناس من مصر . صلاح هاشم غواية السينما “
ليرسم صورة بورتريه للحصان الشارد، كاتب هذه السطور – الذي خطفته جنية السينما وأفلام سينما إيزيس في السيدة زينب منذ صغره ،
فيروح محمد جبريل يحاوره، ويكتب بحب عن مغامرة الحياة المثيرة التي عاشها ذلك الصغير، ليلحق بركب المشاءين الكبار، ويدلف الى داخل شرنقة الحب الصوفي، على درب التنوير.
حتوحشنا جدا جدا يا أستاذ، ولن ننساك ابدا ، فقدشرفتنا، وغمرتنا بإعجابك وحبك، و كنت صورة لمدينتك الأسكندرية ،التي جعلتها تسكن قلوبنا وروحنا، بكتاباتك وحكاياتك ورواياتك، ونشم فيها دوما عطر بحر الأحباب ،من عند أدهم وسيف وانلي، وسيد درويش ، و قسطنطين كفافي، مرورا بتوفيق صالح، وبنات بحري ، ومفروزة، والميناء، و سيدي مرسي أبو العباس.
وداعا يا حبيبي الأمير
صلاح هاشم مصطفى
مؤسس ورئيس تحرير موقع ” سينما إيزيس “
People of Egypt Bidding Farewell to the Prince
Our great Egyptian writer, the late Mohamed Gibriel, wrote a wonderful article titled “People of Egypt: Salah Hashem, the Seduction of Cinema” in the “People of Egypt” section of Al Kahera newspaper (Issue No. 1106, dated September 28, 2021).
In this piece, he painted a portrait of the wandering horse—this writer of these lines—who was captivated by the genie of cinema and the films of Cinema Isis fin Saida Zeinab from a young age.
Mohamed Gibriel engaged in a heartfelt dialogue, writing with love about the thrilling adventure of life that this child experienced as he joined the ranks of great wanderers and stepped into the cocoon of mystical love, on the path of enlightenment.
We will miss you dearly, dear scholar , and we will never forget you. You honored us, overwhelmed us with your admiration and love, and you were a true reflection of your city, Alexandria. Through your writings, stories, and novels, you made it dwell in our hearts and souls, where we always breathe in the fragrance of the beloved sea—from Adham, Seif Wanly, and Sayed Darwish, to Constantine Cavafy, passing by Tawfiq Saleh, the daughters of Bahari, Mafrouza, the port, and Sidi Morsi Abu Abbas.
Farewell, my beloved prince.
— Salah Hashem
Founder and Editor in Chief of CINEMAISIS SITE
Les gens d’Égypte font leurs adieux au prince
Notre grand écrivain égyptien, Mohamed Gibriel, a écrit un magnifique article intitulé “Gens d’Égypte : Salah Hashem, la Séduction du Cinéma” dans la rubrique “Gens d’Égypte” du journal Al-Qahera (numéro 1106, en date du 28 septembre 2021).
Dans ce texte, il a dressé le portrait du cheval errant—l’auteur de ces lignes—qui fut envoûté dès son enfance par la génie du cinéma et les films de Cinéma Isis.
Mohamed Gibriel dialogue avec lui et écrit avec amour sur cette aventure palpitante qu’a vécue cet enfant, qui rejoignit les rangs des grands marcheurs et entra dans le cocon de l’amour mystique, sur le chemin de la lumière.
Tu nous manqueras énormément, cher professeur, et nous ne t’oublierons jamais. Tu nous as honorés, comblés de ton admiration et de ton amour, et tu étais le reflet fidèle de ta ville, Alexandrie. Par tes écrits, tes récits et tes romans, tu nous l’as fait aimer, nous permettant d’y sentir toujours le parfum de la mer bien-aimée—depuis Adham, Seif Wanly et Sayed Darwish, jusqu’à Constantin Cavafy, en passant par Tawfiq Saleh, les filles de Bahari, Mafrouza, le port et Sidi Morsi Abu Abbas.
Adieu, mon prince bien-aimé.
— Salah Hashem
admin افلام, رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد 0
السيناريست بشير الديك، آخر الراحلين من كُتاب السيناريو الكبار المهمومين بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، وأحد الطارحين بجرأة لأزمات المُهمشين من الكادحين والمُتحدثين بلسانهم، فهو أعرف الناس بهموم ومُشكلات أولئك المأزومين عبر كل المراحل السياسية، الذين لم يُصبهم تغيير يُذكر اقتصادياً كان أو ثقافياً، رغم كثرة الكلام وغزارة التصريحات عن تحسين أوضاع الفقراء، والنهضة غير المسبوقة التي صاحبت الانفتاح الاقتصادي في سبعينيات القرن الماضي، حسب المزاعم التي ساقها أصحابها من صُناع القرار آنذاك!
