صلاح هاشم يكتب لجريدة ” القاهرة ” عن مهرجان الإسماعيلية السينمائي، ولماذا سوف تكون دورته 25 المقبلة ” إستثنائية ” عن إستحقاق وجدارة ( 1 من 3 )
خرجت بوم الأربعاء 21 فبراير و رغم برودة الطقس ، متجها من الحي السابع في مدينة نصر الى مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية ،الذي شهد وبحضور جريدة ” القاهرة” إقامة المؤتمر الصحفي لمهرجان الاسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، الذي يقام تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، وكان ذلك للإعلان عن تفاصيل الدورة الـ25 والتي ستقام في الفترة من 28 فبراير وحتى 5 مارس 2024، بحضور ومشاركة كل من : الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما، والدكتور حسين بكر رئيس المركز القومي للسينما، والناقد السينمائي عصام زكريا رئيس المهرجان، ورامي المتولي المدير الفني للمهرجان، والصحافة والقنوات التليفزيونية في مصر..
وأود هنا ،وقبل أن أحكي عن المؤتمر الصحفي، التذكير بأن علاقتي بمهرجان الإسماعية السينمائي، أحب المهرجانات السينمائية الى قلبي في مصر، هي علاقة جد حميمية، وتمتد الى أكثر من 30 عاما،حين كلفت عام 1991 من قبل إدارة مهرجان الاسماعيلية، ممثلة بالإستاذين الجليلين، الكاتب والمؤرخ الكبير الأستاذ أحمد الحضري – هؤلاء علموني – والكاتب والمخرج الكبير هاشم النحاس الذي كرس حياته كلها لإبداع الأفلام الوثائقية، و من ضمنها رائعته ” النيل أرزاق“.، الإشراف على إدارة المؤتمرات والندوات الصحفية باللغة الفرنسية، بينما تولى الاستاذ الناقد الكبير فوزي سليمان- هؤلاء علموني -إدارة الندوات باللغة الإنجليرية، وبعد نجاحي في المهمة التي القيت على عاتقي، تطورت علاقتي بالمهرجان وبالمركز القومي للسينما أكثر في مابعد وتوثقت، فعملت مندوبا وممثلا لمهرجان الإسماعيلية في فرنسا ،بل وعموم أوروبا، من واقع عملي في باريس التي أتخذتها سكنا، كما صدر لي عن المهرجان مجموعة من الكتب أذكر من ضمنها ” مغامرة السينما الوثائقية. تجارب ودروس ” و” الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية ” و ” سينما الواقع . إطلالة على حداثة السينما الوثائقية المعاصرة ” وغيرها..
الاسماعيلية 25 سوف تكون دورة إستثنائية بإمتياز
وعودة الى المؤتمر، افتتح اللقاء، مع “ثلاثي الفيلم الوثائقي الآن في بلدنا “بكلمة للدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة، أكد من خلالها أهمية هذه الدورة وو صفها بالاستثنائية، حيث تتزامن مع الاحتفال باليوبيل الفضي لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، ومرور 25 عاما على إقامته، ووعد بدورة تليق باسم المهرجان ووزارة الثقافة والمركز القومي للسينما.
كما رحب الدكتور حسين بكر في كلمته بالإعلاميين والصحفيين والسينمائيين الموجودين في المؤتمر، وقال “سعيد لوجودي بينكم اليوم ولحظي السعيد أن أكون رئيسا للمركز القومي للسينما تزامنا مع الأحتفال باليوبيل الفضي لمهرجان الإسماعيلية العريق، وأوكد لحضراتكم أنكم في انتظار برنامج ضخم مليء بالأفلام المختارة بعناية شديدة وفعاليات شيقه، ظل يعمل عليها رئيس المهرجان الناقد الكبير عصام زكريا الذي قام بإعدادها على مدار أشهر طويلة“.
ووجه بكر الشكر لوزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني على دعمها للمهرجان، وللدكتور خالد عبد الجليل لسعيه دائما لتذليل كافة العقبات وكل من ساهم في الدعم لإقامة هذه الدورة..
ثم أعلن الناقد عصام زكريا عن تفاصيل الدورة الـ25 لمهرجان الإسماعيلية، والتي يشارك بها 121 فيلما من 62 دولة، حيث تضم مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة 12 فيلما وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة 20 فيلما وفي الروائي القصير 20 فيلما، وفى مسابقة التحريك يشارك 18 فيلما، أما مسابقة الطلبة فيشارك بها 17 فيلما.وأعلن عن أسماء المكرمين خلال الدورة الـ25 قائلا: “هناك تكريم دولي وعربي ومصري، حيث يكرم المهرجان كلا من المخرج الأمريكي ستيف جيمس، والمخرج الفلسطيني مهدي فليفل والفنانة المصرية سلوى محمد علي“.وأشار زكريا إلى أنه سيتم الاحتفال خلال هذه الدورة بعدد من المئويات منها مئوية رائد السينما التسجيلية المخرج عبد القادر التلمساني من خلال عرض 3 أفلام من أفلامه، بجانب إصدار كتاب لنجلته مي التلمساني كما سيتم الاحتفال بمئوية النادي الإسماعيلي، وتنظيم 3 برامج موازية، هي برنامج «الإسماعيلية الفضى» ويضم 18 فيلمًا، من أهم الأفلام التسجيلية والقصيرة التي عرضت على مدار الـ 30 سنة الماضية، إضافة لبرنامج أخر تحت عنوان «الحنين للسينما» ويضم 4 أفلام، وبرنامج «مئوية عبدالقادر التلمساني» ويتضمن عرض 3 أفلام.
