هرولة الجونة السينمائي . بقلم سمير شحاتة . في ” مختارات سينما إيزيس “

وإن تميز مهرجان الجونة السينمائى بثرائه بفضل أصحابه، هو كغيره، مهرجان مصرى شحما ولحما. لا يجب أن يغرد منفردا بالهرولة وإصراره بتكريم فنان غير مرغوب فيه لتأييده سياسات إسرائيل التوسعية. فى الوقت الذى أمتنع فيه 26نجما هوليووديا تلبية دعوات لزيارة إسرائيل منهم مات ديمون وليوناردو دى كابرى، بسبب ما ترتكبه من إنتهاكات بالأراضى الفلسطينية المحتلة.
إصرار المهرجان على الخطأ أكبر جرما من الوقوع فيه. ولمديره الفنى أمير رمسيس فيلما وثائقيا متميزا (عن يهود مصر)، الفارق كبير بين التعاطف مع يهود مصريين، والتعاطف مع مؤيدى الصهيونية. بيننا وبينهم دم وأرض عربية محتلة.
وهناك فارق بين جائزة التكريم، والفوز بجائزة سينمائية. يحاول الخلط بينهما متعمدا مدير المهرجان العراقى إنتشال التميمى. التكريم يكون عن مسيرة الفنان وتاريخه.. ياسيدى.. جيرار ديبارديو الذى تكرم تاريخه.. تنازل عن جنسية وطنه ليتهرب من الضرائب.. أى حتى وطنه ليس عزيزا على نفسه!! وعندما قرر العيش فى روسيا والحصول على جنسيتها، حظرت أوكرانيا دخوله أراضيها بسبب تصريحات له مؤيدة لإعلان روسيا ضم شبه جزيرة القرم. فما بالك بتأييده الصارخ لمحتل أرض من الوطن!
حضور نقيب الممثلين التكريم، لا يعبر عن جموع الفنانين.. لا أتحدث بالطبع عن الفنانين الذين يهتمون بأزيائهم أكثر من أهتمامهم بإصلاح حال صناعة السينما المتدهور وقضايا الوطن.. عشرات الشخصيات الفنية والأدبية والصحفية ونقاباتهم وإتحاداتهم رفضوا تكريم ديبارديو على أرض مصر، إدانة ورفض للمؤيدين للإحتلال.. جائزة الجونة لن تضيف شيئا لذلك الممثل.. لكنها تنتقص كثيرا من المهرجان وستبقى نقطة سوداء بتاريخ الجونة السينمائى.
سمير شحاته

سمير شحاتة كاتب وناقد سينمائي مصري