قدم الكاتب والسيناريست بشير الديك، عشرات الأعمال التي ترجمت هموم العامة في محاولات صادقة للإنصاف والانحياز العفوي لمن هم ملح الأرض، حيث اهتم على وجه الخصوص بطبقة العُمال والحرفيين وأصحاب المواهب المُعطلة بفعل الظروف الصعبة التي حالت دون تحققهم واغتالت أحلامهم في مهدها، مع الإشارات المُتكررة إلى تمييز أصحاب النفوذ والواصلين من رجال الأعمال وسماسرة العصر الجديد في زمن الانفتاح المنكوب، الذي أتى على الطبقة المتوسطة فلم يُبق منها أحد، اللهم غير الملامح القديمة التي تشهد بالبؤس وقصر ذات اليد والانزواء بعيداً عن بؤر الصراع المحموم – صراع الديوك. وقد وجد بشير الديك ضالته مع المخرج عاطف الطيب، الذي كان يشبهه فكرياً وثقافياً، فارتبط به وشكّل معه ثنائيا ظل مستمراً لفترة طويلة، وأسفر التعاون بينهما عن إنجاز عدة أفلام اختلفت في جوهرها ومضمونها عن السائد والتقليدي، حيث جاءت ملامسة بشكل حقيقي لأوجاع الطبقة المُستهدفة المغلوب على أمرها.
وربما كان فيلم «ضربة معلم» بطولة كمال الشناوي ونور الشريف واحداً منها، فمن خلاله طرح الطيب والديك نموذجاً لنفوذ الكبار من الذين يتصورون أنفسهم فوق القانون، ويحتمون بأموالهم من سيف العدالة، فالشاب شريف منير، الذي قتل صديقة لشكه في وجود علاقة آثمة بينه وبين أمه، كان رمزاً للجريمة، بينما كانت الأم والصديق عنواناً للخيانة والتحلل الأخلاقي، بيد أن المحور الأساسي للفكرة تمثل في طغيان الأب المليونير كمال الشناوي، الراعي الرسمي للفساد والمُحرض على الجريمة لأسباب تخص علاقته المُرتبكة بمطلقته الخائنة.
وفي الفيلم المذكور لعب نور الشريف دور ضابط المباحث الشريف، الذي يُحقق في الجريمة بنزاهة ويرفض المُساومة ويرسم خُطة دقيقة ومُحكمة للإيقاع بالجاني بعد أن يخدع الأب ويوهمه بإمكانية التعتيم على الأدلة التي تُدين ابنه مقابل مبلغ كبير من المال. نموذج آخر جمع أيضاً بين عاطف الطيب وبشير الديك ونور الشريف هو فيلم «سواق الأتوبيس»، وهذا الفيلم تحديداً مثل صرخة قوية في وجه اللصوص، كبارهم وصغارهم، إذ اعتمد السيناريو على عنصر أساسي وهو القيمة المُشار بها إلى ورشة الخشب والنجارة التي يملكها الأب الهرم المُسن عماد حمدي، والتي تعرضت إلى النهب والسرقة من محترفي النصب والاحتيال، وهم أقرب الأقربين إلى البطل، بما يعني أن الفساد ربما يكون داخلياً في كثير من الأحيان إذا ما وجدت دلالات المؤامرة على الموروث.
وهناك ربط مُتعمد بين الورشة وأجواء الانفتاح الطاغية في المكان المركزي للأحداث المتلاحقة، وعلاقتها بالنشاط التجاري المشبوه في المنطقة الحرة في مدينة بور سعيد آنذاك إبان فترة السبعينيات، بإشارات كثيرة ومتعددة عن حجم الأخطار القائمة والتغير الطارئ في الثقافة الاجتماعية للأسرة التي هي نواة المجتمع ككل. وفي سياق ما تم طرحة يساوي بشير الديك بين اللص النشال، الذي يُمارس نشاطه الانحرافي في الأتوبيس واللصوص الآخرين الذين يُمارسون أنشطتهم في المنطقة الحرة في المدينة التجارية العريقة التي صدّرت الأبطال وتصدرت المقاومة الشعبية أيام العدوان الثلاثي.. إنها المفارقة بكل مستوياتها يركز عليها الكاتب الراحل صاحب الرؤية ليبُين الفروق الجوهرية في المُتغير الاجتماعي والسياسي والثقافي، الذي طرأ على الحياة في مصر خلال الفترة ما بين 1973 و1978.
وبانتقال التجربة الإبداعية للكاتب بشير الديك من عاطف الطيب إلى محمد خان، حدث التحول النسبي، أو الطفيف في شكل الكتابة السينمائية، حسب الاختلاف النوعي لمفهوم الواقعية الجديدة، الذي لم يكن الديك مُنسجماً معه تماماً، باعتباره من المُنتمين لواقعية المخرج صلاح أبو سيف المباشرة، في طرحه لجُل القضايا الأساسية بعيداً عن تلك الرؤية الشاعرية التي اعتمدها خان في معظم أفلامه.
