إختراع النظرة.تحية الى مدحت نصر بقلم فكري عياد
دعني.. أمضي معك. وأطل وانطلق مع موكب حافل في حافلة أحلامك. دعني…. أرتشف من صفحات الابداع وشاعريه الألوان تتعانق مع أوراقك. تنقش وتتنفس وتتَنَزه مع براءة طفولية أقدامك. نركض ونمرح ونتمتع في صفحة أيامك.
مسيرة حاشدة من ألحان تقطن عامرة وغَامِرَة ، بأنغام الإبداع والإبتكار والتجديد في وجدانك. ترصد لُبّ ومُهْجَة نسيم الماضي، يعيش في سكرة خيالك. سحر ريشة فنان، ينطلق في لمسات فنيه حانية هانئة، في أضلع تكويناتك. عبيره يتنفس من خطوطك وألوانك. ينجلي في نفوس وعيون شخصيتك وشخوصك. رويدا.. رويدا.. دعنا ياصديقي… نتجول معك ونتحاور ونتذوق أسرار وخَبَايا قصصية، في فكرة حكاياتك. رحلة ممتعة في عالم براءة العيون، تُرَتِّل وتَغْزِل ابتهالاتِ الحب في رموزك. بين مراقد النسيانِ، سريت في جنح الليل ذكرياتك. تبحث عن نجم ضياء تائه، في سراب الروح ، يبحث عن لقاء وتواصل افتراضي أمام مرايا عيونك.
دعنا ياصديقي.. نتجول معك في الرؤيه الخلفيه والخفية، في بساطة وسهولة، على وسادة رحلة رحبة في مراحل إنجازاتك. دون تَّصَنُّعِ ، نمُرُّ ونلامس طَيْفُك، وأنت تنفضُ الأكفانَ من قشور وضجيج وجَلَبَة ودَوِيّ الصخب من حولك. تورقُ الحياةُ في الزهور الناعسة ، وتخطف رحيق ‘طفولة” رَغْدة رَقِيقة ، رَهِيفة تنبض بالحياة خافقة.. وكأنها أنفاس تعبر بَصَرنا من ماضينا لتبقى أمامنا خالدة متألقة. تأسرنا بأفلاكٍ سابحة في خيالك ، وتساؤلات عديدة تلتهم أفكارنا. كيف تمكنت من جمعها في مراحل متعددة. دعنا نأخذ برهة ونتناغم مع الإبداع في تَطوُّر مستمر في مواكبة تقنياتك. مُزَاوَلَة متواصلة، ومُمَارَسة في دراسة علمية وفنية. أَنْتَجَت وأَنْجَزَت وإِسْتَحْدَثَت وسائل مبهرة معبرة تجسم “فنون الحفر” في طباعاتك. إِنْتَعَشَ “الفن المطبوع” من أولي خطواتك . كنت معك ذات يوم في مرسمك، اشاهد أولى أعمالك المُتَمَايِزة والمُخْتَلِفة، والمُغَايِرة لنمط أساليب من حولنا. نتحاور مع ومضات من فكر يسكن رؤيتك الثاقبة. ولم تكف أو تتوقف لحظة، لشحن بصيرتنا الفنية والثقافية بأطروحاتك، وشخصية فنية، لا مَثِيل لها. فلسفية أعمالك..!
أجنحتها تسبح مع طيور الجنه الهائمة في عنان السماء، تمرح في صَفَاوَة ونَقَاوَة، في طفُوليّة وعَفْويّة عبر طرقات السنين الماضية والحاضرة. أخذتنا مع زمان ومكان في غياهب أَبَدِيَّة الكون ، في شطحات خيالية في ثياب واقعية، من وحي حياة وروح تسكن في مدارك وإِدْراك ووَعْي إحساسك. الفنان التشكيلي الكبير “مدحت نصر”. “صديق ورفيق مشوار جميل عشناه وعشقناه معا.” يأخذنا جيئة وذهابا، إلي أطلال ماضينا، لتعود أمامنا مشاهد ومرئيات رَغْدة رَقِيقة . لنشاهد معه، بلغة الإبداع ، “الطفولة” تتحسس فكرنا، وتطرد عتمة أيامنا، وكرب وغِلْظَة وفَظَاظَة، وشَرَاسَة شَظَف الحياة، تحت ثِقْل أقدامنا.
مدحت نصر
نغوص، ونذوب، وتغمر عيوننا، مع تكوينات خيالية ، إِنْسِجَمت عيونها، في تَآلُف ووِئام وتَنَاغُم، من روضة حياته، وكأنها تخرج في إِتِّسَاق ومُوَاءَمَة، من أسوار سجنها، تحتضن في حنان ومَحَبَّة، ورِقَّة مشاعرها، مُجَاوَرَة ومُلاَمَسَة في دفء بعضها. شخوصه متراصة في إنْصياع وسكون ، تنظر إلينا على سجيتها، “طفولة”.. تعانق الحقيقة فوق ستائر السحاب الراحلة. دعنا ياصديقي…. نعود ونهبط أَدْرَاجَنا، قبل أن تسْتَدْرِجُنا مُشاكَسَة أيامنا. لنقول معك.. ياليت طفولتنا تعود يوماً… ما. !!
فكري عياد.. لندن
فكري عياد باحث وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن .اللمملكة المتحدة