وكشف عن إصدارات الدورة 25 من الكتب قائلًا: «تضم 7 كتب هي كتاب المدينة والفيلم.. اتساع بلا حدود، تأليف محمود قاسم، كتاب مدخل إلى دراسات السينما التسجيلية، تأليف د. ناجي فوزي، كتاب الصحافة الفنية في مصر- 1952 إلى 1973، كتاب التكريم لستيف جيمس.. سينما النضال الاجتماعي، إعداد أروي تاج الدين، وكتاب التكريم لمهدي فليفل.. سينما المنفى، تأليف أسامة عبدالفتاح، كتاب التكريم لسلوي محمد على.. فنانة و100 شخصية، تأليف إيمان كمال، كتاب التكريم لعبدالقادر التلمساني.. في محبة الفن والحياة، تأليف مي التلمساني».
وذ كر الناقد عصام زكريا ردا على بعض الأسئلة التي طرحت من قبل جمهور الحضور، أن هيئة قناة السويس مازالت تدعم المهرجان ماليا ، وأن تغيير إسم المهرجان من مهرجان للأفلام التسجيلية الى مهرجان للأفلام ” الوثائقية ” هو أمر مطروح للنقاش،ليس فقط بالنسبة لإدارة المهرجان وتعاملاتها الإدارية الحكومية، بل للجمور أيضا لمعرفة رأيه..
لأن العالم كله لايعرف إسما للسينما والأفلام الوثائقية، إلا مايطلق عليه في مصر وحدها -وعلى مايبدو ولحد الآن، ومنذ تأسيس المهرجان عام 1991- بالفيلم التسجيلي، وهذا خطأ، ومن الواجب الآن تصليحه
معرض لشادي عبد السلام أمام وخلف الكاميرا
والجدير بالذكر أيضا أن المهرجان” 25″سوف يقيم معرضالـلمخرج المصري الكبير” شادي عبد السلام”، للمصور الفوتوغرافي القدير محمد بكر.ويقام المعرض من أرشيف المصور محمد بكر، لصور المخرج الراحل شادي عبد السلام، أمام وخلف الكاميرا، وحيث يقام المعرض -على هامش فعاليات المهرجان- بقصر ثقافة الإسماعيلية والمعروف أن المصور محمد بكر هو شيخ مصوري الفوتوغرافيا عمل ما يزيد على 60 عامًا في مهنة التصوير، وسجل بعدسته الفوتوغرافية أروع المشاهد السينمائية، ويزيد رصيده عن الألف فيلم سينمائي، ويمتلك إرثا ضخمًا من صور مشاهد السينما المصرية على مدار تاريخها ، من فترة الأبيض والأسود وحتى الآن، سواء أمام عدسات السينما، او ما يدور وراء الكواليس، فقد عاصر العديد من نجوم الفن، والسياسة والثقافة والرياضة والعلم في مصر والتقط لهم الصور،وأشهر أعماله ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية) للمخرج حسن الإمام، ,وفيلم ” الرصاصة لا تزال في جيبي “، المومياء، معبودة الجماهير، السقا مات، الفتوة، دعاء الكروان، أبناء الصمت، وغيرها من الأعمال الخالدة.
أما الراحل شادي عبد السلام – هؤلاء علموني ،فهو من مواليد 15 مارس عام 1930 وقد بدأ حياته الفنية مصممًا للديكورـ وعمل مساعدًا للمهندس الفني رمسيس واصف عام 1957 م. ثم عمل مساعدًا للإخراج في عدة أفلام كان أغلبها لمخرجين أجانب،وشارك شادي في الفيلم البولندي “الفرعون” من إخراج كافليرو فيتش، وهي نقطة البداية الحقيقية في مشواره، وقد شارك في إعداد ديكورات الفيلم وأزيائه وإكسسواراته، كما عمل أيضًا كمساعد مخرج في فيلم “وإسلاماه ” إخراج أندرو مارتون، والفيلم الإيطالي “الحضارة” للمخرج “روبرتوروسللين” والفيلم الأمريكي “كليوباترا” للمخرج “جوزيف مانكوفيتش.وقدم مخرجنا المصري الكبير الراحل الكبير فيلم “الفلاح الفصيح” عام 1970م وهو فيلم مأخوذ عن إحدى البرديات الفرعونية القديمة والمعروفة باسم “شكوى الفلاح الفصيح”، وقد فاز فيلم ” الفلاح الفصيح ” بجائزة السيدالك في فينسيا في نفس العام، كما قدم أفلاما مثل “جيوش الشمس” و”كرسي توت عنخ آمون الذهبي” و”الأهرامات وما قبلها” و”رع مسيس الثاني”أما فيلمه “المومياء.. يوم أن تحصي السنين” فهو علامة فارقة ليس فقط في تاريخه، بل في تاريخ السينما المصرية والعالمية، فقد حصد عددًا من الجوائز العالمية..
يذكر أن أن مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة يعد واحدا من أعرق المهرجانات الموجودة في العالم العربي ومن أوائل المهرجانات المتخصصة في الأفلام التسجيلية والقصيرة، حيث انطلقت أولى دوراته عام 1991، ولهذا حكاية سوف نسردها عليكم تباعا ،من خلال هذه إلإطلالة على حداثة السينما الوثائقية المعاصرة، تاريخهاوأعلامها، نشأتها وتطورها، ونحن نتابع أعمال ووقائع وأفلام مهرجان الإسماعية للأفلام الوثائقية في دورته الـ25 وإحتفالاته بيوبيلها الفضي..
بقلم
صلاح هاشم.القاهرة
صلاح هاشم مصطفى كاتب وناقد ومثقف ومخرج – أفلام وثائقية – مصري مقيم في باريس.فرنسا، وهو مؤسس موقع ” سينما إيزيس ” التي تعني بفكر السينما المعاصرة وفنون الصورة عام 2005 على شبكة الإنترنت
***
عن جريدة ” القاهرة “