ورغم اختلاف الأسلوب والتوجه نوعاً ما، استطاع بشير الديك التكيف مع مدرسة محمد خان الجديدة فقدم تابلوهاته الإنسانية بانسيابية شديدة في أفلام مثل «الحريف» لعادل إمام و»طائر على الطريق» لأحمد زكي، ففي الأول قدم هموم لاعب الكرة «فارس» الشاب الموهوب الذي لم يجد لموهبته الكروية سبيلاً غير اللعب في الساحات الشعبية، مُتخذاً من المُراهنات وسيلة لكسب ما يحتاجه من نفقات اليوم، للمُستلزمات الضرورية ومُكتفياً بجمهور العوام من سكان الأحياء الفقيرة البسيطة، بعدما فاتته كل فرص التفوق في النوادي الرياضية الكُبرى، ليظل يُلاحق حُلمه كلاعب بلا توقف لتحقيق ذاته التي تاهت منه وسط الزحام وفي خضم الهموم والمُشكلات!
وفي فيلم «طائر على الطريق» يُعاود الثنائي محمد خان وبشير الديك البحث عن الأحلام المُجهضة، فسائق سيارة الأجرة يُصادف حُبه لأول مره مع سيدة متزوجة (فردوس عبد الحميد) زواجاً تعيساً ومُفتقدة هي الأخرى لأهم أحلامها «السعادة». وتبدأ المعاناة النفسية للشخصيتين في مشوار الحياة القاسي بغير إنجاز لأي شيء حقيقي غير الهزيمة التي تتوج مسيرتهما وتُحاصرهما بقانون العادات والتقاليد واستبداد الزوج الذي يرفض الطلاق. ويغلق بشير الديك القوس على المأساة الإنسانية، ويترك الحُكم للجمهور بفلسفة بسيطة في لغة الكتابة ورسم الشخصيات.
كمال القاضي كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في القاهرة.مصر
**
admin افلام, رئيسية, رسائل, شخصيات ومذاهب, يوسجي سينما إيزيس 0
#دعوة لحضور عرض الفيلم الوثائقي “البحث عن رفاعة”
يدعوكم بيت السناري لحضور عرض الفيلم الوثائقي المثير “البحث عن رفاعة” للمخرج والكاتب القدير صلاح هاشم.
فيلم يكشف عن:
–حياة وأفكار رفاعة الطهطاوي، علامة فارقة في تاريخ الفكر المصري الحديث.
–رحلة سينمائية تجمع بين التاريخ والواقع، تأخذنا بين باريس والقاهرة وأسيوط وطهطا لنتتبع أثر هذا المفكر العظيم.
–تساؤلات حول مدى استفادتنا اليوم من إرث الطهطاوي التنويري.
الموعد:
الأربعاء الموافق 22 يناير 2025
السادسة مساءً
“البحث عن رفاعة”… أكثر من مجرد فيلم وثائقي:
إنه رحلة في ذاكرة “رائد نهضة مصر الحديثة”، الذي انطلق من طهطا إلى باريس ليعود حاملاً لواء العلم والتنوير. فيلم يكشف عن إسهاماته العظيمة وتأثيره الممتد في تشكيل وعينا المعاصر.
نبذة عن الفيلم:
مدة العرض: 61 دقيقة
إخراج: صلاح هاشم
تصوير ومونتاج: سامي لمع
إنتاج منفذ: نجاح كرم
موسيقى: يحيى خليل
إنتاج: سينما إيزيس
عُرض الفيلم لأول مرة في 9 يونيو 2008 بجامعة لندن، قسم الدراسات الشرقية. وشارك في عدة مهرجانات عربية وعالمية، منها:
*كارافان السينما العربية والأوروبية في عمّان، الأردن.
*متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية في مارسيليا، فرنسا، تحت عنوان “الطهطاوي.. مونتسكيو العرب”.
عن المخرج:
صلاح هاشم مصطفى، الكاتب والناقد والمخرج السينمائي المصري المرموق، ابن حي السيدة زينب، والذي يجمع بين الإبداع السينمائي والرؤية الثاقبة في أعماله.
لا تفوتوا فرصة حضور هذا العرض المميز والتعرف عن قرب على قصة رائد من رواد نهضتنا.
نتطلع إلى حضوركم لمشاهدة الفيلم الذي حصد إعجاب الجمهور والنقاد في مهرجانات عالمية مرموقة!
**الحضور مجاني ومتاح للجميع.
#بيت_السناري
#عروض
#وثائقية
#مجانية
#تاريخ #ثقافة #حداثة
admin Uncategorized, رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد, مفكرة سينمائية 0
admin رئيسية, كل جديد, مختارات سينما ازيس 0